الهوية العربية وشبح الغرب
عباس ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ القدم والصراعات قائمة بين الحضارات البشرية من اجل التنمية أو الهيمنة والخلود على حساب الأخر . واختلفت الصراعات من حضارة إلى أخرى وحسب وعي وثقافة وسياسة هذه الحضارة أو تلك .

وقد امتدت هذه الصراعات إلى يومنا هذا ولكن وسائل الصراع تطورت مع مرور الزمن حتى قامت بإلغاء الفوارق الزمنية والمسافات المكانية والموروث الحضاري وأعلنت عن معادلة جديدة في تلك الصراعات .

الحضارة الغربية تقدمت الحضارات رغم الفوارق التي ذكرناها معلنة قيام الثورة الصناعية التي غيرت مجرى التاريخ مما أعطاها الأفضلية وما تحقق ذلك ألا بالعمل الجاد والمثابرة والتخطيط السليم .

بعد أن نجح الغرب في مجالات التنمية البشرية والصناعية والتجارية والاقتصادية والسياسية قاموا بالهيمنة على شعوب الحضارات الباقية بطريقة متحضرة اثبتوا من خلالها نجاحاتهم .

بعد تحقيق التنمية والهيمنة  عملوا على الاستمرار والخلود وأدركوا أن ذلك لا يتحقق ألا بالعمل على إلغاء الحضارات الباقية ومنها الحضارة العربية .

كان الغرب يدركون بان العرب أصحاب أقدم الحضارات على مر التاريخ وهذا يشعرهم بالحسد كما أن أقوال العرب بأنهم الأقدم أذا هم الأفضل والأوفر حظا في الخلود يثير مخاوفهم .

هنا بدا الغزو للسيطرة والهيمنة والتوسع على حساب الدول العربية وتم تقسيم الدولة العربية إلى دويلات للسيطرة عليها ورسم الحدود وتنصيب قادة يعملون بأجندة غربية للقضاء وطمس الهوية العربية من الداخل .

لكن مخططاتهم لم تكن لتسير حسب الخطة والوقت المحدد لها نتيجة وجود شباب واعي في تلك الفترة أدرك خطورة تلك المخططات و قام بانقلابات وتغيرات مما دعا الغرب للبحث عن شئ أكثر وأسرع فعالية فكان الغزو الفكري والثقافي . 

أن غياب الوعي الثقافي لدى المجتمعات العربية كان السبب في تغيب الحضارة والسماح للقوى الغربية بالهيمنة والتسلط على الشعوب العربية وزرع الأفكار الغربية لدى الشباب العربي .

نرى الشباب العربي اليوم بجنسيه يقلد الغرب بالمظهر والملبس وطريقة العيش وحتى اللغة لم تسلم من تهجينها بمصطلحات غربية وتراه يتفاخر ويروج لتلك المظاهر معتبرا الغرب النموذج الأمثل للتقدم والرقي كونه لايمتلك خلفية ثقافية ولا يعلم بإرثه الحضاري وعظمة تاريخه نتيجة غياب الوعي في المجتمعات العربية .

 وهذا مؤشر على أن الهوية العربية في خطر كبير مع شبح التوسع الغربي وعلى المثقفين أن يأخذوا دورهم بالتوعية ونشر الثقافة والتعريف بمخاطر الانجراف وراء المخططات الغربية . 

 

 

 

الموضوع السابق الحريه...والعزم على الاطاحه بالانظمه الصنميه

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat