الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

هل سيتم إعلان إفلاس العراق بعد شهرين ؟
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إفلاس العراق , تحول الى أحاديث بين أغلب العراقيين إذ غالبا ما يتم  تداوله في العلن والسر , فهناك من يعتقد بان الدولة في حالة افلاس وسوف يتوقف دفع الرواتب لمستحقيها خلال الشهرين القادمين على الاكثر , والسبب في هذا الشعور الذي تحول الى مصدر قلق لذوي الدخل المحدود من الموظفين الحكوميين وغيرهم , ما تم سماعه من تصريحات اثناء التداول بموضوع مشروع  موازنة 2015 عند إحالتها الى اللجنة المالية في مجلس الوزراء , فاخطر هذه التصريحات اشارت بان البلد يحتاج الى تصدير 3 ملايين برميل نفط يوميا لدفع رواتب الموظفين البالغة 51 تريليون دينار , وفي الوقت نفسه كانت التقارير الرسمية تؤكد بان معدل الصادرات اليومية الفعلية لا يزيد عن 2,5 مليون برميل يوميا , كما ان بعض السياسيين أكثروا من تصريحاتهم التي تقول ان خزينة الدولة خاوية وقد نفذت خلال عام 2014 بسبب غياب الموازنة الاتحادية .
ومن يتكلم عن افلاس العراق واهم كل الوهم , فالعراق ليس شركة تجارية او دكان لكي يعلن افلاسه بل هو دولة ولها اركانها وثرواتها والعسرة المالية لا يمكن ان تتحول الى افلاس , وان حقيقة ما حصل هو ان اسعار النفط قد انخفضت خارج التوقعات , ولم يكن العراق هو البلد الوحيد الذي تأثر بهذا الانخفاض لان العديد من الدول المنتجة للنفط تأثرت بهذا الانخفاض , رغم انها تتمتع باستقرار سياسي ولديها تنوع بمصادر الدخل احسن من العراق , دون ان نهمل الظرف الذي يمر به بلدنا في مواجهته للإرهاب الداخلي والخارجي , فهذا الظرف لا يزيد من النفقات العسكرية فحسب وإنما يوجد التزامات اضافية كدعم النازحين ووجوب الاعمار وتوقف بعض الصادرات عبر الانابيب التي تمر في المناطق الساخنة , ناهيك عن انشغال الابناء بالدفاع عن الوطن وتعرض بعض المناطق الزراعية والصناعية الى توقفات وإتلاف المحاصيل والمنتجات مما يؤدي للتأثير على الناتج المحلي الاجمالي .
ولو كانت الطاقات التصديرية للنفط قابلة لاستيعاب الزيادة في الانتاج  لتمكن العراق من تعويض انخفاض الاسعار من خلال زيادة الصادرات , مما يجعل تأثير الازمة اقل ولكن ما حصل هو شبه توقف لصادرات كركوك وغيرها في المناطق الشمالية , مما اضطر الحكومة لعقد اتفاق مع اقليم كردستان لتمرير 350 الف برميل يوميا من خطوطهم التي تذهب الى ميناء جيهان التركي , وبما يضمن تصدير ما مجموعه 550 الف برميل منها200 الف برميل عن حصة كردستان بموجب المادة الاولى من قانون الموازنة الاتحادية العامة لعام 2015 , وقد كان هناك عاملا مضافا في الازمة وهو بقاء العراق بدون موازنة خلال سنة 2014 , حيث تم الصرف بطريقة السلف مما ضيع الكثير من المعالم عن اوجه وقانونية الصرف , وهو موضوع يتم الاهتمام به من قبل اللجنة المالية لمجلس النواب لغرض المصادقة على موازنة 2014 وإجراء التسوية الحسابية للصرف , على امل ان تتم مطاردة الاموال التي يثبت اهدارها بالفساد .
