صححوا لغوياً ولا تسرفوا
علي زويد الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي زويد الدراجي

عندما تتأمل في النصوص، ستجد أن كل كلمة تحمل في طياتها معاني متعددة، وهذا يتطلب منك كونك مدققاً لغوياً أن تكون واعيًا لما تحتاجه كل جملة.
بعض النصوص تتطلب وضوحًا أكثر، بينما يمكن أن تترك أخرى بعض الغموض ليعبر القارئ عن خياله،
وتذكر أن لكل كاتب أسلوبه الفريد، وعليك احترام هذا الأسلوب أثناء التدقيق، ومن هنا عليك أن تحرص أيها المصحح اللغوي على عدم إرهاق عين القارئ بالإكثار
من علامات الضبط بلا داعٍ. وأعلم أن انضباط وصواب علامات الضبط الكاملة يُشيران إلى قدرة المدقق اللغوي ومهارته، ولكن يجب أن تعلم أن الهدف من التدقيق ليس إثبات قدرتك ومهارتك وتميزك، بل الهدف توصيل رسالة الكاتب إلى قارئه غير منقوصة ولا مزيدة.
ومن المهم أن تتأكد من أن استخدامك لعلامات الضبط لا يعيق تدفق القراءة،
فيجب أن تكون علامات الضبط كالموسيقى الخلفية، تعزز المعنى دون أن تسرق الأضواء، فعندما يقرأ القارئ، يجب أن يكون التركيز على الفكرة والمشاعر المتعاقبة،
وليس على العقبات البصرية، كذلك، لا تنسَ أهمية السياق، إنّ بعض الكلمات قد تحتاج إلى تشكيل خاص بناءً على موقعها في الجملة أو الفقرة، فكن خبيرًا في فهم السياقات المختلفة، واعمل على تحقيق توازن بين الجمالية اللغوية وسلاسة القراءة.
وفي النهاية، إنّ فن التدقيق اللغوي هو فن توازن، يتطلب منك أن تكون فنانًا في استخدام علامات الضبط،واجعل من هدفك تقديم نصوص تعكس جمال اللغة العربية، مع الحفاظ على سلاسة القراءة وسهولة الفهم، حينها ستصبح حقًا مدققًا لغويًا متميزًا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat