في ميسان تزهو كنيسة أم الأحزان
ذو الفقار آل طربوش الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بتصرف من موقع ميسان اون لاين وبمناسبة إصرار البعثيين فقط لاغير على إستهداف الطائفة المسيحية العراقية الاصيلة التكوين تاريخيا وجغرافيا في الشرق نسلط الضوء على أقدم كنيسة في الجنوب العراقي وتقع في ميسان تحديدا مما يدل على الجذر التكويني التاريخي لوجودهم في العراق كله من الشمال للجنوب مما يدل على عمق العلاقات التاريخية بين العراقيين الذين يجمعهم خيط حب العراق الذي لاينقطع اوصاله ولاصلاته بينهم فهو مجرى الدم في اوردتهم وشرايينهم لاينقطه هدير تدفقه حتى حلول المنية. فقد عاشت على ارض بلاد الرافدين عشرات الطوائف والقوميات ومنذ مئات السنين وما جرى وحصل من تغييرات طبوغرافية وجغرافية واختلاف اوجة السياسات الحاكمة على امتداد الأزمنة والمسافات، سجلت على نسيج الجسد العراقي في كافة ربوعه طوائف المذاهب المُحبة للسلام والوحدة والإنسانية والمتطلعة لفعل لخير والتعاون والتكافل الإجتماعي بأزهى صوره الوطنية ،برزت جميع الطوائف التي التصقت جذورها بتراب الأرض العراقية الشامخة المعطاء الى جانب طائفة الإسلام والصابئة المندائيين والازديين، برزت طائفة المسيحين وخاصة الكلدانيين في مختلف المحافظات وتعرضت كما تعرضت الطوائف الأخرى وخصوصا المسلمين العرب والكورد والتركمان سواء كانوا شيعة او سنة من تشريد وإقصاء وملاحقات وتهجير قاسي ونفي وتغييب ودمار لامنتظم يشتت تركيبة العوائل واعتقالات عشوائية من قبل أزلام النظام الدكتاتوري المقبور، وفي محافظة ميسان تحديدا وبعد سقوط الصنم والتغيير ومحق البعث وهرب رجالاته وإنزوائهم كالجرذان وما ظهرت بعده من إحداث وفتن طائفية حاولت بترويجها القاعدة التكفيرية الإرهابية الخائبة كمطية للبعث الذي يقودها من خلف الستار ، أعطت هذه الطائفة المسيحية الاصيلة موقفا وطنيا باسقا تاريخيا من خلال التواصل مع إخوانهم العراقيين دون ان تتأثر بتلك الأفكار الخبيثة الدخيلة على مجتمعنا العراقي الموحد المسالم حتى حظيت الطائفة بالاحترام والمحبة من قبل الحكومة المحلية بميسان والأحزاب الإسلامية والقوى الوطنية من اجل ان تبقى ميسان مدينة الخير والأمن والأمان والأخوة المتجذرة في النفوس ، ولغرض ان نسلط الضوء على ملتقى إخواننا من طائفة المسيحية في مدينة العمارة التي تمارس فيها منذ قرون من الزمن فتبرز للعيان تنفرد كنيسة أم الأحزان الكلدانية في مدينة العمارة وهي تعد من أقدم الكنائس الأثرية المسيحية في المنطقة الجنوبية قاطبة حيث أُسست عام(1880) في منطقة المحمودية بمركز مدينة العمارة وشيدت على ارض مساحتها1600 متر مربع، زار السيد باسم الشيخ علي كاتب التحقيق ،كنيسة أم الإحزان التي تقع في الزقاق المتفرع من شارع التربية –المعارف سابقا وبالقرب من مركز المحافظة ، وهناك استقبله بحفاوة وترحاب السيد جلال دانيال توما ممثل الطائفة المسيحية الكلدانية في ميسان والذي حدثه عن تاريخ الكنيسة وعن طبيعة العلاقة التاريخية الصلبة مع إخوانهم العراقيين من الطوائف الأخرى في المحافظة وقال :"أن هذه الكنيسة تعد تحفة أثرية وقد شهدت إقامة العديد من المراسيم الدينية والاجتماعية، إذ تقام فيها القداسات خلال الأعياد المسيحية والمناسبات المختلفة وهي بيت حنون يستقبل جميع الأطياف الدينية من المسيحيين والمسلمين والصابئة المندائيين تحت سقف التوحيد لنمارس الطقوس المقدسة من دون أية ضغوطات أو رقابة، ويضيف دانيال:"أن الكنيسة ونتيجة لتقادم الزمن عليها تعرضت إلى التشققات وكادت سقوفها إن تنهار لولا رعاية سيادة المطران جبرائيل كساب راعي أبرشية البصرة والمنطقة الجنوبية الذي اشرف على عملية إعادة