صفحة الكاتب : محمد حسب العكيلي

الفساد في الدستور والرئاسة
محمد حسب العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الايام القليلة التي مضت, ثار العراقيون البسطاء مطالبين برفع مستوى الخدمات الاساسية, واذا بهم يُقادون من حيث لا يشعرون الى زوايا سياسية تفيد مصالح بعض الاحزاب والدول التي لا تريد بالعراق وشعبه خيراً. هنا يحتم الضمير الصحافي قول الحق ولو كلف سخط الجماهير وبعض "الاصدقاء", فكان أجدر بالبسطاء ان يقتلوا الحية من رأسها "بغداد" وليس من ذيلها "البصرة".

فالبصرة عاصمة التجارة العراقية وميناء العراق الاكبر وسوقه الذي لا يُغلق ونعمة العالم النفطية التي لا بد من الحفاظ على استقرار امنها. وحية الفساد التي تنهش جسد العراق توجد في العاصمة العراقية بغداد وسمها "الحميد" في اربيل, عاصمة اقليم كردستان. وبما ان الافعى التي يتفق النخبة العراقية المطالبة بالخدمات هي "الدستور" فكان الاجدر بالنخبة "المستقلة" – ان وجدت طبعاً- بالمطالبة بتعديل بعض القوانين في الدستور. اول كارثة دستورية لابد من حلها هي احدى الفقرات الدستورية التي تنص على ان يكون رئيس الجمهورية رمز وحدة الوطن وليس رئيساً يتلعثم عندما يتكلم اللغة العربية –اللغة الرسمية الاولى في البلاد- علماً انهُ حاصل على شهادات عليا في اختصاص اللغة العربية من جامعة ذيل العراق البصرة.

الكارثة الثانية وربما ستكون هي الاهم, هي المناصب الفخرية التي تهدر اموال العراقيين, وهذه المناصب تتمثل بمناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاث, وبما اننا لم نحصد محصولاً من حديث الرئيس فمتى سنحصد ثمرة نوابه الثلاث؟!

فنواب رئيس الجمهورية يستنزفون مئات الملايين العراقية اذا لم تكن مليارات كمرتبات ومخصصات لشخصوهم ومكاتبهم وكوادرها وحماياتهم. وهؤلاء النواب حصلوا على هذه المناصب "الملكية" ليس لفضل ما قدموه للعراق وشعبه وانما لما يقدمونه من خيرات لا حصر لعدها الى احزابهم والى المتنفذين بهذه الاحزاب التي نهبت اموال الشعب العراقي, والعراقيون يعرفون ذلك جيداً.

وهذه المناصب الثلاث تؤكد لنا ان دستورنا طائفي ولم ينصف الشعب وخياره فالنائب الاول هو قائد شيعي (نوري المالكي) والثاني هو عراب الحركة العلمانية في العراق (اياد علاوي) اما الثالث فهو الزعيم السني الذي يرأس فساد ساسة السنة (اسامة النجيفي). كيف لا ومن اعاد كتابة مسودة هذا الدستور هم من جاءوا بفضل شبابيك الاحتلال الامريكي المفتوحة, فالرئيس العراقي "الكردي" السابق جلال طالباني ومسعود بارزاني وابراهيم الجعفري والعشرات الاخرين هم من كتبوا الدستور بأشراف الحاكم العسكري بولي بريمرعام 2005.

وهذا الدستور الذي نسمع بتعطيله ولا يعرف البسطاء معناه ولم يقرأوا مفاد فقراته هو من يبخس حقوق العراقيين, لذا فكان اجدر بالشباب المتحمس للتغير بالمطالبة بإلغاء هذه المناصب الزائدة عن الفائدة, وليس تدمير وحرق مؤسسات الشعب كالمطارات والحقول النفطية والموانئ البحرية ومكاتب الحكومات المحلية التي يرتزق منها اخوانهم الموظفون البسطاء. ولا ننسى هنا واجب التحذير بخصوص الدول والاحزاب المستفيدة من هذه الفوضى.

محمد حسب

نيوزيلاند

18-7-2018

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسب العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/19



كتابة تعليق لموضوع : الفساد في الدستور والرئاسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net