صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

اليوم المحمود الحسين مولود
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
أما بعد: 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 
تقديم:
ونحن في صدد الإقبال على أيام ميمونة ومباركة، كانت الملائكة تتبارك بها، وتسعد فيها وتفرح، ولذلك خصت هذه الأيام بإظهار السعادة والسرور فيها، ومن تلك الأيام ذكرى ولادة الأئمة «عليهم السلام» والخاصة من العترة النبوية الشريفة.. وقد أقبل علينا ذكرى مولد خامس الأنوار، وهو الإمام الحسين «عليه السلام»، فاخترت أن أتكلم عن هذا اليوم المبارك وما حدثت فيه من أمور حسب الروايات المنقولة عن أهل البيت «عليهم السلام». ولذلك فمقالتي ستكون تحت عنوان: «اليوم المحمود، بالحسين المولود».
من باب العمل بما أوصى به أئمة أهل البيت «عليهم السلام» على محبيهم وشيعتهم بأن يفرحوا لفرحهم، ويحزنوا لحزنهم، وهذا فيه ما فيه من الارتباط، العقائدي، العاطفي، والتواصلي..
يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا:
يروى عن الإمام الصادق «عليه السلام» قوله: «رحم الله شيعتنا، خلقوا من فاضل طينتنا، يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا»(1).
وفي نظرة سريعة على هذه الرواية نجد ما يلي:
أولاً: إن ترحم الإمام المعصوم على من اعتبرهم شيعته، هو من باب الدعاء لهم بادئ ذي بدئ.
ثانياً: إن الدعاء بالرحمة لمجموعة من الناس أو لصنف منهم يستبطن خلفه عدة أمور:
أ – إن شيعة الأئمة «عليهم السلام» من المؤكد أنهم ليسوا بمعصومين. صحيح أن الدعاء بنزول الرحمة يشمل المعصوم وغيره، ولكن كل بحسبه، إنما غير المعصوم يحتاجه لتسديد والتوفيق بما هو مقدم عليه. فالدعاء بالرحمة للشيعة يلفت إلى أنهم بحاجة لرحمة الله بما سيقابلوه في دنياهم مقابل توليهم لأهل البيت «عليهم السلام».
ب – الشيعة بما أنهم قوم غير معصومين، فقد يصدر عنهم إساءة أو تقصير أو خطأ ما، فهم بحاجة لدعاء الإمام المعصوم لهم لكي يتجاوز الله عن تلك الإساءة، ولا ينظر إلى تقصيرهم، وأن يغفر لهم خطأهم ببركة دعاء الإمام المعصوم لهم. وأيضاً يكون ذلك بحسب كل واحد والخطأ أو الذنب الذي أقدم عليه.
ثالثاً: وفي قوله «عليه السلام»: «خلقوا من فاضل طينتنا». إنما يدل أيضاً على أمور مهمة منها:
أ – إن الشيعة هم من الأئمة «عليهم السلام» على نحو الإضافة.
ب – إن الشيعة مختصون بالأئمة «عليهم السلام» حيث أن أعمالهم تعود على الأئمة «عليهم السلام»، من باب أن العمل الصالح يفرح قلوب الأئمة «عليهم السلام»، والعكس هو الصحيح بأن العمل الطالح يحزن قلوبهم «عليهم السلام».
ج – إن الشيعة في أعمالهم وأفعالهم هم واجهة للأئمة «عليهم السلام»، لذلك كان وصية الأئمة «عليهم السلام» لشيعتهم أن يكونوا زيناً لهم وأن لا يكون شيناً عليهم، لأن بأفعالهم الصالحة سينعكس ذلك على الناس إيجاباً، وبعملهم الطالح سوف سنعكس ذلك سلباً.
د – إن الشيعة في جميع أحوالهم وأفعالهم هم تابعون لأئمتهم «عليهم السلام»، فحين تولوهم أصبحوا سادة لهم، والشيعة عبيداً لهم، من باب الولاية المطلقة لهم على من والاهم، وهذا ما يفسره قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين قال في غدير خم: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!
قالوا: بلى.
قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟!
قالوا: بلى.
قال: فهذا ولي من أنا مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»(1).
وهذا ليدلهم بذلك على أن الأمر يعنيهم بما هم جماعة لها شؤونها العامة.. ويعنيهم أيضاً بما هم أفراد فرداً فرداً، بشحمهه ولحمه ودمه، وبكل وجوده..
وكلمة «المولى» تعني «السيد»، و«السيد» هو المتقدم على غيره، وهذه السيادة ليست من قبيل القهر والتسلط بل من باب قرن سيادة الإمام علي «عليه السلام» من سيادة النبي «صلى الله عليه وآله»، وهذا التميز ليس من باب خصوصيات عادية اختص بها النبي أو الإمام، بل من باب أن الله عز وجل هو من اختصهم بهذه السيادة وأمر لهم بهذا المقام الإلهي.
ومن هنا تظهر لنا الصورة أوضح، بحيث نستطيع أن نفهم كيف هي سيادة الأئمة «عليهم السلام» على شيعتهم، من باب أنهم أصبحوا بالنسبة لهم أولى من أباءهم، وزوجاتهم، وأولادهم، وحتى أولى بهم من أنفسهم، كما عبر النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله».
إذ أن العبد مضافٌ بكل أفعاله وأحواله إلى سيّده، ومعوّل العبد المملوك على مَواليهم وسادتهم، وملاذ الشيعة بكل ذلك يعود إلى أئمتهم «عليهم السلام» ومعولهم عليهم دون غيرهم.
رابعاً: أما قول الإمام الصادق «عليه السلام»: «يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا». فهذا فيه من الدلالات المعبرة المرتبطة بالتفسير الذي أردفناه آنفاً، ومن تلك الإشارات:
أ – حينما يفرح الشيعة لفرح أئمتهم أو يحزنون لحزنهم فهذا ليس من باب أنه واجب ديني أو عقائدي فقط، بل إضافة إلى ذلك الواجب أن ذاك الفرح يعود عليهم بالسعادة الداخلية التي لا يحسها أحد غيرهم، والحزن أيضاً إنما هو لحالة تعتريهم فتقطع نياط قلوبهم لأنهم يستشعرون هذا الحزن فعلاً، وذلك لأنهم مضافون إليهم تابعون لهم في كل شيء.
ج – إن حالة الفرح أو الحزن التي يحس بها الشيعة لها خصوصية لا يمكن الاستشعار بها إلا أناس صاروا يرون أن في ذلك مرضاة لأئمتهم وسادتهم، وهذا يعتبر من أرقى، وأعلى، وأسمى صفات الولاء. وهم لا يرون لأنفسهم من وجود بإزاء وجود سادتهم وأئمتهم، فهم ذائبون فيهم، لا يجدون أنفسهم إلا بسعادة أو بحزن أئمتهم «عليهم السلام». 
وهناك العديد من الأمثلة في التاريخ حيث أن هناك العديد من أصحاب الأئمة «عليهم السلام» من اتهموا بالجنون، أو غياب العقل على أفعال أتوا بها من شدة ولههم بأئمتهم، وعشقهم لهم، وننقل للقارئ الكريم بعض الصور منها، فقط من باب الإيضاح، وهي على سبيل المثال لا الحصر، ومن ذلك:
1 – في معركة صفين حيث اجتمع الجمعان من جيش معاوية بن أبي سفيان وجيش أمير المؤمنين «عليه السلام»، وتصدى فارس من أصحاب الإمام علي «عليه السلام» للمبارزة، وكان من قبيلة «أسد» يدعى: العكبر بن جدير الأسدي وهو فرسان أهل الكوفة وكان لا ينازع ولا يشق له غبار، فبرز وقتل فارس من جيش من معاوية وصرعه وكان معاوية حينها «على التل في أناس من قريش ونفر من الناس قليل، فوجه العكبر فرسه، فملأ فروجه ركضاً يضربه بالسوط، مسرعاً نحو التل.
فنظر إليه معاوية فقال: إن هذا الرجل مغلوب على عقله أو مستأمن، فاسألوه.
فأتاه رجل وهو في حَمْيِ فرسه فناداه فلم يجبه، فمضى [مبادراً] حتى انتهى إلى معاوية، وجعل يطعن في أعراض الخيل، ورجا العكبر أن يفردوا له معاوية، فقَتَل رجالاً.
وقام القوم دون معاوية بالسيوف والرماح، فلما لم يصل إلى معاوية نادى: أولى لك يا ابن هند، أنا الغلام الأسدى.
فرجع إلى علي «عليه السلام»، فقال له: ماذا دعاك إلى ما صنعت يا عكبر؟! [لا تلق نفسك إلى التهلكة] قال: أردت غِرَّة ابن هند.
فتبسم علي «عليه السلام»، ثم قال: لله درك يا كعبر»(3). 
فانظر كيف تصرف ذلك الرجل حيث هاجم معاوية وهو في مأمنه، وعرينه، وحوله الجنود دون أن يأبه لكل ذلك حتى أتهمه معاوية وهو ينظر إليه وهو هاجماً نحوه بأنه «مغلوب على عقله» أي مجنون. 
2 – في معركة كربلاء يروى أنهم لما رأوا عابساً متجهاً نحو جيش بن سعد، وقد عرفوه وخبروه في المعارك فقالوا وهم ينظرون إليه وهو بهذه الحالة « أيها الناس هذا أسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم.
فأخذ ينادى: ألا رجل لرجل.
فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة.
قال: فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره، ثم شد على الناس.
ورووا أن رفيقه قال له: أجننت يا عابس؟!
فقال: حب الحسين أجنني»(4).
3 – يروى عن الحسن الكوفي: «قال رجل لعليان(5): أجننت؟!
 قال: أما عن الغفلة فنعم، وأما عن المعرفة فلا.
 قال: كيف حالك مع المولى [يقصد به الإمام الصادق «عليه السلام»]؟
 قال عليان: ما جفوته مذ عرفته.
 قال: ومذكم عرفته؟! 
قال: مذ جعل اسمي في المجانين»(6).
والمحصلة النهائية لذلك، وبعد عرض هذه الأمثلة والصور نتبين ما هو حال الشيعة من فرحهم لفرح الأئمة «عليهم السلام» وحزنهم كذلك..
الحسين «عليه السلام» شجرة من الجنة:
حكي عن عروة البارقي قال: «حججت في بعض السنين، فدخلت مسجد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فوجدت رسول الله جالساً وحوله غلامان يافعان، وهو يقبل هذا مرة، وهذا أخرى، فإذا رآه الناس يفعل ذلك أمسكوا عن كلامه حتى يقضي وطره منهما، وما يعرفون لأي سبب حبه إياهما.
فجئته وهو يفعل ذلك بهما، فقلت: يا رسول الله، هذان ابناك؟!
فقال: إنهما ابنا ابنتي، وابنا أخي، وابن عمي، وأحب الرجال إلي.
ومن هو سمعي وبصري.
ومن نفسه نفسي ونفسي نفسه.
ومن أحزن لحزنه ويحزن لحزني.
فقلت له: قد عجبت يا رسول الله من فعلك بهما وحبك لهما.
فقال لي: أحدثك أيها الرجل.
إني لما عرج بي إلى السماء ودخلت الجنة، انتهيت إلى شجرة في رياض الجنة، فعجبت من طيب رائحتها، فقال لي جبرئيل: يا محمد، لا تعجب من هذه الشجرة، فثمرها أطيب من ريحها.
فجعل جبرئيل يتحفني من ثمرها، ويطعمني من فاكهتها، وأنا لا أملّ منها.
ثم مررنا بشجرة أخرى، فقال لي جبرئيل: يا محمد، كل من هذه الشجرة، فإنها تشبه الشجرة التي أكلت منها الثمر، فهي أطيب طعماً، وأذكى رائحة.
قال: فجعل جبرئيل يتحفني بثمرها، ويشمني من رائحتها، وأنا لا أمل منها.
فقلت: يا أخي جبرئيل، ما رأيت في الأشجار أطيب ولا أحسن من هاتين الشجرتين!
فقال لي: يا محمد، أتدري ما اسم هاتين الشجرتين؟!
فقلت: لا أدري.
فقال: إحداها الحسن، والأخرى الحسين، فإذا هبطت يا محمد إلى الأرض من فورك، فأتِ زوجتك خديجة، وواقعها من وقتك وساعتك، فإنه يخرج منك طيب رائحة الثمر الذي أكلته من هاتين الشجرتين، فتلد لك فاطمة الزهراء، ثم زوجها أخاك علياً، فتلد له ابنين، فسم أحدهما الحسن، والآخر الحسين.
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: ففعلت ما أمرني أخي جبرئيل، فكان الأمر ما كان.
فنزل إلي جبرئيل بعدما ولد الحسن والحسين، فقلت له: يا جبرئيل، ما أشوقني إلى تينك الشجرتين.
فقال لي: يا محمد، إذا اشتقت إلى الأكل من ثمرة تينك الشجرتين، فشم الحسن والحسين.
قال: فجعل النبي «صلى الله عليه وآله» كلما اشتاق إلى الشجرتين يشم الحسن والحسين، ويلثمهما، وهو يقول: صدق أخي جبرئيل «عليه السلام»، ثم يقبل الحسن والحسين ويقول: يا أصحابي، إني أود أني أقاسمهما حياتي لحبي لهما، فهما ريحانتاي من الدنيا.
فتعجب الرجل [من] وصف النبي «صلى الله عليه وآله» للحسن والحسين، فكيف لو شاهد النبي «صلى الله عليه وآله» من سفك دماءهم، وقتل رجالهم وذبح أطفالهم، ونهب أموالهم، وسبى حريمهم، أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»(7).
هناك عدة أمور تستوقفنا في هذه الرواية، ومن المهم التدقيق فيها لدلالاتها، ومنها:
أولاً: لعل الرواي لهذه الحادثة كان المرة الأولى التي يلتقي بها النبي «صلى الله عليه وآله» بعد ولادة الإمامان الحسنان «عليهما السلام»، لذلك تجد أن لهجته مليئة بالتعجب، من كثرة ما يظهرة رسول الله «صلى الله عليه وآله» من تعلقه بهما.
ثانياً: إن النبي «صلى الله عليه وآله» يعامل الحسنان «عليهما السلام» على أنهما أبناه، فما كان من الرجل إلا أن سأله: « يا رسول الله، هذان ابناك؟!». 
فكان جواب النبي «صلى الله عليه وآله»: «إنهما ابنا ابنتي، وابنا أخي، وابن عمي، وأحب الرجال إلي، ومن هو سمعي وبصري، ومن نفسه نفسي ونفسي نفسه، ومن أحزن لحزنه ويحزن لحزني».
ويمكن أن نقول بالنسبة لفعل النبي «صلى الله عليه وآله» من تقبيله للإمامين الحسنين «عليهما السلام»، ومعاملته لهما بهذه الطريقة الجليلة، والعظيمة، ليثبت أمور عدة أهمها:
أ – إن بعض العقول المتحجرة والتي لم تخرج بعد من العقلية الجاهلية، لم تتقبل أن أبناء البنت هم بمثابة الأبناء الحقيقين، وقد نفوا بنوة أبناء البنات، وقبلوا فقط ببنوة أولاد الذكور فقط، وقد أشكل البعض وقالوا: كيف يكون الإمام الحسن والحسين «عليهما السلام» هما من أبناء النبي «صلى الله عليه وآله» وهو لم يعقب إلا بفاطمة الزهراء «عليها السلام»، وهما من صلب الإمام علي «عليه السلام»، فكيف يكونا أبناه «صلى الله عليه وآله»؟!
وقد نقل ابن كثير: «قالوا: إذا أعطى الرجل بنيه، أو وقف عليهم فإنه يختص بذلك بنوه لصلبه وبنو بنيه «أي دون بني بنته»، واحتجوا بقول الشاعر:
بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا ... بنوهن أبناء الرجال الأباعد»(8).
وجاء عن القرطبي: «أن الإمام مالك بن أنس هو الذي لا يدخل ولد البنات في الوقف الذي يكون على الولد، وولد الولد»(9).
وكذلك جاء عن محمد بن الحسن الشيباني أنه قال:
إن من أوصى لولد فلان، وله ابن، وولد بنت «إن الوصية لولد الابن، دون ولد البنت»(10).
وهذا هو المطلوب أن يتم نفي بنوة النبي «صلى الله عليه وآله» لهما كي يقولوا أنهما لا علاقة لهما بجدهما رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فلذلك كان تعاطي النبي «صلى الله عليه وآله» مع الحسنين «عليهما السلام» على أنهما أبناه، وفلاذتا كبده، وهذه تعتبر من الإجابة على النحو العملي والتطبيقي الذي لا يمكن لأحد أن ينفيه أو يحتج عليه.. فإظهاره لحبه الشديد لهما لهو أعظم إجابة وأفضل حل لإخراج كل تلك الأفكار الجاهلية البغيضة من أذهان الناس.
ب – لقد أجاب النبي «صلى الله عليه وآله» السائل بطريقة تزيد في تأكيد بنوة الحسن والحسين «عليهما السلام» وارتباطه الوثيق بهم. وبتحليل بسيط لجواب النبي «صلى الله عليه وآله» يظهر ويثبت أمور عديدة، ومنها:
 • إنهما أبنا بنتي:
إن انتماء الإمامان الحسن والحسين «عليهما السلام» لجدهما، أولاً عبر نسبهما للسيدة الزهراء «عليها السلام»، والتي لقبها النبي «صلى الله عليه وآله»: «بأم أبيها»(11).
وقال فيها: «اللهم إنها منى وأنا منها»(12).
وفي نص آخر: «فاطمة بضعة منى، وأنا منها»(13).
وفي نص آخر: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»(14).
ومن هذه الروايات المباركة نعلم أن علاقة فاطمة الزهراء «عليها السلام» تتعدى موضوع الأبوة والبنوة، أو كونها بضعة منه فقط، وإن كان المقصود فقط هو موضوع البنوة لما كان النبي «صلى الله عليه وآله» أشار إلى أن أغضبها هو إغضاباً له، فمن يغضب النبي المرسل خلاف من يغضب أي إنسان عادي لأن غضبه من غضب الله، ورضاه من رضا الله أيضاً..
فهذا يظهر لنا دور السيدة الزهراء «عليها السلام» من دين الله وما تقدمه من خدمة جلية له وان ذلك مرتبط ببقاء الدين نفسه، واستمرار خط الرسالة، وحفظ هذه المسيرة إلى يوم القيامة.. كما هو الحال بالنسبة للنهضة الحسينية، وللتضحيات والمجهود الذي بذله الإمام علي «عليه السلام» في سبيل دين الله، واستمراره، وتحضير الوسائل لبقائه.
إضافة إلى هذا الدور الذي قامت به مولاتنا الزهراء «عليها السلام»، لا بد من الالتفات إلى مسألة جد مهمة، وهي أنها «عليها السلام» هي الوعاء المطهر لهؤلاء الأئمة المطهرون «عليهم السلام»، وبتأمل بسيط في أحدى عبارات الزيارة المخصوصة للإمام الحسين «عليه السلام» نجد ما يلي: «يا مولاي يا أبا عبد الله اشهد انك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها..الخ»(15). 
وهذا كله «بسبب التوفيقات والعنايات الإلهية وفوق كل ذلك بسبب الوحي والاتصال بالسماء، وبسبب أنهم إنما انتقلوا من الأصلاب الشامخة إلى الأرحام المطهرة، فلم يرثوا إلا الصفات الحميدة والكمالات الفريدة. نعم بسبب ذلك صاروا هم القمة في سعة إدراكهم لآثار ومناحي السلوك الإنساني، والقمة أيضاً في إدراك الواقع الذي يواجهونه، وما يترتب عليه من آثار ونتائج، إن سلباً وإن إيجاباً على المدى البعيد والقريب على حد سواء، إدراكاً حقيقياً لا يقبل الشك ولا الترديد.
وهم القمة في الملكات والقوى الفكرية والنفسية الفاضلة، وهم أحكم الناس حكمة، وأعقلهم عقلاً، وأشجعهم شجاعة، وأكمل الخلق، وأفضلهم في كل الصفات الكريمة، والأخلاق النبيلة العالية، ولأنهم أيضاً لا يمكن أن يشذوا عن مقتضيات الفطرة، وسنن الجبلة الإنسانية. وحين يكون عقلهم من القوة بحيث لا تستطيع سائر القوى الباطنية من الشهوات والغرائز أن تخدعه، وتسيطر عليه، بل هو الأقوى دائماً، وهو الذي يتحكم بها، وينظمها، ويسيرها، ويهيمن عليها»(16).
وإن نفس تولد الإمامان من الحسنان «عليهما السلام» من ضمن هذه الأصلاب الشامخة، والأرحام الطاهرة ومن أنهما يعتبران من صلب النبي «صلى الله عليه وآله» من جهة، وفي نفس الوقت من صلب أمير المؤمنين «عليه السلام» الذي هو نفسه، وصنوه. ومن ثم من رحم السيدة الزهراء «عليها السلام»، فكل تلك الأسباب مجتمعة تجعل النبي «صلى الله عليه وآله» أن يعرف عنهما بقوله: بـ «أنهما أبنا بنتي».
• وابنا أخي:
وبعدها يكمل النبي «صلى الله عليه وآله» تعريفه على الحسنان، بقوله للرجل أنهما أبنا أخيه، وهذه ليست المناسبة الأولى التي يعبر أو يصرح بل يؤكد فيها «صلى الله عليه وآله» على أخوته لأمير المؤمنين «عليه السلام»، ومن هذه المناسبات:
1 - يوم المؤاخاة الأولى(17).
2 - يوم المؤاخاة الثانية(18).
3 - يوم تسمية الحسن والحسين «عليهما السلام»(19).
4 - في حجة الوداع(20).
5 - في منى(21).
6 - يوم غدير خم(22).
7 - يوم المباهلة(23).
8 - في غزوة تبوك خلف رسول الله «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» على المدينة وحينئذٍ قال لعلي «عليه السلام» أنت مني بمنزلة هارون من موسى(24).
فكل تلك المناسبات تؤكد على أخوة الإمام علي «عليه السلام» من النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو ذات المقام الذي كان لهارون من موسى «عليهما السلام»، فما هي تلك الخصائص المشتركة فيما بين أمير المؤمنين «عليه السلام» وهارون «عليه السلام»؟!
ونجيب:
حين شبه النبي «صلى الله عليه وآله» حال علي «عليه السلام» بحال هارون من أخيه موسى «عليهما السلام» فيلزم من ذلك أن يكون ما لنبي الله هارون لعلي بن أبي طالب «عليهما السلام»، ويمكن ملاحظة ما يلي:
أولاً: كان لهارون «عليه السلام» عدة منازل من موسى «عليه السلام»، وهي على الشكل التالي:
1 – هو أخوه وتلك منزلة الأخوة.
2 – هو وزيره وإنها مجعولة له من الله.
3 – هو من أهله وهذه منزلة القربى منه.
4 – هو مصدق له.
5 – وهو يردأ له.
6 – هو من يشاركه في أمر الدين المنزل عليه من الله سبحانه وتعالى.
7 – هو من يشد به أزره ويعاضده في أمره.
8 – هو خليفته في قومه حال غيابه، وهذا ما فعله موسى «عليه السلام» حين ذهب لميقات ربه.
9 – وواجب هارون أن يكون مصلحاً.
ثانياً: كل هذه المنازل التي أشرنا إليها أعلاه قد دلت عليها الآيات القرآنية التي تروي قصة نبي الله موسى وهارون «عليهما السلام»:
فقد قال تعالى: ﴿فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ﴾(25).  
وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً﴾(26).  
وقال عز وجل: ﴿وَاجْعَلْ لِّي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾(27).  
وقال سبحانه: ﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾(28).
وقال أيضاً: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ﴾(29).    
ونتيجة لذلك تكون كل تلك المنازل التي وصفها الله عز وجل في كتابه العزيز المجعولة لهارون من موسى «عليهما السلام» هي ذاتها مجعولة لأمير المؤمنين «عليه السلام» من رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ثالثاً: قال صاحب تفسير الميزان العلامة الطباطبائي «قدس سره» عن نبي الله هارون «عليه السلام» في معرض تفسيره لسورة الصافات المباركة ما يلي: «أشركه الله تعالى مع موسى «عليهما السلام»: في المنّ، وإيتاء الكتاب، والهداية إلى الصراط المستقيم، وفي التسليم، وأنه من المحسنين، ومن عباده المؤمنين [الصافات: 114 ـ 122] وعده مرسلاً [طه: 47]، ونبياً [مريم: 53]، وأنه ممن أنعم عليهم [مريم: 58]، وأشركه مع من عدهم من الأنبياء في سورة الأنعام في صفاتهم الجميلة، من الإحسان، والصلاح، والفضل، والإجتباء، والهداية [الأنعام: 84 ـ 88]»(30).
• ابن عمي:
إن هذا وصف النبي «صلى الله عليه وآله» للإمام علي «عليه السلام» بأنه «ابن عمي»، لعله   جاء به «صلى الله عليه وآله» لإكمال الفكرة، ولكي يدعم مضمون وصفه له بالأخوة سابقاً، ويساعد في إظهار المعنى، بل من باب التأكيد على أهمية الوصف والمغزى المراد من وراءه، فإن الصلة النسبية بما لها من آثار شرعية واقتضاءات طبيعية، كالنصرة، والمحبة، والمودة، والتفاعل العاطفي، وما إلى ذلك لتحقيق معنى صلة الرحم، قد جسّدها توصيفه له بأنه ابن عمه، الأمر الذي يعطي لمعنى الأخوّة التي قدّمها في الذكر، للدلالة على مزيد اهتمامه بها، وعظيم التعويل عليها، ولتبقى هي الرافد والمعيار لكلّ الصفات التي جاءت بعدها.
 
 
• أحب الرجال إلي:
لقد صرح رسول الله «صلى الله عليه وآله»: بأن علياً «عليه السلام» أحب الرجال إليه وبذلك يقطع كل السبل لكل من تسول له نفسه أن يدعي الأفضلية والتقدم وحب النبي «صلى الله عليه وآله» لأي كائن من كان، وذلك بالموازة لحبه لأمير المؤمنين «عليه السلام»، فضلاً عن أن يزيد عليه ..
هذا، بالإضافة إلى دلائل وشواهد كثيرة أخرى توجب الريب الشديد، بل هي تكذّب ما يُزعم، من أنه «صلى الله عليه وآله» سئل: عن أحب النساء إليه، فقال: عائشة.
فقيل له: فمن الرجال؟!
قال: أبوها(31).
