يا عصف الشكوك مهلا...
و..حنانيكِ يا ثورة الظنون..:
مُطفأ قد غدا بكِ أمسنا.. وليلنا باكٍ قد أقبل ...وصبحنا شاكٍ قد أسفر..وضحانا مريض الضياء ليس بخيرٍ قد أطلّ مصفرّا...
قد تأزّمت بين خرائبكِ المواثيق ... و....انفرطت عراوينا الوثقى....وريحكِ اللعوب قد شتّتت مراكبنا... فانشقّت أمانينا شقّا...وانفَطرت أرواحنا هماً .. رَهقاً ووصبا.
حنانيكِ..فأنا..!
أنا..وليل قد أرخى سدوله عليّ كيدا...
و..شياطين الظنون...و.....وكلثوم..و.."ثورة الشكّ " تلوكنا ، نتهاوى نذوب فتُبعثرنا.. نتراقص على قبور الحب بلا وعيٍ فتُرهقنا ...ونعاهد جنيّات الخذلان بلا عهدٍ فتلفِظنا...
ولا شيء مع الصباح ينجلي..ولا حمّى تتبخر ولا أتغير.. وأبقى..!
أبقى أنا...أنا الغارقة في امتزاجات "ثورة الشكّ" وجنوني...
أقطن جبال همٍ لا تَميد....أرى من على قممها بعيديَ البعيد ، وأستشفّ من خلف كثبان اللحن عطرنا القديم ، تلوح لي لحظاتنا الأجمل خجولة مشلولة بكّاءة صغيرة صغيرة....فأهوي من عَلٍ الى قيعان مآتمٍ ورثاء ، وقت يرهقني السمع لتفاصيل النكوص وتجنّي الظنون وابتلاءات الشكوك .
وما خفيَ من وجعي وربي كان أعظم.
لله .. !
كيف يغدو اللحن الرخيم أنينا، والأنغام معتّقة بخزامى يابسٍ مطحون.... والكلام الرقيق حجارة ترجم تنهيدة بتنهيدة..والحنين كيداً ملموسا ومحسوسا. .والذكريات خمرا من حُصرمٍ وعلقم؟!
وكلثوم لا تكترث ، لا تصمت..لا صباح يثنيها لا مساء...
ما انفكّت تخط بأصابع الوجع للشكوك تواقيعها..و تدلي بتلاوات وجعٍ مرتّلة ، و تقصّ "ثورة الشكّ" على مسامع الروح طولا وعرضا..وعجاج الظنّ يطبع على جبين القلب قبلة ملوثة بغبار الخديعة...
وما خفي من مرارٍ كان امرّ.
كم اكرهُني ضعيفة..!
كافرة بالحب لا تتوب
وتلميذة في معاهد الخيبات لا تتعلم..
ففي ذكرى الأجل المنوط بي قدرا وجدتُني..!
وجدتني أعتلي ذروة الصاعقة بإتقان...وأقتَفي آثار القضاء برضىً.. أستبسل غناءاً بحنجرة غزيرة المصاب .... أتعالى في ليلها المدّاح نحو أرفلان التشظّي ومعارج البكاء...أغدو وجرحها المصلوب على مواويل الوجع في عُرف المصيبة سواء...أتأبّط ظلّ خيبتي... أحمل بلا إكراهٍ عتاد الجرح ومعاول الظنون...وأدثرّ جثمان الحب المُراق إهانةً في صحراءٍ خالية الوجدان... وأمضي..أمضي حُبلى بعاهات المستحيل ومواليد النكسات..
وما كان من ضعفي وخالقي أغبر.
فـــ كفاكِ يا كلثوم ..و "ثورة الشكِّ ؛ و يا ظالمي كفاك:
قد أرهقني الركض في مضامير الإقناع وأرجاء الترضّى وطرائق التصحيح.. والدوران حول دروبكَ المغلقة الإستجابة..حيث لا رجاء..لا صلاح لا إصلاح لا تصديق لا انفكاك فكفاكَ..كفاك..!
كفاك أيها المصاب بحمّى الشكوك!
فوعدك جمر تلظى ..ويمينك غَموس غموس
قد أزهقتَ بالشكّ أرواح الوصل بيننا ..ونحرتَ بالظنّ ليالينا البيضاء المطلّة على فجرٍ طويل وإشماسٍ عريض..
فـ ...استغفر من إثم ظنك وأغتسل من طين أوزاركَ فظنونك جحيمٌ وسَقَر... وما خفيَ من إثمك كان يا ظالمي أكبر .
فالى متى..!
الى متى سأبقى رهينة الشقائين "حبّك والظنون" ..
فكفاك كفاك..
فما خفي من ظلمك وربي كان أظلم.
ما خفي من ظلم كان أظلم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat