هي الحَياةُ عروسٌ حِينَ تنظُرُها
وهـوَ العـريـسُ أتانا كي يُلاقـيها
فالمـَوتُ يعـشَـقُـها بـكـلِّ كـيـانِهِ
قـد جــاءَ يأخـُذها لبـيـتِ أبـيـها
ما السِّـرُ قُلنا ! فالعروسُ بِدارِها
قُلْ كيـفَ يأخـُذها لبيـتِ ذويها؟
فالعـُرسُ معكوسٌ فما ميزانُكم؟
أنّى العَروس تعود؟ ما أخذوها !
قالَ المـَماتُ بكـلِّ حَـزمٍ صائِـحاً
عُرسُ الحـياةِ أتـى فلا تُخفـوها
فهيَ الحبـيـبُ وقـد أحبَّت ربـَّها
وأنا المـَمات وسِيـطُـها فدعـوها
هـذي الأمـانـةُ كي تـعـودَ لـربـِّها
لا بـُدَّ مِـن مَـوتٍ بـفـقـدِ بـنـيـهـا
فالأهـلُ ينتـظِـرونَها فـي بيـتِـهِم
قوموا الى التـَّوديـعِ كـي نُهـديها
سكنوا جِنانَ الخُلدِ حينَ رحيلِهم
وهـيَ العـرُوسُ أمـانـتي أُعـطيها
فـتـفـكّـروا وتـدبـّروا وتـهـيّـؤوا
وقـل إعملـوا طِيـباً ولا تُـؤذوها
فمَصـيرُكم نَفسُ المصـيرِ بِعينِهِ
والـلّـهُ يـأمـُرنـــي لـكـي آتـيـهـا
إنَّ الحياةَ كـغيـمِ صَيـفٍ مُسرِعٍ
وأنـا المـَمـَاتُ برَمـشـةٍ أُطـفيـها
ذي سُنَّةٌ في الكونِ مُنذُ حُدوثِهِ
والرَّاحـِلـونَ كغـيـرِهـِمْ لَمَسـوها
ماتـوا وأصبـَحـَتِ الأمُورُ جلـيّةً
بـَصَـرٌ حـَديــدِيٌّ إذا وَصَـفـوهـا
كُشِفَ الغِـطاءُ فما رَأَوهُ حقيقةٌ
وتـَدومَ بَعـدَهـُمُ فـلا تـنسـوها
فالمـوتُ حـَقٌّ بانتـقالِ حَياتِـنا
والـعـُرسُ آتٍ فـارتـقِـبهُ نَبـيـها
لا لَـبـسَ فيهِ بِخـَيـرِهِ أو شـَرِّهِ
( ربّ ارجِعونِ عامِلاً ) ما فيها
للهِ مـَرجـِعُنا فـأيـنَ مـَصـيـرُنا
أينَ الحَقيقةُ مَن تُرى يُخفيها؟
قالَ الوَصِـيُّ لِحـارِثٍ ولأصبَغٍ
أبشـِر فـإنـي حـاضِـرٌ أكـفـيـها
مَوتٌ صِراطٌ ثُمَّ حَوضٌ حاضِرٌ
هل أُنطِقُ النِّيـرانَ كي تَحكيها
إنـّي القَسـيـمُ لهـا وإنـي آمـِرٌ
بالعدلِ أحكـامي غداً أَقضيها
هـذا ولـيـِّي فـاتـرُكِـيـهِ فـإنـَّهُ
عـَبـَدَ الإلـهَ بأحـرُفٍ يـَرويـهـا
هذا عدوّي فأخـُذيهِ ولَوِّعـي
وذنـوبـهُ لا تكـتُمـي قـُولـيـها
خُذها إليكَ قصيرةً يا حارِثٌ
ومِنَ الطَّـويلةِ إنـَّني أُقصـيها
أحبِب تَكُن مَع مَن تُحِبُّ وإنَّهُ
لكَ ما كَسـَبتَ وإنـَّني أُفتـيـها
المهندس_العاملي مهدي مصطفى مصري
حين كانت زيارةُ الموتِ قاسيةً لبعضِ الأحبّة
فجر يوم الخميس الموافق ١١ آذار ٢٠٢١ ميلادي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat