موقف مشرف لعلماء البحرين لنصرة الحسين ع
ذو الفقار آل طربوش الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد ان اصدرت حكومة مملكة البحرين قرار ثوريا بمنع مكبرات الصوت للمنابر الحسينية من نقل المحاضرات الحزنية لسيد الشهداء لخارج الحسينيات والجوامع والاقتصار على السماعات الداخلية كانت مبادرة علماء البحرين في غاية الحماسة لنصرة سيد الشهداء ع فيستحق هذا الموقف الديني – الشعبي أن يكون مقرا للانارة امام كل محبي الحسين وعشاقه ليكون حافزا عمليا لهم لعدم الركون والصمت على اي تزييف لهذه الشعائر التي بريقها النهضوي انارلكل الثائرين في العالم طريقا مدروسا لسبيل الحق.
1.موقف آية الله الشيخعيسى قاسم وبحضور جمع كبير من المسؤولين والقيِّمين أنَّه قال: "ما من شيعي يستوحش من هذا المظهر، المهرجان الكبير الذي فيه إحياء الدِّين، وإحياء ذِكر أهل البيت، أمَّا الأمور الشاذَّة فهي معالجة من داخل وعينا الدِّيني، ومن داخل حكمنا الشَّرعيِّ، الموقف العملي أنْ نرفض هذا القانون، وأيَّ تطبيق له على الأرض"، لافتًا إلى "أنَّهم إذا أرادوا أنْ يسجوننا جميعًا فليسجنونا، وإذا سُجن قيِّم أو مسؤول مأتم، فعلى جميع رؤساء الحسينيَّات وقيّمي المساجد وفي مقدمتهم العلماء أنْ يتقدَّموا للسجن". وحول التبريرات التي تتذَّرع بها السلطة؛ لتطبيق القانون من قبيل تم تقديم الكثير من النَّاس للشكاوى الضررية من مكبرات الصوت!! وقال: "إذا تطلَّب الأمر أنْ نستفتي الشعب، فسنستفتيه في مسيرة حسينيَّة جماهيريَّة". وقال الشيخ ربما تعهَّد بعض قيِّمي المساجد على ما جاء في قانون منع مكبرات الصوت في خروج الصوت إلى خارج المسجد، كان هذا تسرُّعًا من الإخوة (حفظهم
الله)، ولم يكونوا يملكون ما يسمح بهذا التَّعاون؛ لأنَّ المسجد ليس ملكًا شخصيًّا، وحتى صاحب الحسينيَّة التي لم يوقفها هو مالك للحسينيَّة ولكن ليس مالكًا للشَّأن الحسينيِّ وقضيَّة الحسين (عليه السلام)؛ فكلُّ تعهُّد جرى من قيِّم مسجد أو متولِّي حسينيَّة هو تعهُّد باطل لا قيمةَ له من النَّاحية الدِّينيَّة".وهنا قمة الروعة التحليلية لان من ملك الحسينية او الجامع وألتزم بالتوجيه الملكي فهو ليس مالك للشان الحسيني العظيم وتعهده شرعا باطل!!
2. . موقف العلّامة السيد عبد الله الغريفي قال: "ما نواجهه هو استهداف طائفي، حيث إنّنا لسنا أمام إجراء منع مكبِّرات صوت فقط، إنَّه إجراء ضمن حزمة إجراءات، لدينا حديث عن مكبِّرات صوت، وضوابط خطاب دينيِّ، وحديث عن علماء دين يدعمون العنف، ومال دين يدعم الإرهاب، ومؤسَّسات خارج القانون، اجمعْها كلَّها؛ لِتعرِفَ أنَّ هذا هو استهداف طائفيٌّ". وتساءل "الآن البلد تضج بالمنكرات التي تتحدَّى قِيمَ الناس، ودين الناس، هذا ليس إيذاءً للناس؟!، أين راحة المسلمين؟، وأين راحة المواطنين؟، راحة المواطنين فقط عندما نغلق سماعة في عشرة أيَّام وعدد من الأيَّام التي لدينا؟! إنّ البلد تضج بالمنكرات والمفاسد، وتضجُّ بأوضاعٍ صارخة تهزُّ مشاعر الناس، وأنت تقول: أنا أسعى من أجل راحة الناس"؟!، مردفًا: "أؤكد أنَّ المسؤوليَّة الشرعية أنْ نرفض وإنْ كلفنا ذلك ثمنًا غاليًا".! وهذا موقف ثوري نبيل صادح بالحق متقدم يستنبط من مقارعة الحسين ع الفكرية والعملية فحواه ضد أي شكلية للظلم الاجتماعي.
3. موقفالشيخ عبد الحسين الستري، فقال: "إذا كان المسؤولون يريدون أنْ يحجِّموا الصوت الحسينيَّ بشكل عام فهذا مرفوض، ولا يجوز لأيِّ مؤمن يؤمن بالله تعالى، ويصدِّق بأهل البيت (سلام الله عليهم) أنْ يوافق على مثل هذه الأمور، أو مثل هذه الوصايا والقرارات". من واجب أهل الحسينيات عندما يطلب منهم التعهّد أو التوقيع على مثل هذه الأمور أنْ يقولوا: نحن لا نملك الحق في أن نتعهّد في هذا الأمر الذي تطلبون، هذا حق للناس، حق للطائفةككل، وليس من حقنا كفرد - مثلًا - أو رئيس حسينية أن أمتنع من هذا المكبّر".
4.يذكر أنّ هذا الاجتماع التاريخي والمهم لكبار العلماء البحرين تم في مأتم السنابس بحضور العلامة السيد جواد الوداعي، وآية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، والعلامة السيد عبد الله الغريفي، والعلامة الشيخ عبد الحسين الستري مععدد من العلماء، وجمع حاشد من مسؤولي الحسينيَّات، وقيِّمي المساجد، حيث امتلأت القاعات المخصَّصة لهذا اللقاء بالحضور الكبير، وبهتافات النصرة للإسلام، ودعم العلماء.
5. ثم كانت قمة النصرة الثورية العلمائية ماتفوه به الشيخ عيسى قاسمبأنَّ معنى أنَّنا موطنون أن نعيش إسلامنا، وأن نعيش إيماننا مَن أراد أنْ يعترف لنا بمواطنيه، فعليه أنْ يعترف بإسلامنا وإيماننا أوَّلًا، هذا البلد الكريم وجد فيه مذهبان ليس منهما ما هو طارئ وكلُّ له خصوصيّته، وستبقى الخصوصيَّة المذهبية أمرًا مؤكّدًا عليه، ولن يغادر مذهب خصوصيَّته، ولن يسمح بأنْ تسلب منه، نريد أنْ نحترم الآخر، ونريد أنْ يحترمنا، نحن نعترف بالآخر، ولا نسمح إلّا أنْ يعترف بنا، نؤمن بأمن الوطن ونحرص عليه، ولا نسمح بالمساس به؛ ومن أجل ذلك كلّه فإنّنا أحرص على الدِّين، وأثبتُ عليه، وأكثر فداءً له؛ لأنَّه لا أمن بلا دين ولا قيمة لوطن في نظرنا يُحارب فيه الدِّين، ويُستقصد". وأضاف: "إنَّه لبلد إسلام وإيمان، ويجب أن يبقى كذلك، ويبقى الإصرار على كلِّ مظاهر الإيمان والإسلام فيه، نطلب أن تتقدم هذه المظاهر وتنتشر، ولا نعطى لأنفسنا سماحًا على الإطلاق لأنْ تتقلص أو تتوارى"."إنَّ المسألة ليست مسألة مكبِّرات صوت في المسجد والحسينيَّة، وليست مسألة خروج هذا الصوت إلى الشارع، حجم المسألة أكبر، المطلوب دين، المطلوب أنْ تَخلُص هذه البلد من كلِّ مظهر دينيٍّ لا ترضاه السياسة، المصرح به أنْ يتقزَّم الخطاب الدِّيني، وأنْ يخفت صوت الدِّين في المسجد والحسينيَّة، وأنْ يتقوقع في داخل المسجد والحسينيَّة؛ ليختفي غدًا وأردف: "كان المشروع ولازال هو أنْ يُمسَك برقبة المسجد والحسينيّة والموكب وخطيب الحسينيَّة والحوزة وكلّ مفصل من مفاصل الدِّين، والمطروح اليوم هو واحد من تطبيقات طموح كبير للسياسة يقوم على مفسدة الدِّين، ويحارب أصالة الدِّين، ويتحكَّم في كلِّ جزئية من جزئيَّات الدِّين"، متابعًا: "لسنا وجودًا لتحريك مواجهة، إنَّنا أحرص ما نكون على استقرار هذا البلد وأمانه، وعلى أنْ يهدأ الخطاب، ولكن لا على حساب الدِّين، ولا على حساب الحقوق، ومن منطلق الدِّين نجد أنفسنا أكثر حرصًا من كلِّ الآخرين على الحفاظ على أمن هذا البلد ومصلحته واستقراره، ولكنْ لا استقرار، ولا أمن، ولا كرامة لمواطن يوم أنْ تُمسَّ كرامة الدِّين"."إذا قُزِّم الدِّين في هذا البلد، وهو أعزُّ ما يكون على مواطنيه الأصليين، فقد قزِّم كلُّ صوت حر، وألغي كلّ حق، ووئدت كلّ حركة إصلاح؛ فالمفرط في أمر الدِّين عليه أنْ يعرف أنّ تفريطه في الدِّين تفريط في أمنه، وفي مصلحة الوطن، وكلّ حقوق المواطنين، ومن لم تحركه غيرة الدِّين على أنْ يرفع صوته عاليًا في وجه الزَّحف الذي يريد أنْ يطاله لم تكن له غيرة تحرّكه في اتجاه أي أمر خطير آخر". ثم وصف مسيرة المواكب الحسينية داخل الطرق البحرينية: "الموكب العزائيُّ في المنامة طرقه، أزقّة ضيقة، صوت الموكب، ومكبرات الموكب، وصرخات الموكب يصل إلى المريض، والمسنِّ، والنائم في كلّ بيت، طلبنا من الدولة أنْ ينتقل مسار العزاء من الأزقة الضّيِقة إلى الشارع العام؛ درءًا لأخطار كثيرة قد تحصل للموكب في طريقه الحالي؛ أي حدث حركة خيل، دعاية مغرضة، يمكن أنْ تستتبع قتل كثيرين، والدولة أصرّت أنْ يبقى المسار هو المسار".وتساءل: "الدولة التي تطلب سكينة المواطنين، وأمن المواطنين، وراحة المواطنين، ما هو المنطلق لقانون مكبرات الصوت؟!، إذا كان منطلق السكينة والراحة والطمأنينة للمواطنين لماذا الإصرار أن يبقى مسار الموكب العزائي بما فيه الألوف في أزقة ضيقة؟ أين راحة المعزّين؟، وأين راحة أصحاب البيوت؟، وأين الاهتمام بالمواطن؟، إنَّه لضحك على الذقون بأن منع خروج صوت مكبِّرات الصوت من المسجد والحسينيَّة لراحة المواطنين، ...لا، الهدف غير ذلك. "القرار والقانون وأمثاله لا نستطيع أن نفسره تفسيرًا سياسيًّا بمعنى أنَّه أمر تضطَّر إليه السياسة، المنطلق اندفاعة طائفيَّة تحكم توجه الأمَّة، ليس من مصلحة السياسة اليوم أن تستفزَّ مئات الألوف لمثل هذا القرار في حالة توتُّر سياسيّ، وفي حالة اضطراب سياسيّ"، لافتًا إلى أنَّنا نربط بين التَّصعيد الأمني الذي حصل في هذه الآونة، وبين ما تستهدفه الحكومة من وضع اليد على كامل مفاصل الدِّين". أرادت أن تخلق جوًّا أمنيًّا مخيفًا جدًّا ومرعبًا جدًّا، توقعًا منها بأنّ الصوت المعارض لأي قرار وإنْ كان فيه ذبح الدِّين سيكون خافتًا وستحكم وضعية الخوف والرعب نفسيَّة المواطنين بحيث يسمح ذلك بتمرير أيِّ قرار، وإن كان فيه وطء كلمة الدِّين وإسقاط قيمته، ما كان هنالك تبرير واضح للظروف الأمنيَّة الصاعدة. وتابع: "
إنَّه مطلب أبعد من سجن بعض الإخوان، وهو مطلب أنْ ينفذ المشروع المناهض للدِّين، ربما تعهُّد بعض قيِّمي المساجد على ما جاء في قانون منع مكبِّرات الصوت في خروج الصوت إلى خارج المسجد"، موضحًا: إنَّ ذلك "كان تسرُّعًا من الإخوة (حفظهم الله)، ولم يكونوا يملكون ما يسمح بهذا التعاون؛ لأنَّ المسجد ليس مُلكًا شخصيًّا، وحتى صاحب الحسينيَّة التي لم يوقفها هو مالك للحسينيَّة، ولكن ليس مالكًا للشأن الحسينيِّ وقضية الحسين (عليه السلام)؛ فكلُّ تعهّد جرى من قيِّم مسجد أو متولِّي حسينيَّة هو تعهُّد باطل لا قيمة له من الناحية الدّينية". وشدّد على أنّه "على كلِّ أصحاب الحسينيّات وقيِّمي المساجد أنْ يواجهوا طلب التعهُّد بأنَّنا لا نتعهد بما لا نملكه في هذه القضية، وهي قضية دين وقضية الحسين (عليه السلام)، ثمّ من بعد ذلك هي قضيَّة طائفة، وليست لنا يد على الدِّين، ولا يد على الحسين (عليه السلام)، ولسنا قيّمين على الطائفة، وأيِّ تعد على مكبِّر الصوت من مكبَّرات الحسينيَّات هو لغة عمليَّة صارخة في التعدِّي على الحسين (عليه السلام)، على هذه الطائفة، على شعائرها"."مسألة إيذاء مريض، ومسألة حرب الصوتيَّات مسألة محلولة من داخل الوعي الدِّيني والحكم الشرعي، وهو أنَّه لا يجوز لأيٍّ منَّا أن يحوّل قضية الحسين إلى قضيَّة حرب صوتيات بين الحسينيَّات، هذا يجب أن نلتزم به من ناحية دينيَّة، أمّا خروج الصوت إلى الشارع فإنَّنا محتاجون إليه في أصغر مأتم! المأتم يفتح أبوابه في أيِّ وقت من الأوقات المناسبة، فيعرف المؤمنون أنّ هنا مجلس فاتحة، مجلس حسينيّة، من غير دعوة من غير تحضير ينساق المؤمنون إلى المأتم"، مشيرًا إلى أنَّ "قرانا كلّها تتحوَّل في أيام الوفيات ومناسبات الفرح وفي عشرة عاشوراء إلى مهرجان خطابي
يشترك فيه الصغير والكبير...، وإنَّ المريض هو نفسه يحاول أن يصل الحسينيَّة في بعض المناسبات تشرّفًا". ما من شيعي يستوحش من هذا المظهر.. المهرجان الكبير الذي فيه إحياء الدِّين، وإحياء ذِكر أهل البيت، أما الأمور الشاذة فهي معالجة من داخل، وعينا الدِّيني ومن داخل حكمنا الشرعي، الموقف العملي أن نرفض هذا القانون وأيَّ تطبيق له على الأرض"، لافتًا إلى أنَّهم "إذا أرادوا أن يسجنونا جميعًا فليسجنونا، وإذا سجن قيِّم أو مسؤول مأتم، فعلى جميع رؤساء المآتم وقيّمي المساجد وفي مقدمتهم العلماء أن يتقدّموا للسجن". ولتعي الحكومة تمامًا أننا أشد ما نكون على أمن هذا البلد، ولكن هذا لا يعني السكوت على الحقوق سواء كانت دينيّة أم دنيوية". أننا لا نريد أن نوسع موجة المعارضة، نتريث قليلًا، إذا وجدنا أن هنالك إصرارًا على الموضوع، ومحاولة جدية في التطبيق، فهناك تأتي الحلول الأخرى ومنها كما تقدم مسيرة جماهيرية حسينيّة واسعة ترفض الواقع.اليس من واجبنا الاخلاقي الاسلامي – الحسيني نصرتهم؟ على الاقل بالنشر لمواقفهم الثورية الغالية والعالية التمسك بالقيم الحسينية والتي نجدها شعلة مضيئة على درب الاحزان الحسينية وللاسف نجد اغلب مواقعنا بعيدة عن التطرق لهذا الموقف العظيم الاخلاقي.
ذو الفقار آل طربوش الخفاجي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ذو الفقار آل طربوش الخفاجي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat