الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إذا شبّ الكرسي على شيئ مات عليه!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لكل كرسي وسيلة حكم وقميص , ولا يخلو كرسي من هذين الأمرين , فهناك كراسي تحكم بالدستور والقانون والنظام , وأخرى تحكم بالفرد والحزب والفئة والطائفة والعائلة , وغيرها يكون الظلم والفساد ديدنها وطريقتها المفضلة , وبعضها يحكم بالقتل والخوف والرعب والخطف والتنكيل وبناء السجون والمعتقلات والتطهير العرقي والمناطقي.

وتجد من بينها كراسي صار الإرهاب وسيلتها المفضلة والسهلة للبقاء في الحلكم , ولهذا فهي توفر الظروف الموضوعية والمادية والإعلامية والفكرية لتوليده وإدامته والعمل على مواجهته , لكي تبقى في الحكم إلى ما شاء سيدها ومساندها التابعة له والمرهون مصيرها بإرادته.

فلكل كرسي منهج حكم يقبض بواسطته على حياة الناس ويروعهم ويدجنهم لخدمة مصالحه , وبسبب هذه النزعات التسلطية المعروفة عبر التأريخ , أدركت العديد من المجتمعات أن عليها أن تضبط سلوك الكراسي بعقد إجتماعي صارم , يحتم بناء النظام السياسي الكفيل بالمحافظة على مصالح الوطن والمجتمع , ويقيد الكراسي بأحكام وضوابط دستورية لا يمكنها أن تحيد عنها أو تتجاوزها وتكون فوقها مهما حاولت وناورت.

وفي المجتمعات المبتلاة بالويلات والتداعيات تجد الكرسي فوق الدستور والقانون ,إذ ينتفي فيها الدستور والقانون ويكون الكرسي هو الأصل وصاحب القرار الفصل , والجالس عليه منزه ومؤله ولا يمكنه أن يأتي بخطأ , وإنما هو العالم العليم وصاحب الرأي الصائب السليم , فلا إعتراض على رأيه وقوله وقراره فهو القويم الحكيم.

وبسبب هذا الإمتلاك المطلق والمصادرة الكاملة للإرادة الوطنية والشعبية , تتحول البلدان إلى مواضع وجيع وأنين ومستنقعات تكالب وتحارب وتصارعات دامية , خصوصا عندما ينتهج الكرسي أساليب إرهابية للبقاء في الحكم وتحقيق أعظم المنافع الشخصية والفئوية والحزبية , مما يدفع إلى توفير المنافذ المتنوعة للقوى الطامعة في الوطن , وإنطلاقها بحرية أكبر وقدرات أعظم للوصول إلى أهدافها وغاياتها التي تسعى إليها وتؤمن بضرورة تحقيقها.

وفي منطقتنا بعض القوى المتمكنة من الكراسي , المتوهمة بأن الحكم بالدم والنار والبارود هو الذي يديمها ويمنع عنها الضعف والإنهيار ويؤمّن لها الحاضر والمستقبل , فلا يعنيها تخريب البلاد وسبي العباد , وإنما المهم أن تبقى في الحكم وتتواصل بالفساد ونهب الثروات , وتدمير الشواهد والعمران ومحق الهوية وسحق الوطنية والقضاء على قيم المواطنة , وتغييب الوطن في غياهب الضلال والبهتان والإعتقاد المهين.

وما دامت بعض المجتمعات مبتلاة بهذه الأنظمة المتكرسنة المتورطة بالفساد والظلم والإرهاب والعدوان على الأرض والإنسان والمعتقد والقيم والأخلاق , فأنها ستدوم في دوائر مفرغة مغلقة من التفاعلات الدامية المعادية لكل ما هو جدير بالحياة والأمل , وكأنها تعدّ بلدانها لكي تكون مواطن لأقوام أخرى لها تصورات غابرة ومعتقدات فاغرة , تبحث عن كينونتها التي تتوهمها في زمن مضى من الأزمان.

ولن تفلح شعوب وأمم شبت الكراسي فيها على الظلم والدمار ومصادرة حقوق الوطن والإنسان!!

فهل سيستيقظ المغفلون ويدركون مخاطر اللعب بالجمر اللّهاب؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/21



كتابة تعليق لموضوع : إذا شبّ الكرسي على شيئ مات عليه!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 9 + 9 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net