صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

العار الذي سيلحق بالعراقيين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سئمت كحال مواطني بلدي المعذب من خطابات لسياسيين ،وحتى رجال دين، وربما شخصيات مجتمعية وهي خطابات ممجوجة غير مرغوبة ،وتسبب في الغالب نوعا من الإرهاق النفسي والعصبي للناس الذين تحملوا من مجموعات سياسية ألوانا من التسقيط السياسي، والتحشيد الطائفي ،وهو مايثير العديد من التساؤلات حول إمكانية أن تتهيأ أجواء إيجابية لمرحلة من التفاهم والتعاون على مستويات عدة لتخفيف الإحتقان السياسي والطائفي والقومي، وهو الثلاثي الذي أثار المتاعب خلال السنوات الماضية وجعل من العراقيين في خشية دائمة من أن تتحول حياتهم الى جحيم كالذي عاشوه في السنوات الأولى التي أعقبت إسقاط نظام صدام حسين حيث الطائفية المقيتة والإقتتال الأهلي ،والتخبط السياسي، وفقدان الثقة بين المكونات الأساسية في العملية السياسية عدا عن الشد والشحن الطائفي، وتجييش وسائل الإعلام والشخصيات المعنوية لتثير زوابع الفرقة والفتنة بين أبناء الوطن الواحد ،ماأدى بالعراق الى أن يذهب بكل مافيه الى مرحلة غير مسبوقة من تاريخه السياسي والإجتماعي والديني .
خلال الأيام الماضية جرى الحديث عن تحشيد طائفي من أصوات عراقية في بغداد والمحافظات الأخرى على خلفية التظاهرات التي تعيشها البلاد في محافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين ،وللأسف البالغ فإن تلك الأصوات تمثل الطائفتين السنية والشيعية، برغم الإختلاف، والتناقض في توصيف أبناء كل طائفة للصوت الذي يعلو بإسم الطائفة الأخرى ،فليس من المعقول أن ننسف كل شئ إجتهدنا من أجله خلال سنوات مضت لتخفيف  الإحتقان ووأد الفتنة المتعالية ،ثم نستكين لصراخ بعض الأصوات من هنا أو هناك، وهي تهتك حرمة الوطن لتقوده الى الظلام والفوضى تحت عناوين وتوصيفات  ماأنزل الله بها من سلطان. ولايكون من ضحية سوى المواطن المسكين الذي كان يقتل في السنوات الأولى بسبب العنوان الديني والمناطقي، بينما يحتمي مثيرو الفتنة، ويرتعون ويلعبون ،وليس من مخاطر تستهدفهم على الإطلاق ،ولو عدنا الى تلك السنوات، وهي ليست ببعيدة لوجدنا إن أغلب من قتلوا كانوا من سواق السيارات ومواطنين يراجعون لتمضية معاملات، وحتى باعة متجولين، وأصحاب مهن بسيطة لاحول ولاقوة لهم في مواجهة المخاطر ،ولم يكونوا يملكون القدرة على فعل شئ مؤثر لرد المخاطر عنهم.
العراقيون ليسوا عملاء لأحد.وهم ليسوا من منشأ تركي،ولاعملاء لتركيا ،وليسوا صناعة فارسية مجوسية كالسجاد الإيراني المبهر والذي أحتفظ منه بذكرى، ولامن بقايا الدولة الفاطمية ،ولامن موظفي الديوان الأميري في قطر، ولايأخذون تعاليمهم من المخابرات الإيرانية ،ولاتربطهم علاقة بالمخابرات التركية ولايمولون من طهران، أو الدوحة ،وهم ليسوا بحاجة ليستنجدوا بدول الخليج العربي على بعضهم، ولابالأمم المتحدة، ولابالجامعة العربية ،ولامصالح شريرة تربطهم بالغرب،العراقيون شرفاء حتى لو إختلفوا .هم يحبون وطنهم، لكنهم منفعلون على بعض ،ولابد من حكمة ومن طريق للخلاص من الإحتقان.
العراقيون أكبر من أن يكونوا عملاء لإيران، أو لتركيا، أو لقطر ،هم أبناء حضارة ،وسينهضوا بوطنهم من جديد .أما إذا إختاروا التقسيم، أو الفوضى فهم من سيتحمل المسؤولية التاريخية والعار الأبدي.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/26



كتابة تعليق لموضوع : العار الذي سيلحق بالعراقيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net