صفحة الكاتب : رابطة فذكر الثقافية

السيد محمد صادق الروحاني : على المؤمنين التدقيق بما يسمعون وبما يصلهم وعدم ترتيب الأثر عليه قبل التأكد من صحته
رابطة فذكر الثقافية

في استفتاء وجه الى سماحة المرجع اية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني حول الاشاعة وتزايد نقل الاخبار الكاذبة او المتلاعب فيها على الاخبار الصحيحة من قبل رابطة فذكر الثقافية فكان من جواب سماحته " لذا فإن المتعين على المؤمنين التدقيق بما يسمعون وبما يصلهم وعدم ترتيب الأثر عليه قبل التأكد من صحته، وعدم المساعدة على نشره وتوزيعه قبل التأكد منه لئلا يقع في واحدة من تلك المحاذير التي حذرنا الله تعالى منها." 
وفيما يلي نص السؤل من قبل الرابطة وجواب سماحته 

سماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني مد ظله العالي

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرجعنا المفدى نعيش في عصر تتكاثر فيه الاشاعات و تتزايد فيه الاخبار الكاذبة أو المتلاعب فيها بحيث تكاد تغطي هذه الاخبار و الاشاعات على الاخبار الصحيحة و المعلومات المفيدة و النافعة.

بل و اصبحت حالة من فقدان الثقة تسيطر على الكثير من الناس لعدم مقدرتهم على التمييز بين الصحيح و السقيم منها،

و من اسباب تكاثر الاشاعات هو سهولة انتشار الاشاعة خلال لحظات على نطاق واسع من جهة،

 و من جهة اخرى فان بث الاشاعة لا يكلف المشيع جهداً و لا مالاً و لا يلاحقه قانون في أغلب الاوقات و البلدان .

فما هو توجيهكم لأبنائكم الموالين في التعامل مع الاشاعات

                                                                     رابطة فذكر الثقافية.

جواب:
باسمه جلت اسماؤه

لقد وجهت الشريعة الغراء المكلفين في سلوكهم اليومي الى ضرورة مراعاة مجموعة من التعاليم والوصايا فيما يأخذون وفيما ينشرون وفيما يعملون،  لكي لا يقع الانسان في التهلكة من حيث لا يدري أو لا يدري،

 فحرمت الكذب، والبهتان، والغيبة ، والنميمة، والخيانة، وتمني إشاعة الفاحشة بين المؤمنين،

وأوصت بالصدق والأمانة، والتبين والحذر من أن يسيئ الانسان الى الاخرين بغير وجه حق.

 ووجهت الانسان لكي يكون حذرا في تلقي المعلومات، لناحية التمييز بين ما يسمع ، حيث قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في جوابه لأسئلة ملك الروم عندما سأل:  كَمْ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ؟ فقال عليه السلام في جوابه، َ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ بَيْنَ أَنْ تَقُولَ رَأَت‏ عَيْنِي وَ سَمِعْتُ و مَا لَمْ يُسْمَع‏،

وقال في احدى خطبه : أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ إِلَّا أَرْبَعُ أَصَابِعَ‏

فسئل ع عن معنى قوله هذا فجمع أصابعه و وضعها بين أذنه و عينه ثم قال- الْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ سَمِعْتُ وَ الْحَقُّ أَنْ تَقُولَ رَأَيْت‏.

وكذلك  أجاب الامام الحسن عليه السلام من سأله من أهل الشام : ِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ مَا رَأَيْتَ بِعَيْنَيْكَ فَهُوَ الْحَقُّ وَ قَدْ تَسْمَعُ بِأُذُنَيْكَ بَاطِلًا كَثِيرا.

وهذا ما نجده في كتاب الله الكريم حيث قال تعالى في معرض التوجيه لعدم الاخذ بكل ما يقال : فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.

وقال تعالى في معرض لفت النظر الى أن الانسان سيكون مسؤولا عن كل كلمة يتلفظ بها :  ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ .

وقال تعالى محذرا من ترتيب الأثر على ما لا يكون يقينا ومحذرا من ممارسة انتهاك خصوصية الاخرين ومن الإساءة اليهم فقال:  يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتا فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيم‏.

 وفي معرض التحذير من المساعدة على انتشار الأشياء المسيئة قال عزوجل:  إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيم‏ وأوصى كثيرا بضرورة الانبتاه لأي خبر  دون تحقق ، وترتيب الأثر عليه فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمِين‏.

اما ما ورد في ذلك في الروايات الشريفة فلا حصر له..

لذا فإن المتعين على المؤمنين التدقيق بما يسمعون وبما يصلهم وعدم ترتيب الأثر عليه قبل التأكد من صحته، وعدم المساعدة على نشره وتوزيعه قبل التأكد منه لئلا يقع في واحدة من تلك المحاذير التي حذرنا الله تعالى منها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رابطة فذكر الثقافية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/29


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الموازين الدينية في ثبوت الرؤية الشرعية - استفتاء للعالم الرباني سماحة السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره الشريف حول رؤية الهلال  (أخبار وتقارير)

    • مكتب السيد السيستاني (دام ظله) في لبنان يجيب عن استفتاء جديد حول (إفشاء السر)..  (أخبار وتقارير)

    • جواب مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) في لبنان على استفتاء بخصوص تخصيص هبة الوالد لأحد الأولاد دون أخوته..  (أخبار وتقارير)

    • جواب مكتب السيد السيستاني (دام ظله) في لبنان عن استفتاء يبين فيه حكم التثاؤب أثناء الصلاة  (أخبار وتقارير)

    • المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (قدس) يجيب على سؤال " كيف هلك يزيد (لع) "  (أخبار وتقارير)



كتابة تعليق لموضوع : السيد محمد صادق الروحاني : على المؤمنين التدقيق بما يسمعون وبما يصلهم وعدم ترتيب الأثر عليه قبل التأكد من صحته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net