يُخيل للإنسان لأول نظرة أن للألوان جمالية وجذباً وبهجة وروعة أكثر من اللون الابيض، عندما كنت طفلة... كلما أشتري علبة ألوان..!
وبعد أن كبـرت... أيقنت جيدًا.. لماذا الأبيض لا يلـون..
لأنـه صـادق ونقي... لا يزيـف الحقائـق ولا يعطيـها سـوى لونـها الحقيـقي..
ولم أعرف أن البيضاء هي التي تُظهر أي شائبة عليها، وأي حرف، أو حركة لشدة صفائها..
وكبرتُ أكثر.. لأسرح بدقائق التأمُل في هذا اللون الصافي والمجهول القدر عندي وعند بعض الناس.. وأستذكر كُل ما للون الابيض من فضائل ومحاسن جمة وكثيرة..
وعرفتهُ لوناً للدخول للدنيا والرجوع لله تعالى ألا نرى ملابس الطفل وكفن الانسان..
لتشعر الانسان بالأمل بالشفاء..
وهو لون يُعبّر به عن الحب الناصع والخالي من الشوائب، وردة بيضاء واحدة تعادل عشرات الورود من الوان شتى بالتعبير عن النقاء والشفافية..
وتمنيت لو أن نفوسنا وأرواحنا تعكسُ هذا اللون بتعاملها وصفائها، وعدم حملها للضغائن والحقد والغل والحسد والكُره للآخرين...
لتكون كتلك الاشراقات البيضاء النورانية الصافية التي تعكس وهج القناعة والرضا والتسليم لله تعالى...
ولتعيش خاليةً من الامراض والأعراض الروحانية، متأملة في ملكوت الحق...
غير متلونة بصبغات الغش والخداع والنفاق..
وليكون صفاؤها متلائماً ولون قطعة القماش التي ستُلفُ بها بعد حين...
ارتقيت سفن الحياة، سارت بي وسبحت في بحار الدنيا، عرفتني على اغلب ربانيها وركابها وتصارعت مع اعاصيرها وغصت في اعماق بحارها وحصلت على بعض من جواهرها وتناولت من طعامها وزودتني بفيوضها.. لكنها اثقلت كاهلي بأماناتها، فقد كان لركوبي سفنها ان ادفع اجرا باهظ الثمن، ورجوتها والتمست شفاعتها لم تتركني اغرق في بحار الدنيا بل مدت لي وسيلة النجاة، وانتشلتني ولم تجعلني اسقط في بحر الظلمات، او اتوه في المتاهات، انارت لي طريقاً ان سلكته او سرت فيه لن اظل ابدا..
من يومها وأنا اركب سفينتها وأبحر معها لأنها ملاذي الآمن ومرساتي وملجأي الى بر الامان والنجاة..
نساء كثيرات ذكرهن التاريخ ومجدهن واثرهن على غيرهن وتركن بصمة خاصة او اثرن مأثرة جعلت منهن نساء خالدات او مميزات.. وكثير ما كتب الكتاب عن تلك النساء وبعضهن اصبحن انموذجا يقتدى به، وسميت ايام او مناسبات او مواقع بأسمائهن والكثير من النساء وددن التشبه بهن او نيل رضاهن لما لهن من منزلة عند قومهن اوفي عصرهن.
لكننا نحن فزنا بهذا الفضل بامرأة حازت على كل المعاني السامية والدرجة الرفيعة والمقام المحمود وحوت بفضلها بذلك الدنيا والاخرة، فضلها الله على كل نساء العالمين من الاولين والآخرين.. في مولدها ملكت الوجود وعمته نورا وبرحيلها خشعت القلوب لها ولم تكتف بيوم واحد لتأبينها، بكت الارض لبكائها وجعلت البسيطة كل قبرها فلم تجعل له مكانا محددا او معلوما إلا من حاز رضاها ودخل في شفاعتها..
سيدتي في اول تاريخ من تواريخ استشهادك ارجو شفاعتك انا وجميع من والاك وطلب رضاك وطالب بالأخذ بثأرك...
فاشملينا بشفاعتك ايتها الوجيهة الكريمة.
أدب الضيافة
حياة حمد
يحثّنا الدين الاسلامي الحنيف، على إكرام الضيف وعلى حسن الضيافة مهما كانت الأوضاع الاقتصادية والحياتية عند المسلم، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ الله تبارك وتعالى أوجب عليكم حبّنا وموالاتنا وفرض عليكم طاعتنا ألا فمَن كان منّا فليقتد بنا، وإنّ مِن شأننا الورع، والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وصلة الرحم، وإقراء الضيف والعفو عن المسيء، ومَن لم يقتد بنا فليس منّا).
وحثّ الإسلام المضيّف على حسن اللقاء وطيب الكلام وطلاقة الوجه؛ لأنّ الضيافة هي الأخلاق والقيم.
هل تفضل الضيف الذي يباغتك الزيارة..؟
امام هذا السؤال ينقسم الناس الى قسمين، فمنهم مَن يمقت هذه الزيارات التي تكون من غير سابق علم ويعتبرونها احراجا لصاحب المنزل، ومنهم مَن يحبّذها ويراها لا تكلّف الشيء الكثير، والجود من الموجود واقترنت الضيافة بآداب مهمة:
1- الاستجابة لدعوة المؤمنين، كونها تعبر عن اكرام الداعي، واعتزاز بإخوته وقبول لمبادرته وتشجيع وإعانة، وقد بيّن الإمام الحسين (عليه السّلام) ذلك بقوله: مَن قَبِل عطاءَك، فقد أعانَكَ على الكرم.
2- مراعاة الأدب والتحلّى بالفضائل، قال الرسول (ص): شرُّ الناس، مَن أكرمه الناس اتّقاءَ شرّه وإلاّ فقد دخل على مضيفه بالشرّ لا بالبركة، ويخرج بالذنوب لا بالمغفرة.
3- الحضور في الوقت المناسب، لا يتأخر الضيف لكي لا يطول الانتظار على صاحب الدار.
4- التخفيف على المضيف، فلا يثقله بكثرة الطلبات.. فربما أحرجه في تهيئتها، وربما عجز عن ذلك لفقر أو سبب آخر.
5- أن لا يُكثر النظر الى الموضع الذي يخرج منه الطعام، فإنّه دليل الشره وخسة النفس.
6- الدعاء لصاحب البيت بسعة رزقه وزيادة البركة عليه.
7- من المستحسن أن يدعو الضيف صاحبه ليكرمه أو يجازيه ويكافئه على حسن ضيافته.
8 على الضيف أن يحفظ أسرار مضيفه الذي أكرمه وائتمنه في بيته فلا يجوز له أن ينقل ما اطّلع عليه من خاصة شؤونه وما كتمه على الناس.. ومَنْ عُرِفَ بالضيافة عُرِف بشرف المنزلة، وعُلُوِّ المكانة.
(4)
سُنن الابتلاء
نرجس الموسوي
لابد من اختبار ليتميز الخبيث عن الطيب فتكون عاقبة الخبيث النار وعاقبة المحسن الجنان. وقد يتوقع البعض ان الاختبار يخص الابتلاء كالفقر والمرض والحسد والأخلاق او بالماديات فقط وليس بالامور المعنوية..
ذكر القرآن في سورة الجن: ((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا))
وفور النعمة من أحد الأسباب المهمّة في الإمتحان الإلهي أيضا وما يُتفق عليه هو أنّ الاختبار بالنعمة أكثر صعوبة وتعقيداً من الاختبار بالعذاب؛ لأنّ طبيعة ازدياد النعم يؤدي عند البعض الى الانحلال والكسل والغفلة، والغرق في الملذات والشهوات.. وهذا ما يُبعد الإنسان عن الله تعالى، ويُهيء الأجواء لمكائد الشيطان بينما الشدة تجعله ملتجئا في اغلب الحالات لله تعالى ومنكسر القلب..
والذين يستطيعون أن يتخلصوا من شراك النعم الوافرة هو الذاكرون لله على كل حال، يحفظون قلوبهم بالذكر من نفوذ الشياطين.
جاء في سورة الفجر: ((فأمّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربّه فأكرمه ونعّمه فيقول ربّي أكرمن))
الابتلاء سنّة ربّانية تارة تأتي بصورة يسر ورخاء وأُخرى بعسر وضراء، فلا ينبغي للإنسان أن يغتر عند الرخاء، ولا أن ييأس عندما تصيبه عسرة الضراء، ولا ينبغي له أن ينسى هدف وجوده في الحالتين.. وعليه أن لا يتصور بأن الدنيا إذا ما أرخت نعمها عليه فهو أصبح مقرّباً من الله تعالى، بل لابدّ أن يفهمها جيدّاً ويؤدّي حقوقها، وإلّا فيفشل في الإمتحان..
((وأمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن))
يأخذه اليأس، ويظن أنّ الله ابعده عن رحمته، لكونه غافلاً عن سنّة الإبتلاء في عملية التربية الربّانية لبني آدم والتي تعتبر رمزاً للتكامل الإنساني، فمن خلال نظرة ومعايشة الإنسان للإبتلاء يرسم بيده لوحة عاقبته فأمّا النعيم الدائم، وأمّا العقاب الخالد...
ويبقى الانسان تحت رحمة سؤال الله حسن العاقبة والرضا والرضوان هو الكريم المنان.
(5)
ترفيهٌ ولكن...!!!
زبيدة طارق
يعاني الكثير منا من الكآبة والملل أحيانا في حياتهم نتيجة الضغوط أثناء دخولنا دوامة العمل والروتين، يشعر البعض بعدم الراحة بحيث يصبح الشخص غير قادر على استيعاب الوضع مما يؤثر سلباً على عمله وحياته ويضعف أداؤه ويثقل كاهله، يتعرض لأمراض القلب والسكر وغيرها وقد تكون مشاكل اجتماعية بحيث يصبح معزولا عن أهله وأقربائه وينهار زواجه نتيجة تصرف غير مقصود سببه الإجهاد والضغط العصبي،
كل شخص منا يحتاج وقتاً للاسترخاء للتفكير السليم الصحيح وإعادة شحن طاقاته الحيوية والفكرية..
ولسنا آلات تعمل دون توقف.. أليس من حقنا أن تكون لنا بعض اللحظات الخاصة التي نستمتع فيها بالحياة بعيداً عن روتين الحياة اليومي؛ لكي نستأنف أعباء الحياة بمزيد من الصلابة والتحمل..؟
حث الرسول محمد (ص) قائلاً: (اجتهدوا في ان يكون زمانكم اربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الاخوان الثقات، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم)
وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث لكننا كيف نفهم الترفيه..؟
كيف نمارسه؟ هل متابعة التلفاز والإنترنت دون حكمة ترفيه؟
هل ترك أبنائنا لمشاهد الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو ترفيه؟
هل البحث عن مناسبات غربية لا تمت للإسلام بصلة وإحياؤها يعتبر ترفيهاً؟
هل استماعنا إلى الأغاني والرقص يعد ترفيها؟
وأي ترفيه فيه كل هذ الضرر؟، يفقد الإنسان دينه والتزامه يفقده ماله وصحته، فرب لذة ساعة اورثت حزناً طويلا وخراب دهر.. ويعقبها الأحزان والهم والندم..
التنفيس عن الروح لا يكون بهدر اموال طائلة بل ممكن بممارسة نشاط إيجابي أو هواية مع الأسرة أو زيارة لأحد المراقد المقدسة التي تنسيك كل هم أو تعب.. وأكيد أن للأسرة المؤمنة دوراً هاماً في جعل الترفيه محطة لاكتساب معرفة أو ثقافة لأفرادها سويا بعيدا عن أعباء الحياة اليومية من خلال أنشطة يوفرها الآباء للأبناء بين الحين والآخر وتساهم في استغلال طاقاتهم وتفجير إبداعاتهم وتوثيق روابطهم وجعل الترفيه منفعة للنفس والمجتمع وفي مرضاة الله تعالى.
