السياسة والاخلاق بين ميكافيلي وكانط
قاسم محمد الياسري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قاسم محمد الياسري

ساثقل اليوم على القراء بفلسفتي وراي قد يخلق فتنه ونفاق للايقاع بين الفلاسفه وهم لم يسلموا من تحايلنا على مفاهيمهم وانحدار اخلاقنا في هدر دماء الابرياء ومهاجمة من يخالفني الراي وتسقيط الاخر ولا اعترف بضعفي وفشلي .. حيث يعتقد البعض ان السياسة تستدعي التخلي عن القيم والاخلاقية واللجوء الى وسائل واساليب تتحرر من روابط القيم الاخلاقية وكأن الاخلاق والسياسة بالنسبة لهم مفهومان متناقظان فما علاقة الاخلاق بالسياسة ؟ ويعتقد البعض الغاية السياسية هي المحافظة على الدولة وبذلك فهو يسمح باستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من اجل ابقاء الدولة قائمة وهنا فصل واضح بين السياسة والاخلاق ويذهب (ميكافيلي) الى حد القول ان غاية السياسة يجب اختيارها على المبادئ اللا أخلاقية... فالاخلاق يجب ابعادها لانها تعتبر العائق الوحيد امام تطور الدولة ونظرة (ميكافيلي) هذه نابعة من فكرته عن الانسان الذي يعد شريرا في نظره ولا يمكن السيطره على انا نيته وطبيعته الشريرة الا السلطة السياسية وله مقولة مشهورة ((الغاية تبرر الوسيلة )) بمعنى انه اذا كانت الغاية التى تسعى الى تحقيقها نبيلة في حد ذاتها مثل توحيد المجتمع فانه من الممكن بل من الضروري اللجوء الى الوسائل تتنافي مع الاخلاق مثل القتل والسجن التشريد ..الخ لان الغاية تحقيقها وضمانها بالرغم من كل الصعوبات الممكنة كذلك ان فساد السياسة وتدهور العمل السياسي انه من المؤكد تدخل الاخلاق وانه من الواجب ان تبنى السياسة من الداخل و الخارج باعتمادها على اسس اخلاقية ولكن في راي (ميكافيلي) ان هذه السياسة المبنية على الاخلاق ستنهار بسرعة ولاغرابة ان (ميكافيلي) ان يرفض السياسة المبينية على الاخلاق لانه ينظر الى الانسان بصفة عامة نظرة سلبية وانطلاقا من هذه النظرة اعتبر القوانين الوضعية هي الوسيلة للحد من انانية الانسان وميله الى النزاع والتملك والسيطرة كما يري (ميكافيلي) وانه يجب على الحاكم ان يتمتع بكل المكر والخداع التى تمكنه من خلالها فرض سيطرته على المحكومين ويجب ان يسود نفس الصفات في التعامل مع الدوله ... ان هذه النظرة التي تدين طبيعة الانسان ... وتصفها بالشر لا تعبر عن طبيعة الانسان تعبيرا صادقا وبذلك فان نظرية (ميكافيلي) السياسة القائمة على نظرته اللانسان تتعارض تماما مع غاية المجتمع الذي هو عبارة عن مجموع افراد وغاية المجتمع هي المصلحة العامة والسلام والخير العام ولا يمكن تحقيق هذا الخير العام الا في اطار المبادئ اللا أخلاقية .... ويرى( كانط )ان غاية السياسة هي الحفاظ على الانسان فالانسان كائن اخلاقي ومن هذا يجب ان تقوم السياسة على اسس اخلاقية حتى تتمكن من اتمام مهامها على الوجه الصحيح واذا كانت الحرية ضرورة اخلاقية فان السياسة ايظا ضرورة اخلاقية وهدفها الحفاظ على حرية الافراد هذا بالاضافة الى راي (برنارد راسل) بان الحوادث التاريخية في نظره ناتجة عن تغيرات سياسية معينة وحتى يكون المستقبل اكثر امانا واستقرار على السياسة ان تقوم على المبادئ الاخلاقية التي تقضي بالتعامل فمصير الانسانية واحد وعلى السلطات السياسية ان تدرك ان مصير الانسانية متعلق برابط السياسة با لاخلاق كما اكد (كانط ) ان ظاهرة الاستعمار الحديث تعود في مبادئها الى الحكم الفردي الدكتاتوري المطلق الذي ساد بعض المجتمعات .. وبهذا مجد (كانط) النظام الجمهوري ..... وهنا نحن لانكرر الدورالكبير الذي تلعبه الاخلاق في مساندة السياسة الا انها تكون في بعض الاحيان عائقا لها ... وان كلمة السياسة والاخلاق يجب ان تكون بينهما علاقة ايجابية لكي تسير امور السياسة على اسس اخلاقية ويسود الامان والاستقرار والسلام بين افراد المجتمع .... ويتضح من خلال هذين الموقفين ان الصراع بين الفكر السياسي والفكر الاخلاقي يتمثل في الصراع بين الوسيلة والغاية فتحقيق الاستقرارالمتمثل في تاسيس الدولة يعتبر مكسبا هاما الى المجتمع ولا يمكن ان تكون كذلك بل مجرد وسيلة لتحقيق العدالة والامن والطمانينة داخل المجتمع وبذلك يتضح ان الدولة هي مجرد وسيلة لهذه المعاني الاخلاقية وتشارك السياسة في ابطال الافكار والتصورات المتمثلة في النفاق بين مختلف الاراء .... واخيرا اترك الحكم والتحليل للقارئ الكريم ....للتطبيق على حاضرنا واسال ... هل نحن كانطين ام ميكافليين ؟ اين الاخلاق في سياسات عهدنا الديمقراطي ؟ هل نحن نرفع شعارات كانطيه ونعمل باخلاق ميكافيليه ؟ اترك لكم الاجابه والحكم ...وعذرا اذا اثقلت عليكم بفلسفتي الزائده
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat