صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإعلام الديمقراطي؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الإعلام الديمقراطي , إعلام وطني حر , يرتكز على المصلحة الوطنية الخالصة , وأخلاقياته ذات معايير وقيم وطنية إنسانية , تراعي الثوابت والضوابط اللازمة لمسيرة تفاعل الأجيال وتواصلها , وإطلاق ما فيها من القدرات الإبداعية الحضارية لبناء الوجود الوطني الأرقى.
 
ولا يمكن للإعلام الديمقراطي أن يكون متطرفا , أو معبرا عن وجهة نظر حزبية أو فئوية أو مذهبية  , بعيدا عن المصلحة الوطنية الجامعة العليا. 
ولا يمكنه أن يكون إعلام صراعات وتبادل إتهامات ووجهات نظر ضيقة وتصفية حسابات سياسية.
 
الإعلام الديمقراطي إعلام وطني معتدل!
ينشد الحقيقة والمعرفة والتنوير العقلي , ولا يؤسس للتضليل والأفك والأكاذيب والخداعات , والتبريرات اللازمة لمواصلة السلوك المشين.
 
الإعلام الديمقراطي , يجب أن يكون خاليا من المفردات الضارة بالنفس والسلوك , وأن يكون تحت رقابة مستشارين نفسانيين ولغويين مهرة محنكين , يدرسون تأثير المفردات على المتلقي.
وهو لا يمكن أن يتحقق في مجتمع تكون القيادات الحاكمة فيه ذات توجه متطرف وفئوي , ولا تملك الثقافة الكافية للتعبير عن الديمقراطية بسلوكها السياسي.
 
ومما يثير الدهشة والإستغراب , أن مجتمعاتنا حسبت الإعلام الديمقراطي , أن تتكلم على هواك , وتعبر عن إنفعالاتك وعواطفك , وغضبك , وعدوانك عبر الكلمة المقروءة والمسموعة والمرئيات , وكأن الديمقراطية , أن تتحلل من الضوابط والمعايير الأخلاقية والوطنية والمسؤولية الإنسانية والسلوكية.
 
وأصبح الإعلام عندنا يتسم بالملامح الغابية , ويعبر عن سمات جاهلية بدائية , مشبعة بالأمية والإنفعالية والإندفاعية , والسلوكيات التهجمية التهكمية المشحونة بطاقات العواطف السلبية , مما تسبب في تحويله إلى سوح تلاحي وإضطراب وتشويش وتشويه للحقائق , وتسويغ للبدع والأكاذيب, ففقد الناس ثقتهم بالإعلام , واضطربت مفاهيمهم , وتفاعلاتهم وفقا لما يتم حشوه في رؤوسهم , بواسطة هذا الإعلام السيئ المبرمج والموجه لقتل الإنسان!
 
ولا يمكن الخروج من هذا المأزق التدميري للإنسان والوطن والمعتقد , إلا بالإلتزام بالمعايير الصحيحة الصالحة لبناء الوطن والإنسان , فلا يمكن لإرادة الحزب أو الفئة أن تعلو على إرادة الوطن والشعب كحالة واحدة , ذات قيمة حضارية ومسؤولية مشتركة عن الحاضر والمستقبل.
 
فالإعلام الديمقراطي عندنا بحاجة إلى تنقيح ثقافي , بمعنى إعادة تركيب الوعي , ويقظة القائمين على الإعلام , بالإلتزام بالكلمة المعتدلة النقية الطاهرة , الطيبة الساعية إلى الخير والمحبة والألفة والأخوة والسلام والأمن , والتفاعل الوطني الأصيل , بعيدا عن أي توجه للإضرار بالحياة , ويمكن إختصار فلسفة الإعلام الديمقراطي بالقول أن "الكلمة الطيبة صدقة".
 
فاصدقوا في كلماتكم , وتخيّروا أطيبها للكتابة والقول والخطابة!!
 
وأية خطوة غير ذلك ستكون لا ديمقراطية , ولا يمكن لحكومة تتكلم بمفردات سلبية أن تصنع إعلاما ديمقراطيا مهما حاولت , فلتبدأ الحكومات بنفسها أولا , وتراجع وتراقب مفرداتها ومحتويات خطابها , وتشذبه من جراثيم البغضاء والكراهية والتحزبية , وتداويه بالمفردات الوطنية الساطعة الناصحة الشافية , لعلل السلوك الدامي الأليم!!
 
وعندها فقط يحق لنا أن نقول بأن إعلامنا ديمقراطي!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/26



كتابة تعليق لموضوع : الإعلام الديمقراطي؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net