صفحة الكاتب : مهدي المولى

هؤلاء من دمروا اليسار وأفشلوه في العراق
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان اليسار لا ينموا و يكبر ويتسع الا بظل الديمقراطية  لهذا فمهمة اليسار العراقي هو ترسيخ ودعم الديمقراطية  فالديمقراطية هي القاعدة الاساسية التي ينطلق منها لتحقيق اهدافه وبدونها  يتلاشى ويموت

فالديمقراطية ليست ملابس نرتديها ونخلعها حسب  الاهواء والرغبات بل  الديمقراطية تحتاج الى تجربة الى ممارسة الى وقت  وخاصة في المجتمعات التي تنتقل فجأة من حالة الى حالة  مثل المجتمع العراقي الذي تغلب عليه القيم والاعراف العشائرية وتسوده  اخلاق وعادات  الاستبداد والعبودية وحكم الفرد الواحد والرأي الواحد   والحزب الواحد

 وفجأة قام المجتمع الدولي بقيادة امريكا بأنقاذنا من بحر من عصر الاستبداد والعبودية ورمانا ببحر بعصر الحرية والديمقراطية  وبما اننا لا نعرف قيم واخلاق الحرية والديمقراطية فأستخدمنا قيم واخلاق الاستبداد والعبودية في بحر في زمن الحرية والديمقراطية وهذا هو سر مأساتنا وسبب معاناتنا وفشلنا في كل المجالات وتفاقم الفساد والعنف وسوء الخدمات  والفوضى واللا قانون 

فالديمقراطية  لها قيمها واخلاقها الخاصة   لا يمكن ان تطبق وتنجح الا اذا كان الشعب متخلقا بقيم واخلاق الديمقراطية ومن اهم اخلاق الديمقراطية هي احترام الرأي الآخر والاستفادة منه  رافضا  قيم واخلاق الاستبداد والعبودية اعراف وشيوخ العشيرة وقيمها     وهذا يحتاج الى تحرير العقول اولا واحترام ما تطرحه تلك العقول مهما كانت  من اكبر الجرائم بحق الحياة والانسان عندما يوجه الشعب بأتجاه مشرب ومعلف يعني يعيش في ظل الفكر الواحد ووجهة النظر الواحدة  والحاكم الواحد والحزب الواحد حيث اثبت بدون اي شك ان الرأي الواحد الاتجاه الواحد الحاكم الواحد الحزب الواحد مفسدة  للشعب وللحكم وهذه حقيقة واضحة وملموسة لا يجهلها وينكرها  الا اطفال ادعياء اهل اليسار  الذين لا يرون الا انفسهم التي لم يرها احد ولا يسمعون الا اصواتهم التي لم يسمعها احد ومع ذلك يكابرون ويعتقدون ان العالم كله يراهم وكله يسمعهم ومتأثر بهم ويريدهم ويرغب بهم وهذا دليل على غبائهم وجهلهم  لا يدرون  انهم لاشي بل انهم   خارج الزمن

لا شك  كانت هناك اكبر فرصة لليسار العراقي  بعد 9-4-2003 للنمو والتطور والاتساع  والمساهمة في بناء الوطن وسعادة الشعب لو استغلها وسار وفق متطلبات ظروفها   ودرس الحالة  التي يعيشها المجتمع دراسة دقيقة وتحرك بموجبها وأنطلق من  مستوى ذلك  الواقع وتلك الحالة

   وكان بأمكان اليسار ان يصنع له حيزا مساحة معينة  في العراق الجديد لو جمع شتاته  في تيار في جبهة وفق خطة واحدة واضحة  وبرنامج واحد واضح       واضعا  امامه  الهدف الاول والمهمة الاولى الديمقراطية الدستور المؤسسات الدستورية  والتعددية الفكرية السياسية والعمل بصدق واخلاص من اجل ترسيخ الديمقراطية ودعمها وحمايتها والدفاع عنها واحترام الدستور والمؤسسات الدستورية ويجعل قربه وبعده من القوى السياسية الاخرى من خلال بعدها وقربها من الديمقراطية التعددية الفكرية والسياسية الدستور المؤسسات الدستورية  والتزامها وعدم التزامها بها

وهذا يتطلب احترام كل الآراء والافكار والمعتقدات  لان العراقيين بعد تحرير عقولهم في 2003 انطلقوا جميعا كل واحد وفق رؤيته للواقع ووفق مستواه العقلي والفكري وهذا امر طبيعي  لهذا تضاربت  واختلفت وجهات النظر وهذا امر طبيعي ايضا     كان   المفروض باليسار العراقي  ان يتوقع حدوثه  فاهما تأثيره واتساعه   وكيفية التعامل معه ومسايرته والتوجه معا لبناء العراق الجديد وسعادة الشعب    من خلال  احترامه والاعتراف به والتعامل معه كمساهم كبير في  مكافحة نظام الاستبداد والعبودية ماضيا وفي بناء العراق الديمقراطي الان ومستقبلا   وعدم خلق اي عثرة اي سد يحول دون ذلك  لان هذه العثرة هذا السد يخلق رد فعل عنيف   علينا ان ندرك حقيقة ان العقل الحر لا ينتج الا خير حتى وان كان انتاجه غير مهيأ للمرحلة لكن الويل كل الويل من نتاج العقل المحتل المحتل فانه ينتج الفساد والارهاب

كان المفروض باليسار ان ينزل الى الجماهير الى الشعب ويدرس  واقعه ويفهم النقاط المضيئة في تاريخه الماضي والحاضر وينطلق منها فاذا رفعها الى هذا المستوى من السهولة ان يرفعها الى مستوى اعلى بدون الاصطدام معها

كما اثبت ان الحياة لا تتطور وان الانسان لا يسعد في الحياة  ولا يمكن بناء و طن حر وشعب سعيد  الا عندما  يكون المواطن حرا في عقله مستقلا في ارادته   اي كل الشعب يشترك في بناء الوطن  من خلال ما يطرحه المواطن من افكار   والمحصلة النهائية للافكار هي التي تسود   اي من خلال تفاعل تلاقح هذه الافكار بعضها مع بعض لا تصارعها  تولد الفكرة الجديدة وهذه الفكرة هي التي تبني الوطن الحر  وتسعد الشعب   لا فكرة حزب واحد ولا حاكم واحد ولا حتى عقل واحد

الا ان المؤسف والمؤلم رغم ضعف اليسار وقلة عدده وسيطرت اطفال وادعياء اليسار والعناصر المشبوهة التي اثبتت الايام انها عناصر فاشلة جاهلة تستهدف مصالح خاصة ومنافع ذاتية ان لم تكن مأجورة لجهات اجنبية معادية لليسار لهذا اخذ اليسار يزداد ضعفا  وقلة  عدده بل الكثير من اهل الخبرة توقعت  تلاشيه وزواله نراه في حالة انقسامات عديدة  ومجموعات مختلفة بعضها تتهم بعض وبعضها تنقص من بعض وبعضها تسئ الى بعض   مجموعات هيلامية لا تجد لها اثر على الواقع ومع ذلك كل مجوعة تتحدث بأنها وحدها بالساحة  وانها وحدها القادرة على كل شي وبيدها كل شي  لا تعترف بأي مجموعة يسارية  غيرها وتتهمها بكل التهم السيئة  كما انها لا تعترف بأي قوى سياسية  في العراق وتدعوا الى الغائها وذبحها ومنعها من العمل وطردها من العراق   وعندما تبحث عن هؤلاء لا تجد لهم اثر اين هم في اي محل في اي محلة    من هؤلاء صباح زيارة  سعدي يوسف  عزيز الحاج    وغيرهم

هل هناك شك اذا قلنا ان هؤلاء ومن على شاكلتهم  هم الذين حطموا اليسار في العراقي وهم الذين وراء فشله  سواء كانوا يعلمون او لا يعلمون 

 

 الغريب في الامر ان تطبيل وتزمير هؤلاء شبيه تمام الشبه بتطبيل وتزمير  طبول ومزامير الارهاب الداعشي التابع لال سعود  حتى لا يمكنك ان التمييز بينهم

الحقيقة ان مخابرات ال سعود بما يملكون من اموال تمكنت من شراء هؤلاء الذين يدعون اليسارية وجعلت منهم ابواق مأجورة ضد العراق والعراقيين وفي خدمة ال سعود وكلابهم الوهابية الصدامية

فهؤلاء هم داعش الوهابية بل هم الذين دمروا اليسار وقيمه وذبحوا العراقيين  وكانوا السبب الاساسي والرئيسي في ولادة داعش وكل الافكار الظلامية الوهابية  كرد فعل لتطرفهم الكاذب والمزيف   فلا بد من كشفهم وتعريتهم  لانقاذ العراق والعراقيين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/21



كتابة تعليق لموضوع : هؤلاء من دمروا اليسار وأفشلوه في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net