الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي

ملاحظة: توجد وجبة عشاء
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نحن حقا نعيش عصر السرعة وعصر الغرائب في آن واحد، فقد إختصرت السرعة ووسائلها الزمن والمسافات كما أن الزمان الرديء قد باعد بين قلوب الأخوان فحلَّ العشاء محلّ الأيمان. فلا غرابة في ذلك فنحن نعيش زماننا وعلينا أن نبيع أو نستبدل على الأقل بعض ثوابتنا مجاملة لهذا الزمن الأغبر. لا بأس أن نعيش التناقضات فقد تصالحت في هذا الزمن وإجتمعت فإرتفعت. السرعة قد شوشت الصورة وهذا طبيعي جدا. فعندما تقود سيارتك بسرعة كبيرة فإنك ترى الصور مشوشة، فقد ترى الفيل بعوضة وقد ترى الجمل ضفدعة ولكن ليكن في حسبانك أنك أيضا قد تصطدم جرّاء تلك السرعة الكبيرة أثناء قيادتك لسيارتك الحديثة بشجرة او صخرة فيتشهم دماغك فتكون الصورة وقتها مشوشة تماما. لاعجب في زمن العجائب ولا غريب إلاّ الشيطان اللعين. لم يُعَد من غرائب الأمور أن تجد مسلما لا يصوم ولا يصلّي ولا يعرف أين تكون القبلة، كما لم يُعَد من العجائب أن تجد من يطوف حول الكعبة الشريفة أو يزور الاولياء مشيا على الأقدام ولكنه لايؤمن بوجود الله تعالى. 
بالأمس القريب وحينما كنا متخلفين ومتحجرين كنا نذهب لزيارة مرضانا مشيا على الأقدام ونتمنى أن تطول المسافة لأن"الأجر على قدر المشقة".
 
إبنتي رقية في صحن الأمام الرضا(ع):
كنت أراقب خادمتكم رقية (عشر سنوات) وهي تعد خطواتها البطيئة من باب الصحن الرضوي الطاهر إلى الضريح المطهر. نادتني زوجتي:"تمهل ياسيد فإن رقية تبدو تعبة بعض الشيء". قلت: لا أظن ذلك فقد راقبتها منذ اليوم الأول من وصولنا إلى مشهد الرضا المقدسة، إسمعي إنها تعد خطواتها وتتعمد المشي بأبطأ مايكون، هذا مالاحظته والله العالم وسأكمل حديثي معكِ بعد خروجنا من الحرم المطهر. إنتهينا من الزيارة وفي طريقنا إلى المنزل قلت لزوجتي : أنظري إلى رقية كيف انها تركض وهي فرحة. إندهشت زوجتي لذلك المنظر ونادت رقية لتسألها عن السر في ذلك فأجابتها: ايتها السيدة الوالدة في الطريق إلى حرم الإمام الرضا عليه السلام كنت أتمنى أن تكون المسافة التي أقطعها مشيا على قدميَّ كالمسافة بين الأرض السماء فقد أخبرني أخي محمد صادق عن مقدار الأجر في كل خطوة وكذلك الخطوات إلى ضريح الحسين عليه السلام. تواصل رقية: أمّا عند عودتنا إلى المنزل فأنا أركض وبسرور كبير، لأني قد حققت هدفي وهو زيارة الرضا عليه السلام بعافية وسلامة فلم أقع في الطريق ولم اعثر ولم أتلكأ، كما أن الشيطان لم يساورني ويسوس لي كعادته مع أولئك الضعفاء الذين لاطاقة لهم عليه لأنهم يجاملوه ولا يستعينون بالله عليه.
أقول إذا كان هذا منطق الصغار(سنا) فما بالنا نحن الكبار(سنا). لقد أبدلنا الزيارة والقيام بواجباتنا من خدمة الإخوان والأصدقاء ومن لهم حق علينا، أبدلنا الزيارات بالمكالمات الهاتفية وتقهقرنا أكثر فأبدلنا المكالمات بالرسائل القصيرة(أو القاصرة).  فلا غرابة في عصر السرعة من أن نعود المرضى بالرسائل القصيرة. فلا داعي للذهاب والتصدع  وربما يكلفنا ذلك شراء تذكرة صعود الباص أو القطار، وحتى المكالمة الهاتفية قد تكلفنا بعض القروش ونحن لسنا من المبذرين بل نحن من المقتصدين جدا فقرش على قرش يساوي قرشان. وبالعكس فـ قرش يطرح منه قرش يساوي صفرا، وبلا شك يكون القرشان أحسن من الصفر لدى البخلاء الذين سوف يسألهم الله تعالى عن بخلهم الذميم.
بيت القصيد:
جريا على عادات أهل هذا الزمان ونزولا عند رغباتهم ومجاملة منا نحن دعاة الأريحية فقد دأبت مراكزنا وتجمعاتنا الإسلامية على عيادة مرضى المؤمنين وإستقبال الحجاج والزوار وعموم العائدين من السفر، بنفس الوسائل أي إرسال قصار الرسائل كما إنها قد أدخلت الخدمة الجديدة إلى برامجها الروتينية المنفرة للشباب والشيوخ، أدخلت خدمة الرسائل القصيرة كوسيلة متطورة لتوجيه دعوات لحضور إحياء بعض الشعائر والمناسبات الدينية. وكعامل قوي لجذب الغائبين أخذت هذه المراكز المحترمة تذيّل الرسالة بـ"ملاحظة: توجد وجبة عشاء".
هذه الملاحظة  قد إستنسختها المراكز والمجمعات الإسلامية جميعها تقريبا. فهل يعقل أننا نتابع أخبار الوجبات في جميع المناسبات ولا يجذبنا إلى مناسباتنا سوى وجبة عشاء وياليتها كانت فعلا وجبة وكما تسمى. أيعقل أن نقطع تلك المسافات لنتزود ببضع لقمات ، ولا نتزود بخير الزاد ليوم المعاد.
 
مجرد سؤال لمبتكر نظرية ملاحظة: توجد وجبة عشاء
 
 
نسالكم الدعاء
 
تحياتنا ودعواتنا
 
 
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جعفر الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/19



كتابة تعليق لموضوع : ملاحظة: توجد وجبة عشاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 10 + 2 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net