وقد كذب المأمون العباسي هذا الحديث حيث قال: إنكم رويتم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» وضع بين يديه طائر مشوي، فقال: اللهم أتني (ائتني) بأحب خلقك إليك، فكان علياً «عليه السلام» فأي روايتكم تقبل؟!(32).
وبما أن الإمام علي «عليه السلام» هو أحب الرجال إلى قلب رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيه دلالة واضحة على أن علياً «عليه السلام» كان هو الأحب إلى الله سبحانه وتعالى والأقرب والأكثر طاعة وانقياداً له عز وجل..
• ومن هو سمعي وبصري:
إن السمع والبصر هما حاستان مهمتان في حياة الإنسان، ويعني بذلك كل إنسان فبهما يعرف أن يميز الأمور، ويحذر من أي شيء خطر قادم نحوه، وبهما يمكن أن يحدد طريقه، فمن كان له هذه الصفة من النبي «صلى الله عليه وآله» فهو من يخبره بما يدور حوله، وأن يحذره من أي خطر محدق آتي إليه..
وإضافة إلى ذلك، فإن هذا التوصيف يأخذنا نحو ما أكده النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه حين قال: «أنا مدينة العلم (الحكمة) وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من الباب»(33).
فقد يكون لهذا مدخلية في أن يجعل من هم حوله يفهمون العلاقة الوطيدة التي تربط فيما بين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأمير المؤمنين «عليه السلام».
فكل ما يأتي إلى سمع وبصر الإمام علي «عليه السلام» سوف يأتي إلى سمعه «صلى الله عليه وآله». وسيعلم به لتلك الصلة الإلهية الموجودة فيما بينهما، فالسبيل إلى العلم النبوي هو من خلال علي «عليه السلام»، لأن كل ما أوحي وعلم به «صلى الله عليه وآله» أيضاً لا سبيل إليه إلا من خلاله «عليه السلام»، فهو سمعه وبصره أيضاً..
• ومن هو نفسه نفسي:
ولقد تطرأنا أن موقع أخوة الإمام علي «عليه السلام» لرسول الله «صلى الله عليه وآله» نفس التي كانت فيما بين نبي الله موسى وهارون «عليهما السلام» إلا أنه لا نبي بعده، ومن أدل الأدلة على ذلك هي آية المباهلة حيث قال تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}(34).
وهذا ما يجعل «نفس علي موضوعاً ومحمولاً لقضية واحدة، ولكنها ذات وجهين، وجعل نفسه «صلى الله عليه وآله» موضوعاً ومحمولاً أيضاً لنفس تلك القضية، الواحدة، ذات الوجهين، فقال: نفسه نفسي، ونفسي نفسه»(35).
• ومن أحزن لحزنه ويحزن لحزني:
وهذا أقل ما يقال عن حالة شعورية لمن يكون أخو رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ونفسه التي قرنهما الله عز وجل فيما بينهما، وجعلها علاقة وطيدة لا يفكها أي شيء.
• الحسن والحسين شجرة في الجنة:
وهذا ما فيه من دلالات التي لا يمكن لأحد أن يتخطاها، وهي:
أولاً: أن فضل الحسنان «عليهما السلام» مثل هذه الشجرة التي في الجنة، فإن شجر الجنة مستمر بإعطاء الثمار التي لا تنضب، ولا يصيبها التآكل والعفن، بل هو ثمار طيب الريح، والمذاق، وكذلك هما الحسنان «عليهما السلام» فإن عطائهما لهذه الأمة كتلك الشجرة لا ينضب وكل ما فيه طيب، وهذه هي خصوصية موقع الإمامة، فهو لا يعطي إلا الخير الوفير.
ثانياً: إن الحسين «عليه السلام» بما هو مثال لتلك الشجرة فإن ثمارها مستمرة إلى يوم القيامة، وذلك من خلال أبنائه المعصومين «عليهم السلام» الذين هم من ثمار تلك الشجرة الطيبة، وهم الأدلاء من بعده إمام يتلو إمام حتى يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها.
وفي البحث فإن تلك واحدة من الروايات التي تحدثت أو أشارت إلى فضل الإمام الحسين «عليه السلام»، إضافة إلى العشرات والعشرات من الروايات والأحاديث التي تحدثت عن فضله، فلا يفوت ذلك على القارئ الكريم..
كلمة أخيرة:
إن من أراد التعرف إلى الأئمة الهداة «عليهم السلام» فما عليه إلا أن يجول في ذلك البحر الذاخر الذي تكلم عن فضائلهم، وتكون هذه المقالة ما هي إلا غيض من فيض، وإن اللبيب من الإشارة يفهم..
أخوكم الفقير إلى رحمة الله، عبد الله وعبدهم..
السيد يوسف البيومي/ الرضوي
حرر في: لبنان – صيدا 
في 9 شعبان 1437 هـ. ق.
الموافق له: 16 آيار 2016م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1): شجرة طوبى ج 1 ص 3 و 6 وراجع : الخصال ص 635 وبحار الأنوار ج 10 ص 114 وج 44 ص 287 والعوالم ، الإمام الحسين «عليه السلام» ص 525 وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص 152 ولواعج الأشجان ص 5 ومستدرك سفينة البحار ج 6 ص 117 وتأويل الآيات ج 2 ص 667 وغاية المرام ج 4 ص 266 ومكيال المكارم ج 2 ص 156 والمجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة ص 73 و 162.
(2): الطرائف ص149 وكتاب الأربعين للشيرازي ص116 والعمدة لابن البطريق ص96 و 100 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص236 وبحار الأنوار ج37 ص159 ومسند أحمد ج4 ص281 وسنن ابن ماجة ج1 ص43 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص442 وج2 ص370 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص80 و 86 و 115 و 122 و 147 و 294 و 301 و 335 وج8 ص117 و 218 و 247 وج9 ص261 والغدير ج1 ص220 و 272 و 274 و 277 و 279 ونظم درر السمطين ص109 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص89 وتفسير الثعلبي ج4 ص92 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص221 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص632 وبشارة المصطفى ص284 والمناقب للخوارزمي ص155 ونهج الإيمان لابن جبر ص120 وينابيع المودة ج1 ص102 وج2 ص284 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص235 و 238 وج14 ص34 وج20 ص173 و 357 وج21 ص34 و 38 و 39 وج23 ص325 و 554 وج30 ص418 و 419.
(3): راجع: صفين للمنقري ص450 ـ 452 والفتوح لابن أعثم (ط دار الأضواء) ج3 ص95 ـ 97 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج8 ص88 ـ 91.
 (4): تاريخ الأمم والملوك ج3 ص329 و (ط الأعلمي) ج4 ص338 والبداية والنهاية ج8 ص185 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج8 ص200 وبحار الأنوار ج45 ص29 والعوالم، الإمام الحسين «عليه السلام» ص272 ولواعج الأشجان ص159.
(5): عليان: هو صاحبي من أصحاب الإمام الصادق «عليه السلام» وكان معاصراً لبهلول، وكان يطلق عليه لقب المجنون.
(6): عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري ص86 ومواقف الشيعة لأحمدي الميجاني ج3 ص218.
(7): بحار الأنوار ج43 ص314 و 315 ومدينة المعاجز ج3 ص328 ـ 330 و 423 ـ 426.
(8): تفسير ابن كثير ج2 ص155 والغدير ج7 ص121 عنه.
(9): الغدير: ج 7 ص 123 عن تفسير القرطبي ج 7 ص 31.
(10): حقائق التأويل ص115.
(11): راجع: الإستيعاب (مطبوع بهامش الاصابة) ج4 ص380، وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص357، والبحار ج43 ص19، وكفاية الطالب ص369، والبداية والنهاية ج6 ص332، وسير أعلام النبلاء ج2 ص119، والاصابة ج4 ص377، وأسد الغابة ج5 ص520، ومقاتل الطالبيين ص46، وتهذيب التهذيب ج12 ص440 لكنه صحف كلمة (أبيها) ب‍ـ (ابنها) فراجع.
(12): المصنف للصنعاني ج5 ص489 والأحاديث الطوال ص140 وكشف الغمة ج1 ص361 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج15 ص653 وج25 ص380 و 453.
(13): علل الشرائع ج1 ص186 و 187 وبحار الأنوار ج43 ص122 و 202 و 204 واللمعة البيضاء للتبريزي ص141.
(14): صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص210 و 219 وفضائل الصحابة للنسائي ص78 وفتح الباري ج7 ص63 و 82 وعمدة القاري ج16 ص223 و 249 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص526 والآحاد والمثاني ج5 ص361 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص97 و 148 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص121 والمعجم الكبير ج22 ص404 ونظم درر السمطين ص176 والجامع الصغير ج2 ص208 وكنز العمال ج12 ص108 و 112 وفيض القدير ج4 ص554 وكشف الخفاء ج2 ص86. 
(15): كتاب المصباح للكفعمي ص502 ومصباح المجتهد للطوسي ص721 و789 والوافي للفيض الكاشاني ج14 ص1582 وكامل الزيارات لابن قولويه ص403 وتهذيب الأحكام للطوسي ج6 ص114 والمزار للمشهدي ص422 و515 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص103 و129 والمزار للشهيد الأول العاملي ص124 و157 و187 وبحار الأنوار للمجلسي ج97 ص187 وج98 ص200 و260 ومفاتيح الجنان للقمي (ط نجفي) ص492.
(16): الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» للسيد جعفر مرتضى العاملي ج6 ص41.
(17): راجع: بحار الأنوار ج38 ص334 وج8 ص330 وإثبات الهداة ج3 باب 10 ح 619 و 761 وعن كنز العمال ج15 ص92 وج6 ص390 وتذكرة الخواص ص23 وفرائد السمطين ج1 ص115 و 121 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج1 ص107 وينابيع المودة ص65 و 57 والأمالي للصدوق (ط مؤسسة البعثة) ص402 ومناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج1 ص301 و 316 وشرح الأخبار ج2 ص476 وكنز الفوائد ص282 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص33 والعمدة لابن البطريق ص167 و 169و 230 و 232 والطرائف لابن طاووس ص53 و 71 و 148 وكتاب الأربعين للشيرازي ص98.
(18): راجع: المناقب للخوارزمي ص7 وتذكرة الخواص ص20 والفصول المهمة لابن الصباغ ص21 ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج5 ص31 .
(19): علل الشرائع ص137 و 138 وينابيع المودة ص220 وفرائد السمطين ج2 ص103 ـ 105 والأمالي للصدوق (ط مؤسسة البعثة) ص156 والأمالي للطوسي ص367 وعيون أخبار الرضا ج1 ص28 ومعاني الأخبار ص57 وروضة الواعظين ص154 ومستدرك الوسائل ج15 ص144 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص189 وكتاب الأربعين للشيرازي ص103 والجواهر السنية للحر العاملي ص238 و243 و 244 و 266.
