صفحة الكاتب : عباس البخاتي

التظاهرات في العراق..لماذا؟
عباس البخاتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أي عراقي بإمكانه الإجابة على هذا التساؤل، حيث إن سببها الفساد والأستهتار بحاجات الناس وإهمالها وتفشي المحسوبية بالتعيينات وتلكؤ المشاريع الخدمية.
وفق الحالة تلك فمن الطبيعي أن يخرج الناس الى الشارع بعد تراكم هذه الأسباب في ظل غياب الإرادة السياسية لحل ولو جزئيا، عسى أن يبعث رسالة إطمئنان الى الشعب بجدية صاحب القرار السياسي.
الى هنا تبقى المشكلة داخلية تخص الشعب والقوى السياسية التي وصلت إلى سدة الحكم عبر الآلية الديموقراطية بالرغم من المؤاخذات العديدة التي سجلت عليها.
وفق تلك المعطيات تطرح عدة أسىئلة حول الأهتمام الإعلامي والسياسي، الدولي والإقليمي حيال ما يجري في العراق من بينها مدى مشروعية الآخرين في هذا التدخل والمساهمة في سفك الدم العراقي؟
هل تسمح تلك الدول للعراق بالتدخل في شؤونها الداخلية وتحديد مصير شعوبها؟
بطبيعة الحال سيكون الجواب بالنفي وبالتالي يجب على العراقيين الإلتفات إلى وجود مؤامرة كبرى تحاك خلف الستار، وهو ما شخصته المرجعية الدينية في خطابها الأخير عند إشارتها بعدم السماح للإرادات الدولية و الإقليمية بالتدخل بالشأن العراقي وأن الحق للشعب وحده بتحديد مصيره، وحل مشاكله بعيداً عن التأثيرات الخارجية، سواء أكان ذلك صادراً من مؤسسات أو دول قريبة كانت او بعيدة، فهل تنبه الشارع لتلك القضية؟
ما يميز هذه التظاهرات بالرغم من حجم إستثمارها خارجياً والذي يدركه الجميع، خصوصاً في البعد السياسي، هو عفويتها وإنبثاقها من الواقع المأساوي للشعب، حيث ينظر البعض الى هذا الحراك كعملية إصلاحية للإنحراف السياسي، كما هو الحال في الحشد الشعبي الذي أصبح سنداً للقوات المسلحة ومنع حالة الإنهيار التي كادت أن تعصف بالبلاد عقب دخول عصابات داعش وإحتلالها بعض المدن العراقية.
ذلك يعني إننا على أعتاب ولادة حشد جماهيري، منسجم مع الرؤية العامة لحالة البلد والتي تدفع بإتجاه إستقراره.
ما يلفت النظر في الطبقة السياسية الماسكة للسلطة وبعبارة ادق" الكتل الكبيرة الحاكمة" على حد وصف المرجعية، مازالت غير مكترثة لهموم الجموع الغاضبة فبعظهم تعامل مع الامر وكانه غير معني بهتافات الجماهير فيما يحاول الأخر جاهداً ركوب موجة الإحتجاج من جهة، ومن جهة اخرى يعقد الصفقات الحزبية لتمرير مرشحيه للدرجات الخاصة وسط هذا الغضب الجماهيري.
فبرأيكم.. كم سيتحمل الشعب هكذا ساسة؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس البخاتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/20



كتابة تعليق لموضوع : التظاهرات في العراق..لماذا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net