(6)
المرأة الصينية
قصة: شيماء سامي
كان لامرأة صينية مسنَّة إناءين كبيرين تنقل بهما الماء، وتحملهما مربوطين بعمود خشبي على كتفيها وكان أحد الإناءين به شرخ، وفي كل مرة كان يصل إلى المنزل وبه نصف كمية الماء فقط..
وكان الإناء السليم مفتخراً بعمله الكامل، والإناء المشروخ محتقراً لنفسه لعدم قدرته وعجزه عن إتمام ما هو متوقع منه، وفي يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل تكلم الإناء المشروخ مع السيدة الصينية، وقال: "أنا خجِلٌ جدا من نفسي؛ لأني عاجز ولدي شرخ يسرب الماء على الطريق المؤدي للمنزل.
فابتسمت المرأة الصينية وقالت: ألم تلاحظ الزهور التي على جانب الطريق من ناحيتك وليست على الجانب الآخر؟ أنا أعلم بما تفقد من ماء.. لذلك غرستُ البذور على طول الطريق من جهتكَ حتى ترويها، وزينت من هذه الزهور منزلي، ما لم تكن أنت بما أنت فيه، ما كان لي أن أجد هذا الجمال يزين منزلي.
عبرة هذه الحكاية... أن لكل منا نقاط ضعف، ونجهل ما نحمل من قوة، علينا اعتماد التفكير الإيجابي بالبحث عن قدرات النفس التي لها الدور الأمثل في تزكية النفس وتصفيتها، كذلك التحلي بالصبر.
على الإنسان أن يكتشف خبايا ذاته ويتأمل في صورة نفسه الحقيقية ليرى نقاط ضعفه ومواقع قوته ثم يبدأ بالتخطيط لتلافي نقاط الضعف وتنمية مواقع القوة ويضع برنامجاً لأيامه القادمة يمكّنه من معالجة نقاط الضعف من خلال معرفة السلبيات ودراستها والتخلص منها.. فإذا عُرِف الداء عُرِف الدواء، وبذلك حتماً سيصل إلى ما يريد ويحقق ما يصبو إليه.
(7)
نسمـــــــــــــــــــــــــــاتُ البر
صادقة محمد
الكل يعلم عظمة الوالدين وما لهما من شأن عند الله تبارك وتعالى وما لهما من قدر ومن حق ألزم به الابناء، فتولى أمر الوصية بهما مؤمنين كانا أم غير مؤمنين وصالحين كانا أم غير صالحين فقال سبحانه: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) وللتأكيد على أهمية الوصية والتشديد عليها جاءت بلفظ ووصينا لا بلفظ أوصينا فوصى لأمر واحد في غاية الأهمية بينما أوصى لأمور متعددة وتكون لفترة مؤقتة.. بل وجاءت لفظة وصينا بالإسناد إلى ضمير التعظيم ليؤكد المولى سبحانه ما لهذه الوصية من أهمية بالغة وخير كبير.
وصى المولى سبحانه الإنسان بوالديه ولم يقل أبويه وصى المولى الإنسان بشكل عام بالوالدين ولم تقتصر الوصية على المؤمنين فقط.. وتلاها في الآيتين الأخيرتين ذكر الأم وهي الوالدة ولم يذكر الأب تأكيداً على أحقية الأم بالسبق في الإحسان والبر والدعاء على الأب فأمك ثلاثا ثم أباك..
أمرنا الله سبحانه بالإحسان إلى الوالدين ولم ينهنا عن الإساءة إليهما؛ لأن النهي عن الإساءة أمر واجب ولا يقتضي الاحسان إليهما بينما من متطلبات الاحسان عدم الإساءة
قال تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا))
فالنهي عن الشرك في الآية الكريمة لم يلحقه نهي عن الإساءة بل أمر بالإحسان.. وهنا السؤال الذي يجب أن نسأله ونلتفت له ونتدبره: ما هو الإحسان يا ترى، ولم اقترنت وصية رب العالمين بالوالدين بالإحسان، ولم تقترن بالعطاء أو البر أو عدم الاساءة؟
اذا اقترن العطاء بالإساءة فهل سيكون هنا إحسان؟
ان يكون العطاء أو البر بالإكراه أو من باب الواجب فقط فهل يعد هذا إحسانا؟
يؤتى ببعض أفعال البر بتثاقل لا من باب الحب والرحمة فهل لهذه الأفعال علاقة بالإحسان؟
ما الإحسان الذي أوجب الله معه بعد الشكر له شكر الوالدين: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)؟
وقال النبي محمد (ص): (برّ الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحجّ والعمرة، والجهاد في سبيل الله).
(8)
إنسان شرعي
كفاح طعمة
الفتاة هي الحياة بعطر عفتها، الشمس في إشراقة إيمانها، السُحب في علو مكانتها، المطر في حنان عطائها، النهر في نقاء سريرتها.
أأبدأ من بداية حياتها كفتاة متبرجة،، كل ما يهمها لفت الأنظار إليها، لإبراز جمالها وأنوثتها ومفاتنها، لتثير الناس الى وجودها، أو أبدأ من بداية مشوارها كفتاة أكرمها الله سبحانه وتعالى بالهداية، وزادها جمالاً إلى جمالها وأنوثة إلى أنوثتها..
الكثيرات منا لم يولدن في عوائل ملتزمة دينيا, والبعض نشأ في عوائل لها عادات وتقاليد أثرت على الفتاة سلبيا؛ لأن عاداتها لم تأت من مصدر شرعي، فكان الممنوع أكثر من المسموح كل عمل او كلمة او حركة تقوم بها البنت هي عيب وإن خلت من حرمة.
وهناك عوائل تأثرت بالثقافات الغربية الزائفة، أعطت للفتاة حرية مفرطة، كل شيء ممكن تحت عنوان التحضر والتطور والثقافة.. فكان لكلا الصنفين أثر سلبي على المرأة أدى الى ابتعادها ونفورها عن الدين.
هذه ترى في الالتزام بالحجاب وتعاليم الدين نوعاً من القيود, وتلك ترى فيه صورة للتخلف والجهل.. وفي كل فكرة تعكس التربية التي نشأت عليها.. وبين هذه وتلك تجد الفتاة نفسها في لحظة استسلمت لفطرتها، وكأن بينها وبين خالقها حُجُباً رفعت لترى بصيرتها نور الهداية.
وخيرهن من كتب الله تعالى لها التوفيق يلمس عقلها حق اليقين، تتعرف على حقيقتها كإنسان خلقه الله تعالى له حق وعليه واجبات.. ومتى ما بدأت تفكر بنفسها بهذه الصورة تكون وضعت قدمها على بداية الطريق الصحيحة، طريق الارتقاء الى منزلة الأرواح الطاهرة التي تسبح في عالم الملكوت متخلية عن كل صور العبودية والارتباط بالدنيا الدنية والتفكير وحده لا يكفي، يجب ان يكون هناك قرار ترك المعصية وأداء الواجبات, وتدارك ما فاتها في ايام حياتها, وأن تعمل لجعل ظاهرها عاقلاً وشرعياً, بحيث يحكم الشرع والعقل بإنسانيتها.
الإنسان الشرعي هو الذي ينضم سلوكه وفق ما يتطلبه الإسلام, وان يكون ظاهره كظاهر الصالحين من اتباع الرسول الأكرم (ص) والزهراء (عليها السلام) وان يتأسى بهم في جميع أخلاقهم وسيرتهم العطرة في جميع ما يفعل ويترك.