(20): بحار الأنوار ج37 ص256 ودعائم الإسلام ج1 ص16 والأمالي للطوسي ص521 والغدير ج1 ص268 ووفيات الأعيان لابن خلكان ج5 ص231 وكنز الفوائد ص282.
(21): بحار الأنوار ج37 ص260 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص29 والدر النظيم ص284.
(22): بحار الأنوار ج37 ص206 وتفسير العياشي ج1 ص332 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص73 واليقين لابن طاووس ص348 والصافي (تفسير) ج2 ص45 ودعائم الإسلام ج1 ص16.
(23): بحار الأنوار ج21 ص343 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص142 والمناقب للخوارزمي ص108 وعن الطرائف ج1 ص148 ـ 149 ح224 عن المناقب لابن المغازلي، وعن العمدة لابن البطريق ص46.
(24): راجع: مختصر تاريخ دمشق ج17 ص332 والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن الحسين البيهقي ص205 ومسند أبي يعلى ج1 ص286 ومعارج القبول ج2 ص471 ومسند فاطمة للسيوطي ص62 والمعجم لابن المثنى التميمي ص230 وتحفة الأحوذي ج10 ص229 وتلخيص المتشابه في الرسم ج2 ص644 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص632 وج3 ص627 وتاريخ الأحمدي ص99 وفضائل الصحابة للنسائي ص14 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ط بيروت) ج9 ص41 والحدائق لابن الجوزي ج1 ص387 عن البخاري، ومسلم، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والبداية والنهاية ج5 ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 وج7 ص375 وإمتاع الأسماع ج3 ص336 و 337 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص123 وتغليق التعليق ج4 ص161 وخصائص أمير المؤمنين «عليه السلام» للنسائي ص48 ومسند أحمد ج1 ص173 ومسند أبي داود الطيالسي ص29 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص513 والعمدة لابن البطريق ص129 والطرائف لابن طاووس ص51 وكتاب الأربعين للشيرازي ص101 وبحار الأنوار ج37 ص263 وكتاب الأربعين للماحوزي ص80 وشواهد التنزيل ج2 ص35 والإكمال في أسماء الرجال ص130 وتاريخ بغداد ج11 ص430 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص112 و 160 وكشف اليقين ص281 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص171.
(25): الآية 34 من سورة القصص.
(26): الآية 35 من سورة الفرقان.
(27): الآيات 29 - 32 من سورة طه.
(28): الآية 35 من سورة القصص.
(29): الآية 142 من سورة الأعراف.
(30): تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي «قدس سره» ج16 ص44.
(31): سنن الترمذي ج5 ص365 و 366 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج12 ص133 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص137 وشرح مسند أبي حنيفة ص466 وفيض القدير ج1 ص218 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص170 وذخائر العقبى (مكتبة القدسي بالقاهرة) ص35.
(32): عيون أخبار الرضا ج2 ص202 وبحار الأنوار ج49 ص192.
(33): روضة المتقين ج11 ص253 والأمالي للصدوق ص619 وعيون أخبار الرضا ج1 ص210 و 211 وتحف العقول ص430 وشرح الأخبار ج1 ص89 والأمالي للطوسي ص559 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص92 والاحتجاج للطبرسي ج1 ص102 والمزار لابن المشهدي ص576 والعمدة لابن البطريق ص294 و 395 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج1 ص507 وغوالي اللآلي ج4 ص123 والمحتضر للحلي ص15 و 28 وكتاب الأربعين للشيرازي ص80 و 443 و 444 وبحار الأنوار ج25 ص224 و 225 وج28 ص199 وج40 ص206 و 207 وج66 ص81 وج90 ص57 وج99 ص106 والمستدرك للحاكم ج3 ص127 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص148 وفتح الملك العلي ص23 و 24 و 25 و 44 و 55 و 59 وتفسير القمي ج1 ص68 وتفسير نور الثقلين ج2 ص315 وتفسير كنز الدقائق ج6 ص88 والكامل لابن عدي ج1 ص190 وج2 ص341 والعلل للدارقطني ج3 ص247 وتاريخ بغداد ج11 ص204 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص378 و 379 و 380 و 381 و 382 و 383 وتهذيب الكمال ج18 ص77 وتذكرة الحفاظ ج4 ص1231 وميزان الاعتدال ج1 ص247 ولسان الميزان ج1 ص432 ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص85 و 86 وتاريخ جرجان ص65 والبداية والنهاية ج7 ص395 وبشارة المصطفى ص353 ونهج الإيمان ص342 وكشف اليقين ص51 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص76 وتأويل الآيات الظاهرة ج1 ص220 وينابيع المودة ج1 ص137 و 219 و 222 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص377 وج5 ص469 و 470 و 471 و 476 و 479 و 483 و 484 و 488 و 490 و 492 و 496 و 498 و 500 و 502 و 504 وج7 ص458 وج15 ص74 وج16 ص278 و 279 و 281 و 286 و 288 و 291 و 292 و 293 و 294 و 295 و 299 و 302 وج20 ص525 وج21 ص416 و 417 و 419 و 422 و 424 و 425 وج22 ص555 و 556 و 560 و 561 وفلك النجاة ص168.
(34): الآية 61 من سورة الزمر.
(35): سيرة الإمام الحسين «عليه السلام» في السيرة والتاريخ للسيد جعفر مرتضى العاملي ج1 ص43.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/16



كتابة تعليق لموضوع : اليوم المحمود الحسين مولود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net