ترميمها وتجديد بنائها وتأهيلها عام 1995 وقد شمل الترميم إصلاح السقوف وتجديد الجدران الداخلية والخارجية وإكمال أعمال الزخرفة والنحت البارز وتركيب الأبواب والشبابيك والصبغ وتجديد التاسيسات الكهربائية وتجهيزها بــ(100) كرويته ومنظومات التهوية والتبريد والتدفئة والأثاث المكتبي وانجاز مصلى الكاهن( المذبح) وتغليف الأرضية بالكاشي الفرفوري وتعليق الثريات وانجاز نصب تمثال السيدة مريم العذراء الذي وردنا هدية من ايطاليا وصورة للسيد المسيح(ع) وبعض اللوحات الزيتية ومكتبة تضم افخر وأندر الكتب ونسخ من الكتاب المقدس( الإنجيل) كما تم انجاز ترميم دار سكن الرهبان وزراعة الحديقة مختلف الشتلات والزهور وبناء سياج لمبنى الكنيسة، ونسعى لتشييد روضة للأطفال داخل الكنيسة وانجاز بقية الترميمات وكذلك لترميم كنيسة السريان التي تقع بالقرب من كنيسة أم الأحزان وهي بناية قديمة شيدت عام 1950 ورغم تآكل جدرانها إلا أنها أصبحت ملاذا لسكن ثلاث عوائل مسيحية فقيرة، وأشار دانيال " الى إن الطوائف الأخرى في محافظة ميسان تشاركنا افراحنا بالمناسبات والأعياد ومنهم الإخوة المسلمين وطائفة الصابئة المندائيين في ميسان وهذا ما جعل الكنيسة محط اللقاء المتواصل وبنفس الروحية والمؤاخاة المعهودة التي ورثناها عن أجدادنا من مئات السنين وخصوصا في المحافظات الجنوبية ، وتابع " نحن في مدينة العمارة كطائفة كلدانية ومسيحية نشعر بالفخر والسرور من خلال حالة المحبة والانسجام والمودة التي تشهدها علاقاتنا المتينة مع الجميع مما جعل الحكومة المحلية في المحافظة تواكب وتواصل معنا خلال عيد ولادة السيد المسيح (ع) ورأس السنة الميلادية والمناسبات الأخرى ،ومن المفارقات الجميلة والمفرحة لقلوبنا جميعا نراها عندما تأتي العوائل من الطوائف الأخرى للكنيسة وفي إثناء العطل والجمع لأداء الزيارة والتزود بالبركات والكرامات من السيدة العذراء (ع) في كنيسة أم الإحزان التي تقع وسط مدينة العمارة وهذا ليس بالغريب على أبناء ميسان أهل الطيبة والكرم والتسامح والإنسانية وهم جميعا محبين للوطن والسلام والوحدة الإنسانية ، مضيفا نحن كذلك نقوم خلال اربعينية الإمام الحسين (ع) بتوزيع الطعام والمرطبات بين الزوار القادمين مشيا على الإقدام باتجاه المراقد المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف لان الإمام الحسين خرج من اجل الإنسانية وكل الطوائف المحبة للسلام والحرية والازدهار والتقدم.
ندعو الحكومة الوطنية الحالية والقادمة إلى ان تنظر بعين الإعتبار لوضع الأخوة المسيحيين في مناطق بغداد خاصة والموصل حيث يتعرضون لهجمات منظمة أصابعها واناملها عصابات البعث الإجرامية لغرض تهجيرهم من مناطقهم بشتى وسائل الترهيب والغدر والاغتيال لغرض إكمال المخطط الهادف للتفريق بين ابناء الوطن الواحد وتشكيل حالات تخويفية – تهويلية تساعد على الهجرة القسرية للمسيحيين وجعل الظاهر هو فتنة بين المسلمين والمسيحيين في حين ان الرضيع يعي هنا ان الصداميين المنسيين الجرائم يتسترون بالقاعدة التكفيرية للايحاء بأنهم بعيدون عن هذه الجرائم مع العلم ان قياداتهم العسكرية هي من تقوم بالتخطيط والتنفيذ مستغلين تغلغلهم في كل مفصل حكومي نعم كل بالمطلقية ؟!!! ؟ فكيف لانخاف على الأقليات والبعث المجرم الزنيم يزرع الفتنة والقتل المُنتخب بدقة وعناية في كل مفصل إجتماعي عراقي؟
الفخر لشهدائنا من مسيحيي العراق الأشم والشفاء لجرحاهم فجرحهم جرحنا وحزنهم في مآقينا وسيبقون جزءا من تراب هذه الارض المتميزة إلى الأبد.
ذو الفقارآل طربوش الخفاجي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ذو الفقار آل طربوش الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat