مشهد يومي ..
عيسى عبد الملك

 

حدث قبل ساعة.في 5 ميل ... 

.صوته عبر النقال يرسم عالما ورديا مفترض .يحدد موعد الخطوبة .تكاد تزغرد فيمنعها الحياء.تحثه على الحديث كي تنتشي .

ـــ صحيح ،نعم ،كم أنا سعيدة .

ـــ أنا أكثر سعا.... ويقطع الحديث صوت انفجار هائل وصرخة آخ..رجل يحمل بطانية يركض صوب السيارة المشتعلة غير عابئ بالدماء الغزيرة التي سربلته .آخر يركض كالمجنون يحمل دلو ماء. امرأة تلملم عباءتها تنظر مذعورة إلى ساقها المقطوعة على الرصيف المقابل وطفل قذف تحت سيارة يحضن لعبة .سيارات تحترق .بيت هدّ على ساكنيه .على بعد خمسين مترا سيطرة تفتيش عسكرية ترابط كالعادة.إطلاق رصاص كثيف في الهواء من سيطرة التفتيش .السيطرة تنتبه فتطلق الرصاص . السيطرة دخلت الإنذار وأغلق أفرادها أجهزة النقال لحين انجلاء الموقف كي يكتبوا التقرير لوضع خطة أمنية جديدة . تفتح بيوت 5ميل أبوابها . يخرج مواطنو الدرجة الثالثة المنسيون منها .فزعين يركضون نحو السيارة المشتعلة .أركض .تلسعني شظية حديد .شظايا تقدح نارا يدوسها الأطفال والشيوخ والنساء .أركض .عيني على دكان بائع الخضروات والرقي وبائع الفلافل .جارنا اليتيم . لم يكن هناك دكان ولا بشر. قطع لحم متفحمة كانت تضج قبل قليل بالحياة .بعد سنين سيخلو العراق من ساكنيه سنة وشيعة لا حل. غيره . المسيحيون هاجروا .الصابئة تركوا البلاد .{سيبقى النفط لمطيرة }.. قال عجوز على الرصيف يبكي ...

كنت حافيا حاسر الرأس بلا هوية ولا شعور .لم انتبه لذلك .أنا المواطن ع. من 5ميل ...

الموضوع السابق إصدار كتاب "حَتْفِي يَتَرَامَى عَلَى حُدُودِ نَزْفِي".. قراءاتٌ نقديَّةٌ في شِعر آمال عوّاد رضوان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat