مـــا بعــــد وديــــة الكويــت ..
خالد جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في كرة القدم سواء في المعسكرات التدريبية أوالمباريات ذات الطابع التجريبي، لا تعتمد الفوائد فيها على النتائج الايجابية التي تسجل في تلك المواجهات، بقدر إرتكازها على ما يسجله المدرب من ملاحظات وتشخيصات فنية إيجابية كانت أم سلبية في مفكرته التدريبية , ومن هنا يمكن القول أن الفوائد التي خرج بها منتخبنا الوطني من مباراته الدولية الودية مع شقيقه المنتخب الكويتي الأثنين الماضي لا يمكن التعرف عليها بشكل جلي وصريح في الوقت الراهن، طالما أن المدير الفني الجديد لمنتخبنا المدرب السلوفيني كاتانيتش وفي أول تجربة واقعية ومحك حقيقي في مهمته الجديدة، وبعد أيام معدودات من قدومه الى بغداد وتوقيعه العقد مع أتحادنا الكروي لا يزال إذا صح القول في مرحلة المسح الفني والأختبارالضروري لقدرات اللاعبين ومدى جدارة كل منهم في تسجيل أسمه ضمن القائمة النهائية للمنتخب، الذي ينتظره استحقاق كبير ومهم ويكاد يكون الأهم في المدى الزمني المنظور، وهو نهائيات كأس اسيا في الأمارات مطلع العام المقبل, ومن ثم لايمكن إعتبار الحصيلة التي خرج بها منتخبنا الوطني من ودية الكويت هي نهاية المطاف وحسم الأمور في الأتجاه الذي يمنح الملاك التدريبي المضي بثقة وقوة في مواصلة الاعداد طالما أن بلوغ شاطئ الأستقرار النهائي كما يبدو لم يحن وقته بعد لأسباب وعوامل فنية واقعية وموضوعية ولايمكن أعتبار المواجهات المقبلة ذات الأطار الودي مفترق الطريق الحاسم لتحقيق هذا الأستقرار في ظل حاجة الملاك التدريبي الى بعض الوقت في إعادة ترتيب الأوراق وتصفية الأختيارات, سيما أن مباراة الكويت لا يمكن الركون إليها فقط في حسم الصلاحية الفنية لأداء منتخبنا من جهة ومدى جدارة كل لاعب في البقاء أو المغادرة من صفوف هذا المنتخب من جهة ثانية والذي نتمنى وبعد مناسبة الكويت أن تنظم له مواجهات ودية وتجريبية مع فرق ومنتخبات قوية ولها سمعتها لأن الفوز على فرق ومنتخبات لا وزن لها قد تكون له مضار وسلبيات فنية برغم بعض المؤشرات الفنية الأيجابية التي غلفت إداء منتخبنا الوطني في مباراة الكويت, ولا يحقق للملاك التدريبي الفرص الحقيقية في تشخيص الأخطاء ومعالجة مكامن الخلل التي تبقى كالجمر تحت الرماد, في حين ان الخسارة مهما كان لونها وشكلها مع منتخبات وفرق قوية أكثر جدوى وايجابية على صعيد إستكشاف القدرات الحقيقية للاعبين ومدى نجاحهم في تنفيذ الواجبات وأمكاناتهم في التعامل مع خصوم أفضل منهم في الميدان, كما أن البديهية المعروفة في التدريب هي أن الخسارة امام الأقوياء في المواجهات الودية لها فوائد مضاعفة وتفوق بكثير الخروج بأنتصارات مع الضعفاء والأقل منك شأنا, لأن الخسارة ستكشف لك العيوب والثغرات الحقيقية وتمنحك فرصا ثمينة في التشخيص والمعالجة, على العكس تماما من الخروج منتصرا على من هو أدنى منك مرتبة وأضعف بكثير أو قليل من قدراتك الحقيقية, طالما هذا الفوز قد يغطي العيوب ويستر العورات الفنية التي قد تتحول الى كوارث ونكسات وهزائم في الأمتحانات، ولنا في هذا الميدان تجارب وذكريات بطعم العلقم. نعم.. مواجهة الكويت ليست نهاية المطاف بل يجب إعتبارها الخطوة الصحيحة الأولى نحو البناء الصحيح والمتكامل لمنتخبنا الوطني, لكن يجب هنا أستثمار عامل الزمن وتوظيفه بشكل موضوعي ودقيق على وفق توقيتات تأخذ بالحسبان التزامات اللاعبين مع أنديتهم سواء المحليين منهم أو المحترفين, وكذلك التحرك المبكر نحو تأمين المباريات الودية المفيدة مع فرق ومنتخبات محترمة وليست مصنفة في الدرجات الدنيا وهي من يستفيد منا فنيا وماديا, كما المطلوب منا جميعا الصبر على الملاك التدريبي الجديد ومنحه الوقت اللازم في بلوغ الأستقرار النهائي الذي يمنحنا منتخبا وطنيا جديرا بالأحترام وبمستوى الثقة والتمنيات السعيدة.

السطر الأخير

**أنا على خلاف مع الجميع, لأني لا أستطيع منافقة أحد ..!
ويل سميثش


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد جاسم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/16



كتابة تعليق لموضوع : مـــا بعــــد وديــــة الكويــت ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net