ماذا جنى الشيعة من خطابهم الوطني غير القتل وسرقة ثرواتهم ؟؟
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صحيفة الغارديان البريطانية نشرت هذا اليوم السبت من أربيل مقالا لكاتبها مارتن شولوف تحت عنوان ( زعيم أكراد العراق يقول يجب إعادة ترسيم الحدود ) , قال فيه أنّ مسعود بارزاني ( دعا زعماء العالم للاعتراف بإخفاق اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت الحدود الحالية للشرق الأوسط , وإلى التوّسط في اتفاق جديد يمّهد الطريق لدولة كردية , وقال إنّ المجتمع الدولي بدأ يقبل أنّ العراق وسوريا تحديدا لا يمكن أن تصبح كل منهما متّحدة مرة أخرى , وأضاف أنّ قادة العالم توّصلوا إلى أنّ حقبة سايكس بيكو انتهت , سواء قالوا ذلك أم لم يقولوا , الحقيقة على الأرض كذلك , وأضاف أنّ الاستقلال الكردي أصبح الآن اقرب من أي وقت مضى , موضحا أنّ الدول التي كانت تعارض تلك الخطوة على مدى سنوات بدأت تقتنع بجدواها نظرا لأنّ السيادة الكردية وفقا للحدود الحالية ستفضي وضوحا على الصورة ) ..
في هذا المقال سوف لن أكون ملكيا أكثر من الملك , فبالرغم من قناعتي التامة بكذب وبطلان كلّ هذه الادعاءات التي يدّعيها الخائن أبن الخائن مسعود بارزاني , إلا أني لن أذرف دمعة واحدة على كركوك وكل المناطق التي استولى عليها مسعود بعد العاشر من حزيران عام 2014 , ولن اقبل أن تراق قطرة دم شيعية واحدة أو يقتل شاب شيعي واحد من أجل استعادة كركوك وهذه المناطق , فليس من المنطق ولا من المعقول أن تزهق أرواح شباب الشيعة وتسيل دمائهم حتى نسترجع من مسعود مناطق سلّمها أهلها بالتعاون مع داعش والبعث المجرم له , وفي وقت يصرّح كل قادة سنّة السلطة أنّ لا مشكلة لهم مع مسعود وأنّ مشكلتهم مع الشيعة الصفويين عملاء إيران , فكركوك وهذه المناطق لم تكن يوما جزء من جغرافيا التشيّع التي تبدأ من سامراء والدجيل إلى الفاو , وليس للشيعة أطماع في ضم كركوك والمناطق المتنازع عليها مع مسعود لخارطة التشيّع , وحين يكون التقسيم خطاب الجميع , فليس من الحكمة ولا من المنطق أن يبقى الخطاب الشيعي متمّسكا بالخطاب الوطني والحفاظ على الوحدة الوطنية , فالشيعة هم الطرف القوي في المعادلة الوطنية ومن يريد الوطن عليه التفاهم معهم وليس بمعاداتهم وقتلهم , أليس مسعود عراقي ؟؟ فلماذا لا يرّد سنة السلطة على خطابه الانفصالي وإعلانه ضمّ كركوك السنيّة وباقي المناطق إلى خارطة إقليمه ؟ ولماذا لا يكون شعارنا نحن الشيعة لا دخل لنا بهذا الصراع وليتقاتلوا على كركوك بئس بينهم ؟ .
قبل أيام تحدّثت مع أحد الأصدقاء فقال لي بالحرف الواحد , هل كركوك والموصل والرمادي مناطق شيعية ؟ فقلت له لا ليست شيعية لكنّها جزء من الوطن العراقي الذي ننتمي له , فقال طيب وهل نحن الشيعة الوحيدون في هذا الوطن أم أنّ هنالك مكوّنات تشاركنا فيه ؟ فقلت نعم يشاركنا الأكراد والسنّة , قال فلماذا نتحمّل نحن الشيعة لوحدنا مسؤولية الحفاظ على وحدة هذا الوطن والشركاء الآخرين قد اتفقوا فيما بينهم ضدّنا ؟ ولماذا لا نلتفت لمصالحنا كما يفعل الآخرون ؟ وهل من الواجب أن يبقى الشيعة يلعبون دور أم الولد بشكل دائم والآخرون يضحكون على سفاهة عقولنا ؟ والحقيقة أقولها لكم لم يسعفني خطابي الوطني الذي رضعته من صغري من الرّد عليه , ولا اخفيكم القول أن هذا الخطاب قد تراجع كثيرا ولم يعد قادرا على الصمود بمواجهة الخطاب الكردي والسنّي الانفصاليين , وها هم كل قادة سنة السلطة يعلنون أنّ لا مشكلة لهم مع مسعود وإذا تطلّب الأمر فإنهم على استعداد للانفصال معه في وطن واحد بدون الشيعة , وأعلن لكم أنّي لم أعد حريصا على كركوك كما كنت سابقا بالرغم من يقيني التام أنّ كركوك وسهل نينوى لم يكونا يوما جزء من مناطق الكرد , وكل الشواهد التاريخية تثبت حقيقة هذه المدينة العراقية , وإذا ما أراد السنّة تحريرها هي وسهل نينوى من قبضة مسعود , فليذهبوا وليحرروها منه لوحدهم , فهم من ساعده على احتلالها وهم من سمحوا لداعش أن تسيطر على مدنهم , وهم من يتحالف معه الآن ضد الشيعة , فماذا جنى الشيعة من خطابهم الوطني غير القتل والتدمير وسرقة ثرواتهم من الكرد والسنّة ؟؟؟ .