وبعدها هبني الرّياح إليك يا سيدتي، وغبطت نفسي بمدامع إليك مدرارًا كيف للطرق كادت أن تلبث بغبار النواحي، وأشارت بكفّها المرتعد نحو مرقدك، أتيت عشقًا نحو باب القبة، وقفت بكل خضوع وبهجة تلهجُ شفتيّ أمامك، اشتممتُ تلك الرّائحة التي دخلت جوانح عشي، وغطفت طوائف الزوايا تلهو باكية إلى مزار عطفك، أبكيك شوقًا كتدفّق الجدول الجاري، جَالت ذوائفّ البدر تُحلق عَلى القنَابِلُ، رُحتُ أتوسّل بين المراقْد وأتلهفّ كالسَراج المستبشر، يامليكة الدنُيا خُذي بيَدي لكي أكون تحتَ ظِلكِ القدّيس، حتَى ألوي عَيني بينَ ذاكَ الشُباك الّذي أحاطَ بنوركِ آلسْاطع، بابك ملامح ذاك الذي نهوي لرؤيته، فأمسي كالشهاب لأنال تلك الشفاعة التي أحاطت بنوابع السلام، نوابت المغار شقت ذاك الطابع، ألتمس قلبي حبًّا متيمًا لك يا سيدة سامراء، أجلس كالحمامة بين الحرمين التفت الى مزارك ياسيدتي، وأشق عيني إذا اغمضت ولو ثانية لانني سأجلس حتى انال الشفاعة منك، سيدتي اتيتك حاملة حبًّا يشرف على مناصب الأعالي، حبًّا التوى على مقارع الطيف الذي تاه بالنور المالي بين فراش الندى، حبًّا طار من مكاني إلى مسامعك يامليكة الدنيا، وشاح لون المصاحف تلوي بذاكَ الصوت الذي شنَ َمهاجْم النجوم تَروي التحاقي إليكِ، صادَ القاب يلجأُ على محامّل السّاري نحوكِ ياسيدتي، سأنبُت داخلي مزارع العطف الذي قد سرَ مضّاجع القنا يلجوْ ولا يطوي ذاكَ الحب الّذي جشَ بمدامع النوايا، أحبك يا ملجأ الملهوفين والغابطين بقربكِ، سأروي حُبي إليك، إلى ذاكَ الصّاحب الّذي قد نوينا أن نراه حَتى ولو بطيف الحامي، فأحيينّي بقُربكِ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat