الانسان هذا المخلوق الرباني الذي خلق متكامل الصفات المعنوية الحسنة واولها الكرامة ، هذا الانسان الذي اصبح اليوم وللاسف الشديد ورقة تفاوضية .
للانسان كرامة حتى المجرم له كرامة فلا يصح ركله وضربه امام الملأ عند القاء القبض عليه بل من التصرفات السيئة عندما يوضع كيس في راس المتهم ، اقول المتهم لانه قد يكون بريء ، واما ما يجري في السجون والمعتقلات من اهانات وتعذيب يندى لها الجبين والافلام والحكايات التي تذكر عن هذا التعذيب تصدر من قبل بشر نطفتهم غير طاهرة لان اعمال التعذيب والاهانة لا يقوم بها انسان طاهر .
عندما اقول انسان اقصد انسان ولا اقصد انتمائه او قوميته الانسان حتى اصحاب الديانات غير السماوية عبدة الابقار او النار ، يجب ان يحترم ولا ينتقص لانه انسان .
والاعلام كارثة اسوء من فيضانات وحرائق كاليفورنيا وحتى اقوى الاعاصير ، هذا الاعلام الذي يعرض افلاما لاهانة الانسان بحجة صدق نقل الخبر او بيان مساوئ من يسيء للانسان ولا يعلمون انهم يحفزون بعض المشاهدين اصحاب النفوس الضعيفة للاقدام على هكذا اعمال بل الاثر النفسي الذي تتركه هذه الافلام تجعل من الانسان يعيش الرعب او الشك بالاخرين او فقدان قيمته وقيمة المجتمع .
مشاهد الاعدام والقتل والجثث المتناثرة في الشوارع كارثية بمعنى الكلمة التي تنتج مجتمعا ارهابيا او بلا احساس عندما يرى مشاهد القتل طبيعية ، واليوم اصبحت هكذا منذ ان قام الكيان الصهيوني باحتلال فلسطين .
عدما سقط نظام الطاغية في العراق وبدات اعمال السلب والنهب رايت بعيني مواطنا سرق جهازا من الشعبة الخامسة في الكاظمية لا يعرف ماهو وكيف يعمل ، وشاءت الصدفة ان شاهده صديقي الذي كان معي فقال لي هل تعرف ماهذا الجهاز ، قلت لا ، فنادى على المواطن الذي يحمل الجهاز وساله ماذا يعمل هذا الجهاز ؟ قال لا اعرف ، ابتسم صديقي والتفت الي قال لي ان هذا الجهاز كهربائي لتعذيب السجناء ، قلت له كيف عرفت قال عندما اعتقلت عذبوني به
موسوعة للكاتب والقاضي والمحقق عبود الشالجي بعنوان ( موسوعة العذابات ) موسوعة لا استطيع قراءتها لما فيها من قصص وحكايات حقيقية عن تعذيب الانسان على يد الحكام .
لا ابالغ ولا اتردد بل اقولها وبكل ثقة حتى الارهابيين او الطواغيت عند القاء القبض عليهم لا ارضى اهانتهم اثناء القاء القبض ، بل يتم اعتقالهم وعرضهم على المحاكم لينالوا جزاءهم اعدام مؤبد سجن ، اما التعذيب والاهانة فهذا مرفوض .
كان الامام علي عليه السلام يعتقل المدعى عليه اياما من غير اي اهانة وعندما لا يعترف يطلق سراحه فيقول له المدعي لماذا لا ترغمه على الاعتراف فينكر ذلك الامام علي عليه السلام .
في امريكا نطلع على اخبار مفادها تعويض سجين لمدة عشرين سنة تبين انه بريء ، رفض احد السجناء التعويض وطلب منهم تصحيح قوانينهم وتعاملهم مع المعتقل .
سال الامام الصادق عليه السلام احد اصحابه عن حرمة الكعبة فقال له انها عظيمة فقال له الامام ان حرمة المؤمن لاعظم من حرمة الكعبة ، هذا هو خطاب الاسلام .
لاحظوا معارك طوفان الاقصى ماهي ورقة الكيان الصهيوني في الحرب ؟ ورقته قتل الابرياء المدنيين بينما الطرف الاخر يتحاشى قتل المدنيين ، لاحظتم طبيعة تعامل حماس مع الاسرى كيف كان ؟ بينما تعامل الكيان مع الاسرى الفلسطينيين كيف كان ؟ وهذا ليس ما يخص الصهاينة بل هنالك حكام عرب ومسلمين تعاملهم مع شعوبهم اسوء بكثير من الصهاينة لانهم ينظرون الى شعوبهم كلهم متهمين يستحقون التعذيب .
بسبب هذه الاوضاع الافضل عدم متابعة اخبار الكيان وترامب وسوريا لان ما فيها هو قمة انتهاك الانسان والانسانية ، واما اخبار غزة فلا اشاهدها بل اسمع عنها لان فيها من المشاهد ما يدمي القلب وما لدينا من حيلة سوى الدعاء لهم فقط لاننا ضعفاء وتسلط علينا حكام عملاء .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat