صفحة الكاتب : تبارك علي البهادلي

مدينة حُب المهدي "ع"
تبارك علي البهادلي

 في حُبك حتى عاصمة الشكوك تُصبح يقين ،و حين يكتشفك المرء تنطوي عزلتهُ في ميدان الضجيج لِيصنع ما لم يستطع بشرٌ صنعهُ، يتسابق مع العُشاق كي يُصبح الاكثر وفاءاً و الاغلى وِداً و الأقوم قولاً، كأنه إعجازاً يُحاول أن يصلَ النخيل لكنه لم يبلغ حتى مِتراً فوق الأرض ! يُدرك حينها ألا فائدة للشبابيك و لا الابواب و لا صانعهما فالانتظار غدى أكذوبة العصر المُزيفة، و لا داعي للخوف و لا إطالة النظر في وجوه الأنس، حتى يشعر ان الجن قبائل انطوت مع رحيل سليمان فليس هنالك احدٌ يسكن جسده سوى ذلك الحُب العُذري ،حينها يعلم ان الوهم خليطٌ صُنع من السراب فلا وجود له بين خلايا دماغٍ يعتبر وجودك مثل المعاد، يُصبح أكثر سَكناً في مُدِن الحنين التي لا يصلها الا المطهرين ، تلك المُدن التي تشبه أحلامُ اليقظة ، تكسوها رايات السلام المُطرزة بالنرجس ذو اللون الملكي و غيومٍ مصنوعة من المخمل الخمري المخلوط بالاحمر الدامي دلالةً على عناء الترقب ، و أشجارٍ سحرية ذات لونٍ زهري تمتد منها خيوطاً ذات بريق كلما هُزت انتثر منها ورقاً أبيضً يُكتبُ فيه فتتحقق المُعجزات ،أما أرضها فأنها خليطٌ بين لمعان الالماس و طراوة القُطن و نعومة الحرير  لا تحتاجُ الى سياراتٍ للتنقل فيها يكفي أن تنزلق الأقدام عليّها لأبلغ مقصدي ،و لليلها الاكثر صدقاً في الوجود اذ أنهُ مصنوعٌ من شعرِ أطفالٍ حديثي البراءة و قمرها مخلوقٍ من نبالٍ للينة ترشقها بالنور الخالد، و سماءها مصنوعةً من أجنحة الملائكة ، ناصعة البياض ليس فيها رعدٌ و لا برقٌ بل يسمع منها دوي التسبيح الدائم،  أما بيوتها ف ترتكن على خيوط أمانك لا ينالها حُبٌ ملوث ليهدمها و لا كاذبٌ يحمل جوازً مزيف للدخول اليها و لا سارقٍ يجثو على كنوزها ، فوجودك في ذلك القلب كافياً لأخبر الدنيا وداعاً للأبد ، فلا  نفعَ من وجودِ حياةٍ مُملةٍ تسير على التكرار و الزيف من غيرِ لذةٍ للعيش الرغيد و الطمأنينة المفقودة في زحامها الخانق للأرواح الذي عَلمَّ الانسان شراً أكثرُ مما علمهُ إبليس …


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تبارك علي البهادلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/15


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • غلطتي التي أنقذتني   (ثقافات)

    • نهايتي التي بدأت    (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : مدينة حُب المهدي "ع"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net