أيُّها الفُرات
مهدي مصطفى العاملي

بعدَ أوّل وضوءٍ بماءِ الفرات .. لأوّلِ زيارةٍ للحُسَينِ (ع) ..
طَـهِّر أيـا مـاءَ الـفـراتِ جـوارِحـي
واروِ فـؤادي وارتـفِـق بِـجـروحي

هَـبـنـي وضــوءً لائِـقــاً بـجَـنــابِـهِ
فالقـولُ لا يُغـنـي وكُـلُّ مَـديـحـي

فالسِّبطُ مَقصودي وبَيتُ قصيدتي
بـل قُـل كـتـابُ الـلـهِ بالتَّــصـريـحِ

عِــدلٌ لـهُ لـكـِـن كــتــابٌ نــاطـقٌ
يَرقـى فيَلـقـى الـلـهَ بالتـسـبـيـحِ

هو روحُ أحمـدَ والبتـولِ وحيـدرٍ
غضبُ السّما مِن جُرحِهِ المفـتوحِ

قـد خـصَّـهُ ربّـي بِـجُـلِّ فـضـائـلٍ
لـكــنـَّـهـم غـــدَروا فـأيُّ قـبــيــحِ

فامزج دُموعي في القصـائدِ كاتباً
نعيَ الحُسيـنِ بأحرُفـي وبِروحـي

فالرّوحُ ليسَت في المُصابِ عزيزةٌ
وسِنِـيُّـها قـصُـرَت فلـسـتُ كـنـوحِ

يا ليـتَـني كَـبـشُ الـفِـداءِ لِطِـفـلـةٍ
بَل قَـطـرَةٌ مِـن دمِّـهـا المَـسـفـوحِ

أو دمـعـةٌ أو شـوكـةٌ فـي نعـلِـهـا
لا لن أقـولَ كـقِـرطِـها المَـطـروحِ

عـرِّج أيـا مــاءَ الـفــراتِ لـقُـربِـهِ
هل تـذكـرُ الأحـداثَ بالتَّلـمـيحِ؟

هل ذاقتِ الأطفـالُ مِنكَ بيَومِها
أم لسـتَ تَفهـمُ ناطِـقـاً بفصـيـحِ

هل تذكرُ الطِّفلَ الرَّضيعَ بحِجرِهِ
ذبـحـوهُ وااا حَـزَنـاً فـأيُّ ذبـيـحِ

وانظُـر أيـا مـاءَ الفـراتِ أما تـرى
سَقَطَ اللِّواءُ فهَل كفى توضيحي

طَـهِّـر ذُنـوبَـكَ بـالـوضـوءِ لِـزائِـرٍ
لا لا تسِـر في دربِـكَ المـفـضـوحِ

وامسَـح بمائِكَ خِزيَ يَومٍ شـاهِدٍ
فالـجُـرمُ مـأسـاةٌ بِـلا تصـحـيـحِ

هذا كـلامُ القلـبِ فاخضَـع تائِـباً
والصَّـمـتَ إلـزَم دونـما تَجـريـحِ
 

الموضوع السابق بيوت القصدير

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat