وأوحينا وكانَ الوحـيُ سِرّا
بتكويـنٍ لهـمْ وتَـرَوْهُ جهـرا
فهذا النـحلُ متخـذٌ عـروشاً
بناها النـاسُ والأشكالُ كثرا
كما اتخذوا الجبالَ لهمْ بُيُوتًا
وأشجارًا بها الغـاباتُ خضـرا
بديـعُ الصـنـعِ مـن ربِّ البـرايا
فـتـسـلكُ أودِيَـا ذُلُـلاً وشـكـرا
فيخرجُ من بطونِ النحلِ عُجبٌ
شـرابٌ شـافـيٌ فتـظـنُّ سـحـرا
وتســعـى كـلُّ واحـدةٍ لخـيـرٍ
تـعـيـنُ خـلـيـةً وتـزيـلُ ضـرّا
وكـلٌ لـلـمـلـيـكـةِ رَهـنُ أمـرٍ
وتتبـعُها وتفـني العمرَ خيرا
كذاك المؤمنـون لنفسِ طه
فنـتـبـعُ حـيـدَرًا كـرّاً وكـرّا
أمـيـرُ النـحلِ قـائـدنا وإنـا
بحكمِ قضـائه لو كانَ مُـرّا
نـذوبُ بحـبِّـه كبـناءِ شهـدٍ
ونصنعُ منهُ إعجازًا وفِـكرا
خليـتنا الكـرامةُ والتـفاني
ودمٌ صـارَ للأجـيـالِ حبـرا
تزينُ بعضُـهم بلباسِ نحلٍ
وظـنَّ بـأنـه بـالـحـقِّ أدرى
وظـنَّ بـأنـه فــوقَ الـبــرايا
وكلُّ دمـاغِـه بالحـصرِ تـبرا
ويبـتدعُ المنـاقبَ في خيـالٍ
وفي أرضِ الحقيقةِ ليس غرّا
يسـوقُ حديـثَه كـذبًا وزورًا
وكلُّ وعـوده وهـمٌ وذكـرى
ويصـنعُ سـمهُ بلسانِ وعظٍ
ليخـفي خلـفه شـرًّا ومكـرا
وحتماً ما التّطبّعُ مثلُ طبعٍ
فكيـفَ بأرنبٍ أو قُـل بفأرة
كـذئبٍ ثعـلبٍ قد ظنَّ يومًا
بحكمِ لباسِه سيكونُ صقرا
وإنّا الصابـرونَ على البـلايا
فوعدُ اللهِ بعدَ العسرِ يسرا
ومهـما طـالَ للـظُّـلّامِ دهـرٌ
سيأتي يومـهُ ويحـالُ قبرا
هنالكَ لن يدومَ الغدرُ حتمًا
سيلقى مُنكَراً شمراً وكِـسرا
وإنا الغافلونَ وليـسَ نـدري
فهل يومًا تُرى سنكونُ بِشرا
وللمـهـديِّ ندعـوا كـلَّ حيـنٍ
لذا سأزيدُ هذا البيتَ شـعرا
فـيـا ربــاهُ أنـقــذنـا وفــرج
فقد طالَ انتظارُ الحقِّ دهرا
وعجّلْ فالبـريّةُ في انتظارٍ
ووعدُ اللهِ بعدَ اللـيل فجرا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat