صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

ملامح الثورة الغليونيه
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اذا وصلنا للحكم فسنقطع علاقتنا مع ايران ونوقف دعم سوريا لحزب الله وحركة حماس.......
 
كان هذا هو التصريح الاكثر صفاقه من تصريحات برهان غليون الشخصية المغمورة التي عينتها امريكا مدعومة بالمال القطري والتأييد التركي رئيسا لما اسموه بالمجلس الوطني السوري
واذا كان التوجه لقطع العلاقات مع ايران مفهوما كنتيجة طبيعية للولاء لامريكا وتحت تاثير المد السلفي الوهابي الذي يمول الاحداث في سوريا ويكرس لها قنواته الفضائية ابتداءا من وصال ومرورا بصفا وبردى وانتهاءا بالعربية والجزيره فلايمكن ان نفهم ما علاقة قطع الدعم عن حماس وحزب الله باسقاط نظام بشار الاسد؟
نحن لا نناقش في حق الشعوب في التحرر والانعتاق من الدكتاتورية المقيتة التي هي السبب الاوحد لتخلف الشرق العربي وانغماسه في بحور الجهل والتخلف ولا نناقش ايضا في حق الشعب السوري كبقية شعوب الارض في الحرية والتقدم وان يتجاوز مرحلة الحكم العائلي الشمولي الذي يهيمن عليه منذ اكثر من نصف قرن ولا نناقش كذلك في مدى اجرام نظام الاسد وقمعيته ووحشيته وجبروته
لكن هذه الصفاقة الغليونية تثير دهشتنا ولاشك
الرجل يقوم بيع كل مالديه صفقة واحده فهو يرضي مشايخ الخليج  واوربا وامريكا واسرائيل مرة واحدة ويقول لهم بلسان صريح: لا تبحثوا عن  اي شخص لتتخذوه عميلا في سوريا فانا عميل جاهز و(بالباكيت)
والذي يلاحظ الهيستيريا التي يتصرف بها غليون واركان ثورته لا يراوده ادنى شك في صحة مانقول
 فجماعة غليون كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها وتطبل وتزمر عندما كانت سوريا متلكئة في توقيع بروتوكول المراقبين وتتهم النظام برفض المبادرة العربية والاستخفاف بالقرار العربي وبالجامعة العربية ولكن عندما وقعت سوريا البروتوكول المذكور سارع الغليونيون وقبل ان يجف حبر التوقيع الى اتهام سوريا بان توقيعها كان عبارة عن مناورة وانها لا تنوي الالتزام بما وقعت عليه
وجماعة غليون ترفض اي مبادرة عربية او دولية لا تدعو لتنحي الاسد او اسقاط نظامه وترفض اي مبادرة تهدف لاجبار نظام الاسد على اجراء اصلاحات حقيقية تحقق للشعب السوري اهدافه وتطلعاته المشروعه دونما عنف او اراقة للدماء وفي هذا الصدد تم رفض المبادرة العراقية حتى قبل ان يطلعوا عليها بل امتنعوا عن تلبية الدعوة الموجه اليهم من الحكومة العراقية لزيارة العراق والتباحث مع حكومته بشانها
وجماعة غليون تتبنى مهاجمة المقرات الخلفية والمعسكرات التابعة للجيش السوري وتقتل اقراده بدم بارد اينما تجدهم على حين غرة وهذا الامر نشاهده لاول مرة فيما يسمونه ثورة سلميه بل حتى في ليبيا والمجازر التي حصلت فيها كان القتال الدائر بين كتائب القذافي ومقاتلي المجلس الانتقالي دفاعا عن النفس وردا لهجمات الكتائب ومن اجل تحرير ليبيا ولم يكن استهدافا للجيش ومقراته وثكناته بشكل معزول عن القتال ذاته
وثوار غليون يرسلون المرتزقة من الانتحاريين السلفيين ليفجروا اهدافا مدنية في قلب دمشق ويوقعون عشرات الضحايا
 وثوار غليون يرفعون في مظاهراتهم التي يصورونها لحساب الجزيرة والعربيه شعارات طائفية مقيتة نتج عنها لحد الان اغتيال عشرات العراقيين المقيمين في سوريا لا لشيء سوى انهم من اتباع  مذهب اهل البيت
وثوار غليون يدعون ومن اليوم الاول لثورتهم العتيدة الى توجيه ضربة عسكرية لسوريا والتدخل العسكري المباشر فيها ودونما ادنى ذرة من حياء وهذه ايضا اول مرة نسمع فيها من يسمون انفسهم ثوارا ويدعون الوطنية وهم يدعون الاجانب الى احتلال بلدهم والعبث بمقدراته
هذه باختصار ملامح الثورة الغليونية التي اسستها امريكا ودعمتها تركيا ومولها ال ثاني وال سعود واخرجت افلامها قناة الجزيرة وباقي القنوات السلفية المتخلفة الاخرى
هذه ليست ثورة يا غليون...... هذا مزاد علني
مزاد لبيع سوريا والجولان والقضية الفلسطينية وحماس وحزب الله والعرب والاسلام وكل شيء من اجل الكرسي الذي يسيل لعابكم من اجله
نسال الله ان يأخذ بيد سوريا وشعبها الى مافيه خيرها وخيرهم وان يجنبها ويجنبهم شر الاشرار وان يرد كيدهم في نحورهم انه سميع مجيب
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/24



كتابة تعليق لموضوع : ملامح الثورة الغليونيه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net