صفحة الكاتب : غفار عفراوي

ما هو السبب الرئيسي لخراب العراق ؟؟
غفار عفراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تحدثنا وكتبنا وناقشنا كثيراً جداً الاسباب التي جعلت العراق يصل الى أدنى المستويات في كل مجالات الحياة ، السياسية والاجتماعية والخدمية والأمنية والرياضية والفنية والاقتصادية. وناقشنا العديد من الأسباب منها المتعلقة بطبيعة النظام السياسي الحالي ، ومنها المتعلقة بشخوص الوزراء ورؤساء الحكومات المتعاقبة وعدم كفاءتهم للمناصب التي شغلوها ، ومنها عدم وجود رؤيا واضحة للعمل في الاجواء العراقية من قبل السياسي والمواطن على حد سواء، وهناك اسباب ومسببات عديدة في هذا الاطار .  
إلا ان السبب الرئيسي من وجهة نظري وكذلك عدد من المتابعين للشأن السياسي والاجتماعي في البلد يكمن في العلاقة بين الاحزاب السياسية التي دخلت العراق بعد عام 2003 وبين أبناء الشعب العراقي وخصوصاً من لم يخرج من البلد طيلة فترة حكم حزب البعث .
من خلال التجربة العملية ، والاحتكاك المباشر ، وسماع الكثير من النقاشات والحوارات من رؤساء وأعضاء الاحزاب القادمة من الخارج ، وجدت أنهم ينظرون الى كل عراقي بقي داخل البلد هو مواطن من الدرجة الثالثة . ولماذا الثالثة وليس الثانية ؟ لانهم يعتبرون انفسهم الدرجة الاولى في البلد ويجب ان تكون المناصب الحكومية العالية ومجلس النواب من حصتهم حصراً، وأما الدرجة الثانية فهم كل اتباعهم ومن كان خارج البلد في ايام حكم صدام لانهم لم يذعنوا ولم يركنوا للظالم – على حد تصورهم – وهؤلاء يستحقون الوظائف  من الدرجة الثانية كأعضاء مجلس محافظة أو مدراء للمديريات في المحافظات ، وكذلك يستحقون المكافآت المالية مقابل الخدمة الجهادية والتعيينات في دوائر الدولة بلا تعب ولا وساطات.
انهم ينظرون الى كل من بقي في العراق انه أما بعثي، أو أبن      بعثي، أو متخاذل لا يستحق العيش بكرامة أو احترام، لأنه كان سبباً غير مباشر ساعد الظالم صدام على تهجيرهم وبقائهم في دول المهجر طيلة سنوات حكمه الدكتاتوري. سمعنا وعبر وسائل الاعلام ومن أفواه الكثير عبارات تبيّن مدى حقد وكراهية الأحزاب السياسية لعامة الشعب وخصوصا من يحاول إبداء رأيه أو ينتقد السرقات والفشل المستمر من قبلهم طيلة 13 عاما خربوها بحقدهم وسرقاتهم وفسادهم، فسمعنا بعضهم يتهم أبناء الشعب وبطريقة علنية انهم ابناء المصريين ! واتهم آخر ان اعراض الشعب منتهكة لولا الاحزاب القادمة ! وقالت أخرى انهم كالغنم وكالنعاج ، وكثيرا ما سمعنا عبارة " الشعب لا يستحق الحياة " وغيرها الكثير من العبارات التي ما زالت ولن تزول من ذاكرة العراقي الشريف الذي انتهكته تلك الاحزاب .
برأيي هذا هو السبب الرئيس لخراب العراق ، وهو اننا أوصلنا من لا يستحق وتركنا الوطني النزيه المستحق .
طبعا الكلام ليس قاعدة لان بعض القادمين أفضل بكثير من الموجودين الذين لم يقل فسادهم عن الاخرين .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غفار عفراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/03



كتابة تعليق لموضوع : ما هو السبب الرئيسي لخراب العراق ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net