ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة الرابعة)
الشيخ علي عيسى الزواد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابن عربي يرى نفسه روثا وجيفة
لقد ذكرنا في الحلقة السابقة أن ابن عربي يقول بوحدة الوجود والموجود وأن الله انت وهو أنت ذاتك ذاته وصفاتك صفاته، ووحدة الوجود بهذا المعنى تقتضي أن يصح أن تشير إلى أي شيء فتقول هذا هو الله، فتشير الى القلم مثلا فتقول هذا هو الله ، ولكن ابن عربي الفطن تنبّه لإشكال يرد عليه وهو أنه على رأيه يصح أن تشير إلى القاذورة والروث والجيفة وتقول هذه هي الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فأراد أن يحلّ هذا الاشكال فاقرأ ما قال في كتاب الرسالة الوجودية في معنى قوله (ص): من عرف نفسه فقد عرف ربه ط: دار الطباعة المصرية الحديثة ونشر مكتبة القاهرة:
قال في ص12: (فإن سأل سائل وقال: بأي نظر تنظر إلى جميع المكروهات والمحبوبات فإذا رأينا مثلا روثاً أو جيفة فتقول: هو الله ـ فالجواب: تعالى وتقدس حاشا ثم حاشا أن يكون شيئاً من هذه الأشياء كلامنا مع من لا يرى الجيفة جيفة والروث روثاً بل كلامنا مع من له بصيرة).
اقول:
حل ابن عربي الاشكال بأن صاحب البصيرة الواصل لا يرى الجيفة جيفة ولا يرى الروث روثا بل يراه الله تعالى الله عما يصف الظالمون، أما المسكين الذي هو غير واصل وليس بصاحب بصيرة فيرى الروث روثا والجيفة جيفة.
ولكن العجيب من هذا الزنديق أنه قال قبل مقولته هذه ما نصه في ص8: (فإن سألك سائل كيف السبيل إلى وصاله فقد أثبت أن لا غير سواه والشيء الواحد لا يصل إلى نفسه ـ فالجواب: لا شك أنه في الحقيقة لا وصل ولا فصل ولا بعد ولا قرب لأنه لا يمكن الوصال إلا بين اثنين فإن لم يكن إلا واحد فلا وصل ولا فصل فإن الوصال يحتاج إلى اثنين متساويين فهما شبيهان وإن كانا غير متساويين فهما صنوان وهو تعالى منزه أن يكون له صنو أو ند فالوصال في غير الوصال والقرب في غير القرب والبعد في غير البعد فيكون وصل بلا وصل وقرب بلا قرب وبعد بلا بعد...).
أقول: فيقول هناك قرب ظاهري والواقع لا قرب من الله تعالى، كما أن هناك وصولا ظاهريا، ولا يوجد وصول إلى الله حقيقة، فلا يوجد عندنا واصل ولا غير واصل لأنه كما قال الشيء لا يصل إلى نفسه، فينتج أن الكل يرى الجيفة هي الله والروث هو الله ولا يوجد واصل ولا غير واصل.
ولكن حسب دعوى ابن عربي أنه هو الله ينتج أن ابن عربي هو الروث وهو الجيفة، فابن عربي هو الروث والروث هو ابن عربي، ونحن نوافقه في هذه النتيجة النهائية.
لعنة الله على ابن عربي ومن جرنا إلى التحدث عن الله عزّ وجل بهذه الطريقة التي تكاد السماوات يتفطرن من هولها.
ووالله الذي لا إله إلا هو إن عقيدة اليهود والنصارى أهون بكثير من عقيدة ابن عربي واتباعه، فإن اليهود والنصارى اعتقدوا في بشر كامل واعتقدوا أنه ابن الله تعالى، أما هذا الخبيث وأتباعة فأنجس من الكلاب.
ولا حول ولا قوة الى بالله العلي العظيم.
سماحة العلامة الشيخ علي الزواد