في حُبك حتى عاصمة الشكوك تُصبح يقين ،و حين يكتشفك المرء تنطوي عزلتهُ في ميدان الضجيج لِيصنع ما لم يستطع بشرٌ صنعهُ، يتسابق مع العُشاق كي يُصبح الاكثر وفاءاً و الاغلى وِداً و الأقوم قولاً، كأنه إعجازاً يُحاول أن يصلَ النخيل لكنه لم يبلغ حتى مِتراً فوق الأرض ! يُدرك حينها ألا فائدة للشبابيك و لا الابواب و لا صانعهما فالانتظار غدى أكذوبة العصر المُزيفة، و لا داعي للخوف و لا إطالة النظر في وجوه الأنس، حتى يشعر ان الجن قبائل انطوت مع رحيل سليمان فليس هنالك احدٌ يسكن جسده سوى ذلك الحُب العُذري ،حينها يعلم ان الوهم خليطٌ صُنع من السراب فلا وجود له بين خلايا دماغٍ يعتبر وجودك مثل المعاد، يُصبح أكثر سَكناً في مُدِن الحنين التي لا يصلها الا المطهرين ، تلك المُدن التي تشبه أحلامُ اليقظة ، تكسوها رايات السلام المُطرزة بالنرجس ذو اللون الملكي و غيومٍ مصنوعة من المخمل الخمري المخلوط بالاحمر الدامي دلالةً على عناء الترقب ، و أشجارٍ سحرية ذات لونٍ زهري تمتد منها خيوطاً ذات بريق كلما هُزت انتثر منها ورقاً أبيضً يُكتبُ فيه فتتحقق المُعجزات ،أما أرضها فأنها خليطٌ بين لمعان الالماس و طراوة القُطن و نعومة الحرير لا تحتاجُ الى سياراتٍ للتنقل فيها يكفي أن تنزلق الأقدام عليّها لأبلغ مقصدي ،و لليلها الاكثر صدقاً في الوجود اذ أنهُ مصنوعٌ من شعرِ أطفالٍ حديثي البراءة و قمرها مخلوقٍ من نبالٍ للينة ترشقها بالنور الخالد، و سماءها مصنوعةً من أجنحة الملائكة ، ناصعة البياض ليس فيها رعدٌ و لا برقٌ بل يسمع منها دوي التسبيح الدائم، أما بيوتها ف ترتكن على خيوط أمانك لا ينالها حُبٌ ملوث ليهدمها و لا كاذبٌ يحمل جوازً مزيف للدخول اليها و لا سارقٍ يجثو على كنوزها ، فوجودك في ذلك القلب كافياً لأخبر الدنيا وداعاً للأبد ، فلا نفعَ من وجودِ حياةٍ مُملةٍ تسير على التكرار و الزيف من غيرِ لذةٍ للعيش الرغيد و الطمأنينة المفقودة في زحامها الخانق للأرواح الذي عَلمَّ الانسان شراً أكثرُ مما علمهُ إبليس …
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat