صفحة الكاتب : علاء كرم الله

جمع الصدقات لأيتام الحشد الشعبي؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا يمكن بأي حال من الأحوال ولا يمكن لأي جهة حزبية أو سياسية او أقليمية او دولية أيا كانت أن تنكر دور الحشد الشعبي في دفاعه عن الوطن وتقديمه عشرات اللألاف من الشهداء قرابين للوطن ومهما حاولوا هؤلاء تشويه صورة الحشد وتهميش وتحجيم دوره ومنعه من المشاركة في المعارك التي يخوضها الجيش العراقي لتحرير الأراضي التي أغتصبت من قبل عصابات مجرمي داعش.
ومن المعروف أن مقاتلي الحشد الشعبي هم متطوعين لبوا نداء المرجعية الرشيدة في النجف  للدفاع عن الوطن دون المطالبة أو مقابل أي شيء! سوى الدفاع عن الوطن والأستشهاد من أجله!،
 وهنا لا بد من الأشارة بأن هناك محاولات كثيرة لألصاق تهم الأعتداءات والنهب والسرقة والتصفيات الطائفية في المناطق التي قاتل ويقاتل بها مقاتلوا الحشد الشعبي لأسباب لم تعد خافية على أحد! وتدخل ضمن صورة الصراعات الطائفية وصراعات المصالح المتجذرة بين الأحزاب السياسية الحاكمة والتي لازال يعاني منها العراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الان!
 وبنفس الوقت لا ينكر حدوث مثل هذه الممارسات نعم، ولكنها تبقى ممارسات فردية وعلى نطاق ضيق!، ولا يفترض أن تعمم على كل مقاتلي الحشد الشعبي. وعلى الرغم من كثرة التضحيات وشراسة القتال ضد مجرمي داعش، ألا أن مقاتلي الحشد الشعبي يزدادون يوما بعد يوم ويدخلون أفواجا أفواجا الى سوح القتال بكل أيمان.
 أن هؤلاء النخبة الطيبة من المتطوعين الشرفاء الذين لبوا نداء المرجعية الرشيدة وتركوا أرزاقهم وتركواعوائلهم بلا معيل! وكما هم مؤمنين ومتيقنين بأنهم ذاهبون الى الشهادة!،
 فهم أيضا متيقنين بأن لا من أحد سوف يسئل عن عوائلهم أو يتفقدهم ولا هناك تكريم لهم أذا استشهدوا ولا رواتب تقاعدية لعوائلهم لتقيهم شر الحاجة والعوز في هذا الزمن الأسود الصعب وسوف لن يمنحوا شبرا ولا مترا من هذه الأرض التي يدافعون ويستشهدون عنها؟! وهم بتطوعهم وقتالهم لن يبغوا سوى رحمة الله ورضوانه عليهم!، فتراهم يتسابقون لتلبية نداء المرجعية والذهاب للقتال دفاعا عن الأرض والمقدسات ، فأي طراز من الرجال وأي اناس هؤلاء!؟.
 بعد كل هذا كم آلمني وانا أشاهد أينما ذهبت في المحلات والمتاجر ودوائر الدولة ومؤوسساتها وفي المستشفيات والمقاهي والمنتديات الأجتماعية وحتى لدى البائعة المتجولين! صناديق من الخشب أو الزجاج وحتى قاصات صغيرة! وقد كتب عليها عبارة(صدقات لأيتام الحشد الشعبي)!!؟،
 العبارة بقدر ما تحمل  نداء انساني ألا انه يحمل  الكثير من الذل والمسكنة والفقر والحاجة والأهانة والكدية!؟ فهل يستحق أيتام أبطال الحشد الشعبي ذلك؟ أي عارجديد يلحق بك ياحكومتنا؟ أنكافأ  بالصدقة من يدافعون عن الوطن؟
 لا أوجه عتبي على الحكومة بكل أئتلافها (الشيعي والسني والكردي) وبكل رئاساتها الثلاثة الميئوس من رحمتهم وأنسانيتهم وصلاحهم وألتفاتهم نحو الشعب؟!، فلا أعتقد أن هناك حكومة وأحزاب سياسية في العالم كرهها الشعب! مثل حكومتنا وأحزابنا السياسية بسبب من سوء أفعالهم!
 كما لاتوجد في العالم حكومة وأحزاب سياسية لاقت ما لاقت من قبل الشعب من غضب جماهيري عارم وعدم رضا وتظاهرات وأعتصامات ومن سب وشتم، كما لا اعتقد ان هناك حكومة وأحزاب سياسية وأعضاء برلمان ووزراء في العالم أتهموا بالسرقة والفساد والعمالة ولازالوا باقين ومتمسكين بالسلطة وبالمناصب بلا أية درجة من الكرامة!
 كما في الحكومة والأحزاب السياسية العراقية التي فشلت ذريعا في أدارة البلاد ولا زال الفشل والفساد يشكل العنوان العريض لعملها وأداء وزاراتها ووزرائها، واخيرها وليس آخرها فضيحة وزارة التربية في عدم اكمالها وزراء؟! ولا أعتقد ان هناك وزراء في العالم تلطخوا بعار الفساد والسرقة ونهب المال العام مثل وزرائنا!!.
 أعود للقول لا عتب على هكذا حكومة، بل العتب كل العتب على الأئتلاف الشيعي المتفرق!! والذي ينطبق عليهم قول الأمام علي عليه السلام ( أجتمعت أبدانهم وتفرقت أهوائهم)، لكون متطوعي الحشد الشعبي هم كلهم من الشيعة! وهذه حقيقة معروفة لا يمكن نكرانها، الذين لبوا نداء المرجعية، وتركوا عوائلهم وأبنائهم تحت رحمة الله والأقدار في ظروف معيشية وأقتصادية صعبة جدا!، من أجل نيل الشهادة في سبيل الوطن.
فهل سمع احد منا أن تبرعت الرئاسات الثلاثة برواتبها ولشهر واحد من أجل دعم المجهود الحربي أو لدعم مقاتلي الحشد الشعبي او العشائري وهل صعب عليهم ذلك؟ بالوقت الذي لم تسلم حتى رواتب موظفوا الدرجات الدنيا في دوائر الدولة ومؤوسساتها من الأستقطاع دعما لمقاتلي الحشد الشعبي والكل تسأل هل تذهب هذه الأستقطاعات الى أبطال الحشد الشعبي فعلا؟؟!
 المضحك المبكي في هذا أن الشارع العراقي يتداول نكته بهذا الخصوص ( ان أحد مقاتلي الحشد الشعبي الأبطال وهو في جبهة القتال أستلم راتبه ناقصا؟! فسئل المحاسب لماذا هذا النقص؟ فأجابه المحاسب أستقطاع لمقاتلي الحشد الشعبي؟؟!).
 فأذا كانت الحكومة الفاشلة بالعراق بأئتلافها (الشيعي والسني والكردي) ترضى بأن تجمع الصدقات من أجل ايتام الحشد الشعبي! فهل يرضى بذلك قادة الأحزاب الأسلامية الشيعية وعمائم زعاماتها؟.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/14



كتابة تعليق لموضوع : جمع الصدقات لأيتام الحشد الشعبي؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net