جاءني الشعر حزين الوجه
غاضبْ..
قال لي ياسيدي
ياصاحبي
لست بصاحبْ..
قلت ياشعري
ترى ماتقصدُ
هل أنا أخطات في حقك
كي تأتي تعاتبْ..
قال لي
من قال إن الشعر لو كان قتاليا
وثوري المقاصدْ..
لايسمى عاطفيا
فهو مسحوق انفعالاتٍ
وأفيون شعاراتٍ
ويبقى في بلاد الشعر
منسيا وكاسدْ..
هل تظن الشعر لو كان
طعينا
نازفا مثل شرايين مجاهدْ..
واصفا حزن الجماهير
ومأساة بلاد
كاشفا عن واقع مر وفاسدْ..
هل تظن الشعر هذا
خاليا من روعة الإحساس
لايشعل فكرا
مثل نيران المواقدْ..
ياصديقي
إن في الشعر السياسي هوى لامرأةٍ
تدعى الوطنْ..
هو حب بربري
همجي
ينتقي أقسى العبارات
وينمو تحت أجواء المحنْ..
هو مشغولٌ
ولا يحترف التهذيب
والترتيب
في شكل العبارات
ولا يعرف أن يجلس كالورد على صمت المناضدْ..
إنما يصرخ في كل اتجاهٍ
مثل مجنون وفاقدْ..
ولهذا يولد الشعر السياسي
عنيفا
أو كئيبا
لابسا ثوب الشجنْ..
وله شعر طويلٌ
ولسان لاذع جدا طويلٌ
وأظافير لها حد المخالبْ..
ياصديقي
كل شعر هو حب
إنما من غير شكلٍ
غير طعمٍ
ومكانٍ
وزمنْ..
ياصديقي
أبدا لاتتنصل من كتاباتك
في الحب
ولا في الحرب
في شتى المواضيع
يظل الشاعر الحر مع الشعر
سجينا مرتهنْ..
د. بهجت عبد الرضا
28 أيلول 2014
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat