يوسفُ ايُّها الخصبُ
نبوءةُ جوعٍ أيُّها السيابُ
---------------------
عيناك وغابة النخيل
واللّيل يطبق بالمسافة
يمتدُ حتّى السّحر
والرّوحُ حشرجةُ التراقي
بين المحاجر والقمر
من حدّ الرجوع ألى البداية
صوبَ الوراء على أثر
هي صولةٌ للفجر تخنقُ رايةً
وتركّزُ الرتيبَ ألى المخانق
وأناملي حول الشهيق
كالموجِ يرجفه حجر
يا أيها العودُ المملُ
والسغبُ المغلُ
والنجمُ يكملُ دورة الزمن الرتيب
ألى الوراء
فالجوع تموزٌ
والأرضُ عشتارُ وأطفال جياع
على مرمى البصر
في دورة الدّمِ المعتّق من رحم الولادة
والنطف الصليبة في رجم الغيوب
في تلك المسافة
من الأزل
(مامرّ عامٌ والعراقُ ليس فيه جوع)
لتنحبَ في كلّ المواسم هذي المزاريب
دماً أو دموع
فهكذا تهامس الرفاقُ في ظلمةِ الطريق خائفين:
فأمُنا عشتارُ
لن تعود
هناك فوقَ التَّل قد ملَّت الرجوع
ألى مدينة المطر
ألى مدينة الشواظ والنحاس
مدينة النار
بلا مطر
كصفرةِ الوجوهِ
وحمرةُ الدماءِ
كالخرابِ زنازين تُصرُّ
تميدُ بها القلوعُ وترتمي
عاريةَ اليدين مكشوفة الساقين
بلحمها الطريّ يشُفهُ الثوبُ بلأ اكمام
شاحبةَ اليدين في دهاليز الدروب
ومساماتِ الأزقةِ والشوارع والبيوت
قارعةً صمت السنين
انّى يحين الفجر
ويهمسُ الصغارُ انشودة المطر
ويحتفي تموزُ بالخصب
ويشربُ الجوع القفار
ويصرخ القيد
بأخوةِ الجوعِ:
لنشربَ المطر
ونحتفي بنشوة الكرمِ
وحمرةِ الكأسِ والغسق
أو قرصَ خبزٍ
مثل لون الجباه
تأكلُهُ الطير فيصلبُ العلق
من يفسر الحلمَ المصاغَ في حذق
يوسفُ أيُّها الصّديقُ أِفتنا
في ألف وجهٍ متخمٍ
أذاب بالشحمِ وأيبسَ الجلدَ
وخطَ بالعظمِ مواسمَ الضجر
وسجدنا لأخوةٍ كذابٍ
ولم نعرف الشمس ولا القمر
والذئبُ نشوانُ فللآن لم
يملَّ من رتقِ قميصنا
ولعقِ دم
يا ايّها الصّديقُ ,قد ملّنا الجوع
والسلال ملّت الأفق
فلا غلالٌ أوثمر
والثرى كوجهنا مصفرُ
عقيمٌ أن ياتيِ بالخبزِ
وزرقةُ السماء أجهضها كلالةُ البصر
وعتمةُ اللّيل تقيم على أسوارنا
فنحن بلا أبواب
نحرس مدينةَ الخصب
بلاقمر
تنامٌ مدينةُ الجوع
---------------------------
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat