صفحة الكاتب : انوار داود الخفاجي

هل تستحق الدراما العربية والعراقية المشاهدة في شهر رمضان؟
انوار داود الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يُعتبر شهر رمضان المبارك موسمًا ذهبيًا للدراما العربية والعراقية، حيث تتسابق القنوات الفضائية ومنصات البث الرقمية على تقديم أفضل الإنتاجات لجذب المشاهدين. لكن يبقى السؤال الأهم هل تستحق هذه الدراما المشاهدة، أم أنها مجرد تكرار لمواضيع مستهلكة وأحداث مكررة؟

يشهد شهر رمضان كل عام تنوعًا كبيرًا في الإنتاجات الدرامية، فهناك المسلسلات الاجتماعية التي تتناول قضايا الأسرة والمجتمع، والأعمال التاريخية التي تسلط الضوء على شخصيات وأحداث مؤثرة، إلى جانب المسلسلات الكوميدية التي توفر جرعة من الترفيه والتسلية. كما تحتل الدراما العراقية مكانة مميزة في هذا السباق، إذ تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة من حيث جودة الإنتاج والأداء التمثيلي.

أحد أبرز أسباب مشاهدة الدراما الرمضانية هو مستوى الإنتاج المتطور الذي يشمل التصوير السينمائي، والإخراج المتقن، والاعتماد على ممثلين بارعين قادرين على تقديم أدوار مؤثرة. كما أن بعض الأعمال تتناول قضايا اجتماعية مهمة مثل الفقر، والعنف الأسري، والهجرة غير الشرعية، ما يجعلها ذات قيمة ثقافية وتوعوية.

إضافةً إلى ذلك، توفر المسلسلات الكوميدية متنفسًا للمشاهدين وسط زخم الحياة اليومية، خاصة تلك التي تعتمد على كوميديا الموقف والحوارات الذكية بدلاً من التهريج والمبالغة.

الدراما العراقية بين التقدم والتحديات
شهدت الدراما العراقية تطورًا في السنوات الأخيرة، حيث بدأت تخرج من الإطار التقليدي للأعمال الدرامية إلى مجالات أوسع، مثل الجريمة، والأكشن، والدراما النفسية. بعض المسلسلات العراقية أصبحت تنافس عربيًا من حيث الحبكة والأداء، وهو أمر إيجابي يعكس نضج الصناعة الدرامية في العراق.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات، مثل ضعف بعض النصوص، وتكرار المواضيع، واعتماد بعض الأعمال على الإثارة المفرطة أو الميلودراما غير الواقعية، ما يفقدها عنصر الإقناع. لكن على الرغم من هذه التحديات، فإن الدراما العراقية أصبحت تحظى بمتابعة واسعة من الجمهور داخل العراق وخارجه.

رغم كل الإيجابيات، تواجه الدراما الرمضانية بعض الانتقادات، من بينها التكرار في المواضيع، والاعتماد على النجوم أكثر من القصة، والاستهلاك الزائد للمشاهد العاطفية والمبالغات الدرامية. كما أن بعض الأعمال تميل إلى إطالة الأحداث بشكل غير ضروري، فقط من أجل ملء ثلاثين حلقة، ما قد يؤدي إلى شعور المشاهد بالملل.

من جهة أخرى، هناك انتقادات تتعلق بالمبالغة في عرض مظاهر البذخ والترف في بعض المسلسلات، ما يجعلها بعيدة عن واقع الجمهور، بالإضافة إلى إقحام بعض المشاهد غير الملائمة لشهر رمضان، الأمر الذي يدفع البعض إلى العزوف عن مشاهدتها.

الخلاصة هل تستحق المشاهدة؟
يعتمد الأمر في النهاية على نوعية المسلسل وما يقدمه من محتوى. فهناك أعمال تستحق المشاهدة لما تحمله من رسائل هادفة وإنتاج مميز، وأخرى يمكن تجاوزها إذا كانت تعتمد على الحشو والمبالغات الدرامية. وعلى المشاهد أن يكون انتقائيًا فيما يتابعه، بحيث يختار ما يضيف له فائدة أو متعة حقيقية، دون الانجراف وراء الأعمال التي تفتقر إلى القيمة الفنية أو الثقافية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انوار داود الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/08


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : هل تستحق الدراما العربية والعراقية المشاهدة في شهر رمضان؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net