عتب بطول نخيل العراق على الاستاذ فوزي الاتروشي
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
تفاجأت قبل ايام بوجود مقال في احد مواقع الانترنيت للاستاذ فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة العراقية يتباكى فيه على اطلال احمد القبانجي ! نعم احمد القبانجي ، وما ادراكم من هو احمد القبانجي ! ولمن لا يعرف احمد القبانجي او لم يطلع على فكره الفوضوي المتناقض والمتهافت نوضح ببساطة له ان احمد القبانجي شخص ينكر نبوة النبي (صلى الله عليه وآله) ويجحد ان القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه ، ولسان حاله يقول كما قال يزيد (لعنه الله) من قبل: لا خبر جاء ولا وحي نزل !
في خضم ذلك نجد الاستاذ فوزي الاتروشي وقد شمّر عن ساعديه لكتابة مقال "رثاء وجداني" بحق احمد القبانجي اطلق عليه اسم (الاعتقال المستحيل) وهو يظن استحالة اعتقال احمد القبانجي ففكره في كتبه موجود كما اشار لذلك في مقاله ، وهو لا يدري ان غالبية مؤلفات احمد القبانجي لا تحمل فكره الحالي فقد كتب معظمها قبل انحرافه عن الاسلام العظيم.
هناك عدة زوايا يمكن النظر من خلالها الى مقال الاستاذ الاتروشي فإحدى تلك الزوايا نجد ان الاستاذ الاتروشي قد تسرّع في الدفاع عن احمد القبانجي وهو لا يعرف طبيعة التهمة الموجهة اليه حيث لم يتم لحد هذه الساعة الاعلان رسمياً عن سبب اعتقاله. فهل يليق بكاتب واستاذ مثقف ان يفترض التهمة ثم يلوم الآخرين عليها ؟!!
ومن زاوية اخرى نجد الاستاذ الاتروشي قد نسي انه يمثل منصباً رسمياً في الحكومة العراقية كونه وكيل وزارة الثقافة العراقية ولا يصح والحال هذه ان يقوم بإبداء رأي شخصي ومتسرّع في قضية هي من اختصاص وزارة الخارجية لأنها تتعلق باعتقال شخص من قبل الاجهزة الامنية لدولة اخرى مقيم فيها. ولو افترضنا ان الاستاذ الاتروشي كتب المقال بصفته الشخصية غير الرسمية فهذا لا يغيّر كثيراً من واقع الامر بل قد يكشف عن طبيعته السلوكية الشخصية تجاه القاضايا ويكشف عن الاساليب التي يدير بها وزارة الثقافة التي يعمل وكيلاً للوزير فيها !
ومن زاوية ثالثة ، فإنَّ المنصب الذي يتولاه الاستاذ الاتروشي يحتم عليه الحفاظ على الموروث الثقافي لفئات واطياف الشعب العراقي وليس تشجيع الذين يعملون على طمس ذلك الموروث الثقافي ، واحمد القبانجي احد ابرز المعاصرين في العراق ممن كان يدعو الى الغاء الموروث الاسلامي والغاء الاسلام واستبداله بدين مبتدع اطلق عليه اسم "دين الوجدان" ! وهي فكرة فوضوية يروّج لها هو وبعض اتباعه الملحدين قائمة على إنكار النبوة وإنكار القرآن العظيم.
انظروا كيف ينظر الاستاذ الاتروشي الوكيل لوزارة الثقافة الى الموروث الثقافي الاسلامي حيث يقول عن الموروث الاسلامي: (وهم لا يخرجون عن مخطوطات اكل الدهر عليها وشرب وعلاها غبار التقادم فاصبحت متخلفة عن حاضر الانسان) ! هل المخطوطات الاسلامية والتراث الاسلامي وكتب العقيدة والفقه الاسلامية اصبحت في نظر وكيل الثقافة العراقية مجرد مخطوطات متخلفة اكل عليها الدهر وشرب وعلاها التراب !!
ربما عرفنا الان لماذا تقبع الثقافة في العراق في عالمها الضيق بعيداً عن رحابة العراق وسعة العالم وآفاق الانسانية ، فإذا كان القائمون على الثقافة يمتلكون هذه الافكار الاقصائية والاستهزاء بالموروث الاسلامي الشعبي وتمجيد اعداء القيم الاصيلة لغالبية ابناء الشعب العراقي فكيف نرجو منهم خير وكيف سنتوقع تطور الجانب الثقافي في العراق اذا كان قادة الثقافة انفسهم بحاجة الى تطوير واعادة تأهيل ! ... ففاقد الشيء لا يعطيه ... فوزي الاتروشي نموذجاً.