صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

عام التفاقم يا عرب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عام ألفين وسبعة عشر , عام تفاقم , وعلائمه بدأت منذ الساعات الأولى , ولا تزال تتواصل وتتأزم , فالواقع بقوانينه الشرق أوسطية , والعربية خصوصا , يؤكد مرارا وتكرارا , أن أي خطوة سيئة عليها أن تتطور وتتفاعل للوصول إلى متواليات هندسية تفاقمية متوالدة.
 
فتفاقم المشاكل  ومنع حلولها يخدم المصالح الإقليمية والعالمية , ويساهم في نهب الثروات النفطية , وإستشراء الفساد والظلم والقهر , وإستلاب الحقوق وتدمير الأوطان والإنسان.
 
والذي يتصور بأن قوة خارجية مهما كانت قدراتها ستساهم بحل المشاكل القائمة , فهو على وهم وفي بهتان كبير , فجميع القوى تستثمر بالصراعات العربية - العربية , وتستفيد منها أعظم الفوائد , وتجني الأرباح الخيالية.
 
فأوضاع الشرق الأوسط العربي والإسلامي من أروع الأعمال والتجارات , إنه "بزنز" القرن الجديد , الذي يشفظ الدم من كل وريد وشريان عربي.
 
فالمؤشرات تؤكد بأن القوى الكبرى ستضع يدها مباشرة وبعنفوان على الأرض العربية , وستتقاسم الثروات فيما بينها , وتمد العرب بما يؤهلهم ويمكّنهم من الدخول في صراعات دامية لا تنتهي , بل تتطور وتتعقد وتمتنع عنها الحلول.
 
فالأرض العربية ما عادت ملكا للعرب , وذلك بإرادتهم الديمقراطية الحرة , وإنما هي ملك مشاع للقوى القادرة على الإفتراس , والتي تستخدم العرب للتصارع مع بعضها , فهي الرابحة دوما , ما دامت قد أوجدت مَن يقوم بتحقيق مصالحها بالنيابة عنها , حتى ليبدو العرب وكأنهم , وبلا إستثناء,  وكلاء يخدمون القوى التي أعطتهم الوكالة , وأمدتهم بالأسلحة والأعتدة اللازمة لتواصل النزاعات.
 
فالعرب لا يصنعون سلاحا , وإنما يأتيهم السلاح من الطامعين بثرواتهم , والذين يستخدمونهم لتنفيذ أجنداتهم ومشاريعهم , وخوض معاركهم اللازمة لتأمين مصالحهم.
 
ولا خيار للعرب إلا التلاحم , إن أرادوا الخروج من غفلتهم , والشعور ببعض العزة والكرامة والسيادة , فعليهم أن يعتصموا بحبل عروبتهم ووطنهم , وسوى هذا الإلتحام , فأن واقعهم في القرن الحادي والعشرين , سيزداد تفاقما وعنفوانا وإضطرابا , حتى سيستسلموا بالتمام للآخرين المتحفزين لإفتراسهم , وإستعبادهم , ومصادرة وجودهم وهويتهم وتأريخهم , وكل ما يشير إليهم من السمات , بل وسيجهزون على لغة الضاد. 
 
فهل سيتلاحم العرب , أمْ أن التفاقم عليهم قد وثب؟!!
 
2\1\2017

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/06



كتابة تعليق لموضوع : عام التفاقم يا عرب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net