وقد يسال احدا اذا كانت الايرادات النفطية قد انخفضت فكيف سيتم تدبير نفقات الموازنة وجدولة المصروفات , وهو تساؤل مشروع لان مقدار النفقات الشهرية اكثر من الايرادات الشهرية من مبيعات النفط , فقد بلغت المبيعات حوالي 3,5 مليار دولار نهاية كانون الثاني الماضي في حين ان النفقات ضعف هذا المبلغ وتتعلق بالرواتب وأبواب الصرف ضمن الموازنة التشغيلية , ولغرض ايضاح كيفية معالجة الفرق فانه يتم اللجوء الى الاحتياطيات وفي حالة استمرار العجز فان مواد قانون الموازنة قد اوجدت مجالات لإصدار حوالات الخزينة , كما تم تخويل وزير المالية بالاقتراض الخارجي فهناك العديد من الدول والمنظمات لديها الاستعداد لإقراض العراق بشروط ميسرة , باعتبار ان ضمانات خدمة الدين وتسديده متوفرة نظرا للمكانة الاقتصادية لبلدنا باعتباره يمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والثروات الاخرى , والاقتراض هي سياسة متبعة ي اغلب البلدان ومخاطرها ليست عالية مادامت الديون مؤكدة السداد من ايرادات النفط .
ومن المؤشرات بإعطاء الامل بزوال الازمة او انحسار اثارها السلبية هو الارتفاع الذي تشهده اسعار النفط , فتقديرات الموازنة وضعت على اساس اعتماد 55 دولار للبرميل وقد شهدت الاسواق العالمية ارتفاع برميل برنت الى 60-62 دولار خلال الايام الماضية , مما سيعني تدفق ايرادات اكثر من المخطط وبشكل يمكن من تعويض السحب من الاحتياطيات , بما يؤدي الى توفر الامكانية في تغطية العجز لضمان دفع الرواتب وتمشية الاعمال بنفقات تقشفية , ولكي تزداد القدرة على مواجهة العجز في تلبية النفقات الحاكمة فانه من الضروري استثمار الزيادة في اسعار النفط بتصدير اكبر كميات ممكنة , باعتبار ان استمرار الزيادة في الاسعار غير مضمونة قط لأنها تتعلق بحالات العرض والطلب في الاسواق العالمية , ونشير بهذا الخصوص الى ان الصادرات الحالية هي اقل من الصادرات المخططة التي تبلغ 3,3 مليون برميل يوميا , فقد بلغت الصادرات 1,7 مليون برميل يوميا بسبب سوء الاحوال الجوية في موانئ الجنوب ولم تزيد عن 2,6 مليون يوميا في احسن الظروف , مما يعني بان ايرادات شباط الحالي ستكون منخفضة واقل بكثير جدا من التوقعات , وهو ما يعني هدر الفرص من زيادة الايرادات هو لايعني التوجه نحو افلاس العراق وإنما لزيادة العسرة المالية فالعسرة ليس من الضرورة ان تؤدي الى الافلاس في كل الاحوال .
ويفترض ان تكون الازمات التي يمر بها الاقتصاد الوطني محفزا للمعنيين في تنويع مصادر الايرادات لتقليل المخاطر , من خلال تنشيط الزراعة والصناعة والسياحة الدينية واستثمار الموارد الاخرى التي يمتلكها العراق , ولكن الخطوات في هذا الاتجاه تشهد تباطئا واضحا نظرا لحداثة عمر الحكومة الحالية ووجود مشاكل متداخلة تتعلق بجوانب متعددة , بشكل يجعل من النهوض السريع امرا صعبا ان لم يكن مستحيلا في الامد القريب , ورغم هذه النظرة غير المتفائلة فإننا نؤكد بان الحكومة لا تعاني من الافلاس , ولا يمكن ان تعلن الدولة العراقية افلاسها في يوم من الايام , فاغلب ملكية الأراضي والعقارات والصناعة والخدمات والمعادن وغيرها هي من الثروات التي تعود للدولة , ولو ازداد عسرها ( مثلا ) فأنها تستطيع تحويل الكثير من الثروات الى اموال سائلة ايجارا او استثمارا او بيع , ولا نعتقد انها ستفعل ذلك رغم ان العديد من المختصين يؤشرون سوء ادارة الثروات والملكية في العراق , وهي مسالة ورثناها من العقود السابقة وقد تكون السبب الرئيسي لسوء ادارة الاقتصاد , وقد تحولت الى مرض مزمن في العراق .
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/23



كتابة تعليق لموضوع : هل سيتم إعلان إفلاس العراق بعد شهرين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 8 + 2 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net