صفحة الكاتب : الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

قبسات الهدى (11): شريعتي والشيعة في زمن الغيبة
الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
 بسم الله الرحمن الرحيم
يتفق أهل العقل والشرع على لزوم التناسب بين القدرة والتكليف، بحيث ينسجم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المكلف مع قدراته وإمكانياته. قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها﴾
ولذا كان من الطبيعي أن يزود الأنبياء والأئمة بما يحتاجونه من علوم غيبية وصلاحيات واسعة تتناسب مع مسؤولياتهم من كونهم الهداة إلى الله والطريق إليه وغير ذلك.. ويمتنع تكليفهم بتلك المهمة ما لم تتوفر لهم الأدوات اللازمة.
 
لكن يلوح من كلمات الدكتور شريعتي ما يخالف هذه القاعدة..
فيقول في كتاب (الحسين وارث آدم): وفي بداية فترة الغيبة الكبرى.. تنقطع العلاقة بالإمام، ونيطت مسؤولية الإمام بالناس.. (ص328)
ويقول في كتاب (التشيع مسؤولية): وليست الغيبة في هذه الفترة هي تعطيل المسؤوليات الإجتماعية، بل هي على العكس مما (طبخوه) وما (يطبخونه) توضع كل مسؤولية النبوة والإمامة على كاهل العلم والعالم.(ص30)
 
فهو يلتزم بأن (كل) مسؤولية النبوة والإمامة قد أنيطت بالعلماء أو بالناس أنفسهم في زمن الغيبة !
 
ويلاحظ على كلماته أمور:
أولاً: أن (الطباخ) الذي ينتقده هنا هو العقل الإنساني والمشرع السماوي، الذي يرى لزوم التناسب بين (القدرات والكفاءات) وبين (حجم المسؤولية) ولا يخالف هذه القاعدة حكيم فكيف بخالق الحكماء ؟!
وهكذا اختلفت أدوار الأنبياء بحسب اختلافهم في الفضل وقد قال تعالى ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْض‏﴾ فجعل بعضهم من أولي العزم الذين أرسلوا للبشرية كافة، وبعضهم لم يرسل إلا لجماعات خاصة من البشر..
وما كان دور (الهداية المطلقة) و(المسؤولية الكبرى) في إحقاق الحق وتثبيت أركان العدل على وجه البسيطة إلا لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله والأئمة الإثني عشر الذين بلغوا الغاية والمنتهى في الكمال..
فكيف يمكن أن يؤدي هذا الدور نفسه الإنسان العادي المجرد عن هذه الخصال ؟
ثم كيف يمكن للمجتمع أن يقوم بذلك وكل أفراده عاجزون.. ألا يكون ذلك من باب ضم اللاحجة إلى اللاحجة ؟! بمعنى أن الكل محتاجون للإمام سواء تفرقوا أم اجتمعوا..ولا يمكن أن يقوم بدوره أحد.
 
ثانياً: إن قيل.. المسؤولية لا تناط بالأفراد ولا بالأمة، بل بعلمائها خاصة.
أجبنا أن العقل يحكم بلزوم كون النبي والإمام معصوماً حيث ورد الأمر باتباعه اتباعاً مطلقاً، ومع عدم العصمة يستحيل توجيه الأمر بالتبعية المطلقة عقلاً ونقلاً.
 
وليس للدكتور شريعتي أن يلتزم بعصمة العلماء وهو الذين شن حملة على (العالم الذي يهمل مسؤوليته تجاه الشعب) وخلص إلى قوله: ولم نقدم للشعب بعد كل تلك السنين من البحث والدراسة والتفكير والمشقة العلمية إلا رسالة علمية في آداب الطهارة وأنواع النجاسات وأحكام الحيض والنفاس وشكوك الصلاة. (فاطمة هي فاطمة ص33)
 
وفي هذا تجنٍّ واضح على العلماء أو جهلٍ بما بحثوه حيث غاصوا في كل مسألة من أصول العقيدة إلى فروع الفقه والآداب والأخلاق والسنن والاجتماع والنفس وغيرها.. وفي كلامه أيضاً استخفاف بمسائل الأحكام الشرعية الفرعية بطريقة لا تليق بباحث اجتماعي أو ديني !! فما الداعي للانتقاص من أحكام النجاسة مثلاً والصلاة عمود الدين تبطل عند عدم مراعاتها ؟ ومثلها سائر الأحكام الشرعية..
 
وكما لا يمكنه أن يلتزم بعصمة العلماء، ليس له أن يلتزم بعصمة الأمة، وهو القائل في المجتمع الشيعي: إلى أي حد قلب التشيع، وكيف أنهم ألبسوا أجساد أرواحنا وفكرنا وشعورنا وإحساسنا وعالمنا وحياتنا هذا الفرو مقلوباً على وجهه القبيح المخيف المنفر... في عصر الغيبة الكبرى... يجد الشيعة فلسفة سياسية ومدرسة اجتماعية خاصة بقدر ما تبدو اليوم منحطة وُمذلّة ولا إنسانية ومهينة للإنسان ولإرادته وحريته وفكره، ومعارضة للمسؤوليات الاجتماعية... (الحسين وارث آدم ص328)
فطبق قول أمير المؤمنين في مخالفيه على شيعته ! (وَلُبِسَ‏ الْإِسْلَامُ لُبْسَ الْفَرْوِ مَقْلُوبا) لما لم يدرك الوجه في تصرفاتهم !
 
ثالثاً: لما لم تكن الأمة معصومة ولا كان علماؤها معصومون، وكان الإمام المعصوم غائباً، وكان لا بد للناس من تنظيم أمرهم، أنيط (مقدار الضرورة) من ذلك فقط بالأمة نفسها وعلمائها، ولذا تتعطل بعض الوظائف في زمن الغيبة لعدم تحقق موضوعها.
لا يقال بأن حرمان الأمة من إمامها ظلم لها.. لأن منظومة الإمامة الإلهية قد ضحّت بأحد عشر إماماً شهيداً على يد المجتمع البشري، فكان لزاماً حفظ الأخير من الأئمة وإن حرم هذا الخلق من نوره الظاهر، حتى يأذن الله تعالى له في الظهور..
وإنما خفف الله تعالى عن المؤمنين في زمن غيبته ليحفظ الخلص من أتباع العترة الطاهرة من كيد الكائدين.. وهو بهذا لا يختلف عن سنوات صبر أمير المؤمنين عليه السلام التي لطالما تغنى بها الدكتور شريعتي وبعظمتها وبيّن ما كان لها من تأثير كبير في مسيرة الحفاظ على الحق والمسلمين..
 
ولو سارت الفئة المتبعة للحق على قِلَّتها على نهج ثوري عنيف دائماً لأدى ذلك الى استئصالها، لكنها حافظت على وجودها دون أي تنازل عن الحق والحقيقة وسارت على نهج الأمير عليه السلام في نشر الإسلام بالفكر والكلمة والموقف أولاً وآخراً..
 
وقد أشارت إلى هذه المعاني جملة من الأحاديث الشريفة:
عن أبي عبد الله عليه السلام: كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ الْغَبَرَةَ عَلَى مَنْ أَثَارَهَا وَ إِنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَكُمْ بِجَائِحَةٍ إِلَّا أَتَاهُمُ اللَّهُ بِشَاغِلٍ إِلَّا مَنْ تَعَرَّضَ لَهُم‏ (الغيبة للنعماني ص197)
وعنه عليه السلام: كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ الْزَمُوا بُيُوتَكُمْ فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ أَمْرٌ تُخَصُّونَ بِهِ أَبَداً وَ يُصِيبُ الْعَامَّةَ وَ لَا تَزَالُ الزَّيْدِيَّةُ وِقَاءً لَكُمْ أَبَداً.(المصدر)
 
رابعاً: يظهر التناقض جلياً في كلمات الدكتور شريعتي عندما يعتبر تخلي الشيعة عن الحكم في زمن الغيبة مؤامرة، ثم يعتبر حكم الشيعة ضربة قاضية لهم!
يقول في كتاب (الأمة والإمامة): وما ألقي في بعض الأذهان من أن زمان الغيبة الغيت خلاله مسؤولية الحكم عن الشيعة حتى ظهور الإمام، وينحصر عمل الشيعة بالقعود والانتظار وبناء أنفسهم، فهذه النظرية صنعتها قوى باسم التشيع، لتحجبهم عن التدخل في المهام السياسية والاجتماعية للأمة... (ص176)
فيلتزم بضرورة تدخل الشيعة في الحكم وعدم تخليهم عن هذه المسؤولية وأن نظرية التخلي عن الحكم صنعتها قوى أخرى باسم التشيع !
 
ثم يعدّ تدخلهم هذا بداية هزيمتهم ! فبعد أن يتحدث عن (تحول الوجود الشيعي إلى قوة كبرى تحكم البلاد) في العهد الصفوي يقول :من هذا الموقع الُعلوي والحافل بالانتصارات بدأت هزيمة التشيع ! (التشيع العلوي والتشيع الصفوي ص65)
ويقول: حينما ظهرت الدولة الصفوية رأينا أن الشيعة أيضاً تبدّلو وأصبح نظامهم نظام مؤسسة، ونظاماً مركزياً أيضاً... التشيع أصبح نظاماً حاكماً ويجلس على كرسي الحكم، ومن هنا تقف حركة التشيع ويصبح محافظاً وملتزماً.( تاريخ ومعرفة الأديان ص437)
كما قال عن السنة: إن نظام الحكومة صار سبباً في توقف الحركة الفكرية في الإسلام...(المصدر ص439)
فالغرض من الحراك عنده إعداد نظام حكم شيعي، وهو الذي يرى أن نظام الحكم هو بداية الهزيمة !
 
خامساً: يوجب الدكتور شريعتي على الشيعة المواجهة وإن تعرضوا للهلاك، فيقول:
إن مسؤولية الشيعي هي عبارة عن:
أن يقول: (لا) في مواجهة الباطل وبرغم أنف المصلحة وإن تعرض للهلاك! .... أن يعمل على أن يقتدي بعلي في عمله وعبادته، وقتاله وسله للسيف وصموده وتحركه وتعامله بطهر... (التشيع مسؤولية ص48-50)
 
ويظهر أنه قرأ وجهاً واحداً من وجوه علي ههنا، وهو الذي كان يفتخر بأن علياً جمع ما لا يمكن لغيره أن يجمعه..
فكما كان سيف علي مسلولاً عندما اقتضت (مصلحة الإسلام) ذلك.. أغمده وصبر سنوات طويلة عندما اقتضت (نفس المصلحة) ذلك.. وهو ما أقر به شريعتي في موارد أخرى..
فما باله ينكر على أتباع علي انتهاجهم سياسة الصبر والتحمل لمصلحة كما فعل أئمتهم عليهم السلام ؟ ويريد منهم أن يلقوا بأنفسهم في التهلكة مفرقاً بين (القيام) و(القعود) وان اقتضته المصلحة وقد قال النبي (ص): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا !
 
وليس القعود هنا هو سكوت مطلق عن الباطل وترك للحق أبداً.. بل انتهاج لما كان فيه مصلحة كما لا يتصور غير ذلك في الحسنين عليهما السلام..
وهو نفسه يسلم بما يقرب من هذا المعنى في كتاب آخر حين يقول: لم يكن في مستطاع الإمام السجاد أن يمارس أي نضال، ما كان في مستطاعته أن يمارس ما كان الإمام الصادق يمارسه من تدريس، ولا أن يمارس ما كان يمارسه الإمام علي والإمام الحسن من حرب وقتال، ولا أن يفعل ما فعله أبوه الحسين من ثورة تبغي الاستشهاد، ولكن قلبه كان يفيض ويفيض فكان في كل مكان يتوسل بالدعاء إلى الكلام عن عقيدة الشيعة.... (كتاب الدعاء ص43)
 
فلماذا لا يكون هذا هو حال الشيعة في زمن الغيبة، زمن تعبئة وتعلم وتعليم وبث للعلوم واستعداد ليوم اللقاء مع الموعود المنتظر، يوم الثورة الإلهية الكبرى التي ستخلص البشرية !
ولماذا لا يكون الدور الملقى على عاتق الشيعة في هذا الزمن هو دورٌ خاص كما كان لكل إمام دوره الخاص بحسب الظروف التي يعيش بها ؟!
 
سادساً: لئن كان الدكتور شريعتي ممن طلب الحق فأخطأه في ذلك، فقد كان يكفيه أن يتصفح روايات العترة الطاهرة لترشده إلى ما يرفع عنه اللبس.
فعن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَا يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى لَا يَبْقَى صِنْفٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَ قَدْ وُلُّوا عَلَى النَّاسِ حَتَّى لَا يَقُولَ قَائِلٌ إِنَّا لَوْ وُلِّينَا لَعَدَلْنَا ثُمَّ يَقُومُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ وَ الْعَدْلِ.(الغيبة للنعماني 274(
فإن غيبة الإمام فترة استثنائية للبشرية وإن طالت.. تختبر فيها قدراتها وطاقاتها لتصل إلى نتيجة حتمية وهي لزوم الاستعانة بالمعصوم عليه السلام، لا فترة الإعداد للاستغناء عن المعصوم كما يتصور شريعتي!!
أرشد إلى ذلك الحديث الشريف عن إمامنا الصادق عليه السلام: الْحُجَّةُ قَبْلَ الْخَلْقِ وَ مَعَ الْخَلْقِ وَ بَعْدَ الْخَلْقِ.(الكافي ج1 ص177) وغيره..
 
وأخيراً..
قد يقول قائل: لماذا كل هذا التوقف عند أقوال الدكتور شريعتي هذه ؟ وأين الضير فيها ؟
يعرف الجواب من النتائج التي يتوصل إليها عند سلوك هذا المنهج.. فإن الدكتور شريعتي يعتبر أنا نعيش في (مجتمع أموي) وإن كان اسمه (شيعياً) !!
قال: ومن هنا قلنا إن الإمامة وتنصيب علي في الخلافة بالشكل السائد في أذهان الشيعة ليس من التشيع العلوي في شيء... فإن كان التشيع هو ما يقولون ويعملون فأنا لا أرفض عقائدهم فحسب وإنما أشعر بمسولية خطيرة في وجوب محاربتها.... وهذه مسؤولية كل شيعي علوي يعيش في (مجتمع أموي) وإن كان اسمه (شيعياً) !! (الحسين وارث آدم ص200: هامش2)
 
ثم عدّ هذا الانقلاب في التشيع مما لا نظير له في تاريخ الإنسان!
قال: لم نعهد أي مذهب وأي دين في تاريخ الإنسان - على حد معرفتنا - منذ البداية حتى الآن كالتشيع، ابتلي بتغيير المسيرة واختلاف الرؤى بل تناقضها حتى كانت المسافة بين النظرتين تفوق المسافة بين الكفر والدين! (الحسين وارث آدم ص255)
 
ولذا فليس من الغريب عنده أن يكون أتباع المذاهب الأخرى قد سبقونا في التعرف على الإسلام بروحه وتعاليمه ؟!
قال في الكتاب المذكور: لماذا طوى أتباع المذاهب الأخرى مسافات كبيرة وقطعوا أشواطاً بعيدة في سبيل التعرف على الإسلام وإحياء عصورهم بروح الاسلام وتعاليمه ؟ ... لماذا تقدموا علينا... ؟ (ص258)
 
وكلماته الأخيرة في غاية الخطورة.. وتكفي وقفة منصفة معها ليعرف إلى أي فكر ينتمي صاحبها، ومع أي مدرسة من المذاهب الإسلامية يشترك ؟! وبأي عقيدة يؤمن !
 
والحمد لله رب العالمين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/23



كتابة تعليق لموضوع : قبسات الهدى (11): شريعتي والشيعة في زمن الغيبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net