البيروقراطية ... عائق رئيس في عملية التنظيف
عمار الطفيلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النظافة طريقة للعيش وخيار, و ظاهرة حضارية، تبدأ من الفرد و تنتهي في المجتمع، وتعكس طبيعتهما, وهي تمثل توزيعا للأدوار و المسؤوليات، بنسب مختلفة، لكن النسبة الأكبر تقع على عاتق الحكومة، كونها من تمتلك الآليات و التخصيصات.
الخدمات العامة حق اصيل للمواطن, وخصوصا البلدية منها, وليست منة من الحكومة, فهي تتعلق بحياة المواطن, وهي مؤشر على مستوى تحضرالبلد وحكومته.
تضرر المدن التي يؤمها السياح اكثر, بمشكلة نقص الخدمات البلدية, لما لها من تاثير على اقبال السياح على تلك المدينة, وما يمكن ان يوفره من مورد لتلك المدينة, ناهيك عن الاثر الصحي والبيئي على سكان تلك المدن.
بقيت مكلة الخدمات في العراق معضلة, رغم كل ماتم صرفه من اموال, فلم تنجح الحكومة في وضع خطط ستراتيجية, توجد حلولا جذرية للمشكلة تعالج ماتراكم من اخطاء سابقة, بل ركز الكثير من المسؤولين ,للاحتيال على تلك الخطط، لزيادة التخصيصات المالية لعملية التنظيف، تمهيدا لنهبها بيد شركات وهمية, او عقود مع شركات غير مؤهلة, يمتلكها مسؤولين، وبالاسعار التي يرغبون بها.
مشكلة النظافة في محافظة النجف, كانت القشة التي قصمت ظهر, العلاقة بين السلطة التنفيذية والتشريعية هناك, فالفشل الوضح في ملف الخدمات, وشبهات الفساد المتداولة في الاعلام, والنقد الشديد لدور مجلس المحفظة, وفشله في محاسبة السلطة التنفيذية.. كل ذلك دفع المجلس دفعا, لمحاسبة السلطة التنفيذية.
لم تقنع حجة قلة التخصيصات, المواطن النجفي, وخصوصا ان معظمهم مطلع على حجم الفساد, والمشاريع الفاشلة التي نفذت, والهدر اللامعقول في مشاريع غير ذات أهمية, او مشاريع لم تكتمل, او مشاريع كانت حبرا على ورق.
المعلومات المتسربة من أروقة السلطة التنفيذية و تشير إلى امتلاك بلدية المحافظة القدرة الالية, للقيام بملف الخدمات و وكان يمكن ان يتم تدوير المبالغ المهدورة على العقود الفاشلة, على تعيين اجراء, وبأليات وسياقات عمل, تضمن عملا حقيقيا, وتساهم في حل مشكلة البطالة, ولو جزئيا.
هل لنا الحق ان نسأل هنا لما لم ينقل الملف الى مجلس المحافظة،؟ خصوصا بعد تعهدهُ بأدارة الملف, وتحمل مسؤوليته؟
هل القضية متعلقة بالتمسك بكل خيوط السلطة, ام عدم الرغبة بالتفريط بمورد مالي يمكن ان ينتفع به من يريد؟
هل فرض رسوم ولو بسيطة على اصحاب المهن, يمكن ان يشارك في حل المشكلة؟
هل يدرك من في السلطة ان يدير النجف.. اقدس مدن اتباع اهل البيت؟
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عمار الطفيلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat