صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

نظرة فابتسامة فحذاء
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

يقال ان من اهم اسلحة السياسين في الانظمة الديمقراطية هي ابتساماتهم العريضة لانها تدفع عنهم الحرج في اكثر الاوقات العصيبه التي يواجهونها اثناء ظهورهم اما م وسائل الاعلام وفي المؤتمرات الصحفية والمقابلات التلفزيونية, فبهذه الابتسامة المصطنعة يستطيعون ان يتملصوا من الاسئلة المحرجة ويتلافون المواقف المزعجة والافعال غير المتوقعه
خطر هذا ببالي امس وانا اشاهد توني بلير والابتسامة التي ترتسم على محياه الباهت الشاحب , هذه الابتسامة التي تذكرنا بعلب الجبنة الفرنسية الشهيرة (لافاش كيري) حيث تطبع على اغلفتها صورة بقرة  مكتنزة تضحك ملىء شدقيها
الحق يقال : ان الرجل شجاع لان الموقف الذي كان فيه لا يخطر فيه الابتسام على بال احد اذا حل محله , فهو لم يكن يتبادل الحديث الودي مع  احد رؤساء الدول او مسؤوليها الكبار ولم يكن في لقاء تلفزيوني ولا مقابلة خاصة ولا حتى خارجا للعب الغولف بصحبة زوجته الشقراء الفاتنه بل كان في قلب الاعصار, لم يكن اعصارا
من النوع الذي نعرفه محملا بالمطر والبرد بل كان اعصارا من نوع اخر وان كان لا يقل عنه شده وشراسة
كان يحتفل في دبلن بايرلندا بتوقيع نسخ من مذكراته الخاصة التي تبرع بريعها باريحية(لاتنسجم مع ما عرف عن الانجليز من بخل) الى بعض الجهات الخيرية , كان من المتوقع ان يجمع مبلغا قدره اربعة ملايين جنيه استرليني لولا ذلك الاعصار اللعين الذي خرب كل شيء
العزيز توني دعا الى حفل التوقيع كبريات الصحف ووسائل الاعلام المقروء والمرئي والمسموع املا في تغطية اعلامية مميزة تعيد له بعضا من ماء وجهه التي اراقته الانتقادات المتزايدة ضد قراره المتهور بمساندة الصديق بوش في غزوه للعراق
غزو العراق قام على اكذوبة اسمها اسلحة الدمار الشامل وما حدث بعد الاحتلال من تخبط وفوضى اساء لمصداقية امركا وحلفاءها ومازالت عشرات القضايا تنظرالى الان ضد جنود بريطانيين متورطين بتعذيب وقتل المعتقلين العراقيين في البصرة وما زال بلير يرفض الادلاء بشهادته امام اللجنة التي شكلها مجلس العموم لبحث موضوع الحرب وموضوعية الاسباب التي دعت بريطانيا للمشاركة فيها ,خصوصا ان الشركات البريطانية لم تذق شيئا من الكعكة العراقية بل حتى لم تشم رائحتها في حين التهمتها كبريات الشركات الامريكية بالكامل ولحست اصابعها بعد ذلك
ولهذا كان بلير يحتاج هذا الحفل وينتظر منه تحسين صورته التى اساءت لها التحقيقات الجارية, وأعد للحفل احسن استعداد وكان من المؤمل ان يتصدر نجاحه عناوين الاخبار لولا ذلك الاعصار الاهوج
كان الاعصار عنيفا مزمجرا لكنه لم يكن مصحوبا بالمطر او الثلوج بل كان محملا بالاحذية والبيض الفاسد
الاخبار تقول ان العزيز توني تلقى صباح ذلك اليوم التاريخي مئات الاحذية من شتى المقاسات والالوان , بعضها رجالي والاخر نسائي والعجيب انهم وجدوا في تل الاحذية الذي تركه الاعصار احذية ولادية لاطفال صغار وليس معلوما لحد الان كيف تمكنوا من رميها بوجه بلير وهل استطاعوا ذلك بمفردهم ام ( بالاستعانة بصديق) وكذلك كانت الاحذية من مختلف انواع المناشىء وبعضها كان من جلود صناعية رخيصة  اغتنم اصحابها وجود بلير للتخلص منها (بشكل ديمقراطي) والبعض الاخر كان من جلود طبيعية راقية لم يبخل بها اصحابها على وجه بليرالعزيز
الشرطة تدخلت لانقاذ بلير من القصف العشوائي خصوصا ان بعض من رموا احذيتهم لم يكونوا يحسنون التصويب مما ادى الى اصابة بعض الماره وكذلك فان بعض المشاغبين رموا تلك الاحذية تجاه رجال الشرطة فتلقوها بصدورهم ووجوههم ببسالة نادره يحسدون عليها
ولا اطيل عليكم في شرح الحادث لكن للدلالة على عظم تلك الموقعة انقل لكم قول بعض المراسلين ممن كانوا حاضرين انهم شاهدوا بعد تلك الحادثه بربع ساعه اغلب سكان الحي الذي جرى فيه الحفل يسيرون حفاة
هذا عن الاحذية اما البيض الفاسد فحدث ولا حرج حيث كان التصويب ادق  واصابت كل رمية هدفها المحدد بدقة متناهية ولم تقع اصابات ولله الحمد في صفوف المارة او رجال الشرطة ولا حتى الموجودين في الحفل انفسهم
 لكن ما حيرني انه لماذا يستخدم البيض الفاسد تحديدا؟ هل البيض الطازج لا يصح رميه؟ لماذا يرمون بلير بالبيض الفاسد فقط؟ ولم اجد جوابا شافيا لكني رجحت(والله اعلم) ان يكون شبيه الشيء منجذبا اليه
حادثة بلير يوم امس تختلف بعض الشيءعن حادثة صديقه بوش مع حذائي منتظر الزيدي (مع ان كلاهما كان مبتسما وهو يضرب بالاحذية على أم رأسه) فالزيدي رما فردتي حذاءه وراغ عنهما بوش كما يروغ الثعلب مستغلا مهاراته البدنية العالية والتمارين الرياضيه التي يجريها كل صباح اما بلير(كان الله في عونه) فقد تلقى كل تلك الاحذية بشجاعة فائقه وما تزحزح عن موقعه قيد انملة وبوش تلقى الحذائين في بلد احتله  واذل شعبه ودمر اقتصاده واشاع فيه الخراب والدمار واما توني فقد تلقى ذلك الاعصار الهادر من الاحذية في عقر داره وبين اهله مواطنيه
ولكن  وجه الشبه بين الحادثتين ان كليهما يدلان على مدى الكراهية والاحتقار الذي يكنه الناس لهما ولا نعلم اين سيكون الاعصار التالي ؟وعلى راس اي مكروه ستنهمر الاحذية هذه المره؟؟؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/06



كتابة تعليق لموضوع : نظرة فابتسامة فحذاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net