صفحة الكاتب : عباس العزاوي

تحالفات تغيظ البعثيين
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كلما اقتربنا من موعد الانتخابات لمجالس المحافظات المزمع اجراءها في مطلع العام المقبل ,تتسابق الاحزاب والكتل السياسية لعقد تحالفات سياسية جديدة ومختلفة عن التحالفات السابقة ,ففي الوقت الذي اعلنت بعض الجهات عن اسماء تكتلاتها الجديدة وتم تسجيلها لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات,هناك على نار هادئة يطبخ التحالف الوطني تحالفاته الجديدة لخوض الانتخابات القادمة , ومن يتخلف عنها من الشخصيات والاحزاب الوطنية ربما سيحترق بنار الحسد والغيرة, بسبب النتائج التي ستحققها هذه الاندماجات الوطنية الواعية,نأمل ان تكون بادرة خير لتوحيد الكلمة بين الاحزاب الوطنية ضد اعداء العراق. 

فقد " كشف مصدر مقرب من منظمة بدر الذي يرأسها وزير النقل السيد هادي العامري عن انضمام المنظمة لائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء ,وقال المصدر المقرب من عبد الكريم الانصاري في تصريح خاص ان الاجتماعات واللقاءات الثنائية بين المنظمة ودولة القانون اسفرت عن تحالفهما في قائمة واحدة لافتا الى انهم سيشاركون في الانتخابات المقبلة ضمن قائمة كبيرة يترأسها السيدالمالكي" (1) مؤكداً احتمالية انضمام تحالفات اخرى كبيرة لهذه القائمة .
من جهة ثانية وضح رئيس افتاء اهل السنة والجماعة الشيخ مهدي الصميدعي في اول لقاء صحفي بعد حادثة محاولة اغتياله,عن الاسباب التي ادت الى استهدافه! مبيناً الى وجود لقاء قريب سيجمعه مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف ( 2) , وهذا يشير بوضوح الى وجود نوايا صادقة ووطنية لعقد تحالفات شيعية ـ سنية ,تصفع وبقوة الكثير من البعثيين والعازفين على وتر الطائفية, وتحدد بذلك هوية العراق الاصيلة ,وبالتالي نبذ العناصر والجهات المشبوهة من الساحة السياسية وتعريتها امام الشعب , لان هذه الحادثة الجبانة كشفت للكثير من الغافلين والمخدوعين بان اهداف بقايا البعث لاتستثني احداً من رصاص غدرها حتى لو كان شخصية بوزن الشيخ الصميدعي , فتصريح واحد كاد ان يقضي على حياته , فايّ خصوم يواجه العراق وابناءه الخيرين؟
هذه التشكيلات الجديدة ستمنح التحالف الوطني فضاء شعبي اوسع من ذي قبل ويغلق المنافذ على المتصيدين في المياه العكرة , وربما اجهاض فكرة تعطيل تشكيل الحكومة مستقبلا كما حدث في تشكيل الحكومة الحالية ,فيما اذا صمدت هذه التحالفات وغيرها (3) حتى الانتخابات البرلمانية القادمة ليكون اكبر تجمع وطني يغيظ البعثيين واذيالهم , ولن يكون في وسع احد فرض شروط ابتزازية تعيق الاحزاب المخلصة في بلورة جبهة سياسية رصينة تقود البلاد لبر الامان في هذه الظروف المعقدة , ضمن حكومة متماسكة وقوية ,كي لايبقى الوضع رهينة القوائم البعثية وسياساتها التخريبية والاعتراضية على الدوام , لكن ابعاد او ابتعاد كتلة الاحرار عن تحالف المالكي حسب نفس المصدر ربما ستكون السيئة الوحيدة التي تشوب هذه التحالفات , لجماهيريته الواسعة , بغض النظر عن مواقفه غير المفهومة احيانا تجاه الحكومة ورئيسها تحديداً , فهو يظل تيار وطني وملتزم عمل جاهداً على مقارعة الارهابيين وتقليم اظافرهم في احلك الظروف.
واشار من ناحية اخرى بعض المراقبون الى ظاهرة تراجع شعبية بعض الاحزاب الدينية خلال الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات حتى لو عادت باسماء وعناوين جديدة الى الواجهه, وهذا سيمنح حتماً الاحزاب العلمانية فرصة ذهبية لخوض الانتخابات القادمة بقوة والترويج لنفسها بكل السُبل المتاحة كبديل ناضج ومختلف بعد عملها بصفة مراقب طوال السنين الماضية, وربما تتمكن من تلبية رغبات الجماهير المتعطشة للتغيير الايجابي والحصول على خدمات افضل على كافة الاصعدة ,سوى دخلت المعترك الانتخابي منفردة او بتكتلات صغير او انها تفضل الاندماج مع التحالفات الاثقل وزناً في الساحة السياسية!! وهذا مانتمناه لهم بدل بقائهم ضمن النضال السلبي في الاعلام المسيّس وبشكل يثير الشفقة والاستهجان بدعوى الاصلاح وتصحيح المسارات مثل تبنيهم فكرة اسقاط الحكومة اوشتمها في كل مناسبة اوالافتراء عليها احياناً. 
في ظل هذه المتغيرات الجديدة التي ربما ستغير الخارطة السياسية برمتها ,مازلنا نراهن على سطوة الوعي الجماهيري وتفاعله الجاد مع الاحداث والتقلبات ورصده للمواقف غير المسؤولة التي تبنتها بعض الجهات المنحرفة في ميولها وولاءاتها والتي تسعى لتدمير العراق ومسيرته السياسية الحديثة وابقاءه ضمن دوامة الازمات والنزاعات التي يراد لها ان تكون بصبغة طائفية او قومية , لاثارة مشاعر البسطاء بشعارات كاذبة ,فالتغيير الجذري لاياتي الا من القاعدة الام ـ الشعب ـ فهو الجهة الوحيدة التي تمتلك قرار الطرد او ابقاء العناصر الشاذة والعابثة عبر صناديق الانتخاب, وليس بالثورات والعنتريات التي يدعو اليها بعض المهووسين وهم في مأمن ودعة هناك وسط الاوكار الدافئة بنفط العراق وخيراته المهربة.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/24



كتابة تعليق لموضوع : تحالفات تغيظ البعثيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net