القرار الشجاع لا ينبع إلا من نفوسٍ عظيمةٍ ، عرفت الحق وتشرب فيها .
فاطمة السعيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاطمة السعيدي

في مدينة حلب كانت فتاة نقية الروح جميلة الأخلاق قوية العقيدة ، تعيش مع عائلتها المعروفة بنسبها و الموالية لآل البيت، فنشأت على حب العترة الطاهرة .ونهلت من علومهم حتى اصبحت تعلم نخبة من نساء قومها السير على خطى سيدة نساء العالمين.
كما ان تلك الفتاة كانت تتمتع برأيٍ سديد ، ولها اسماً فريد "درة الصدف" .
عاد ابوها عبد الله بن عمر الأنصاري الى منزله ذات يوم خائر القوى حزين .
نظرت درة الصدف الى وجهه وقالت :ابي مالي أراك تقلب كفيك حسرةٍ ، وتعلو وجهك سحابة حزنٍ قاتمة «لا ابكى بك الدهر ولا نزل في قومك القهر اخبرني عن حالك.
قال وقلبه يعتصر الماً : إن أهل الشقاق والنفاق قتلوا حسيناً وحملوا رؤوس الأطهار على اسنة الرماح ومعهم عيال الحسين اسارى وهم سائرون الى يزيد وها هم على مقربه من حلب.
تغير حالها و غصت بعبرتها لما سمعت ما أصاب أهل بيت النبي قالت :« ياابتاه لاخير في الحياة بعد الهداة فوالله لاُحرّضنّ في خلاص الرأس والأسارى ، وآخذ الرأس وأدفنه عندي في داري ، وأفتخر به على أهل الأرض إن ساعدني الإمكان .»
وخرجت درّة الصدف وهي تنادي في أطراف حلب و أزقتها : قُتل يا ويلكم الإسلام... ، اثار كلامها حفيظت الناس وخاصة المحبين لآل بيت النبي ولكن كثرة عيون بني أمية وتغلغل اعوانهم في حلب منع عامة الناس من الخروج معها.
اتفقت درة الصدف مع مجموعة من الشابات على الخروج لقتال الظالمين.
ثم رجعت الى منزلها ولبست درعاً وتأزّرت بالسواد ثم خرجت والتقت برفيقاتها
الابكار الاتراب من بنات اعمامها وهن شاكات بالسيوف والرماح ، راكبات الخيول متأزرات متنكرات لابسات الدروع ، وسرن من ليلتهن بين السهول و التلال حتى إذا كان طلوع الفجر إذ لاحت لهنّ الغبرة من بعيد وبانت الأعلام وتحتها رجال تنكروا وجردوا السيوف وبعضهم يرتجز متبجحاً بما فعلوا وبعضهم يضربون الأبواق أمام الرؤوس ، فكمنت درة الصدف ومن معها حتى قرب القوم منهنّ فسمعن بكاء الصبيان ونوح النساء ، فبكت درّة الصدف ومن معها بكاءً شديداً
ولما تبين لهن عدم قدرتهن على مواجهة القوم قررن الاستنجاد والاستنصار ببعض قبائل العرب فساعدها ابو الأسود الدّئلي مع جماعه من الشيعة . باغتت هذه الصفوة المجموعة التي تحمل رأس الحسين "عليه السلام" ودار بينهم قتال ضاري حيث قادة دردة الصدف الهجوم الاستشهادي . تكاثرت الجيوش على درّة الصدف ومن معها ، ولم يزل يقاتلون القوم إلى أن قتلت درة الصدف ، وقتل من أهل المدينة ستة رجال واثنتا عشرة امرأة. سجلت درة الصدف ولائها الال النبي بقرارها في تخليص راس الحسين" عليه السلام" والسبايا من ايدي الطغاة .فهنيئا لها الالتحاق بموكب الشهادة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat