صفحة الكاتب : مهدي مصطفى العاملي

عـُرسُ المَوتِ و الحَياة 
مهدي مصطفى العاملي

 هي الحَياةُ عروسٌ حِينَ تنظُرُها

وهـوَ العـريـسُ أتانا كي يُلاقـيها

فالمـَوتُ يعـشَـقُـها بـكـلِّ كـيـانِهِ
قـد جــاءَ يأخـُذها لبـيـتِ أبـيـها 

ما السِّـرُ قُلنا ! فالعروسُ بِدارِها
قُلْ كيـفَ يأخـُذها لبيـتِ ذويها؟

فالعـُرسُ معكوسٌ فما ميزانُكم؟
أنّى العَروس تعود؟ ما أخذوها !

قالَ المـَماتُ بكـلِّ حَـزمٍ صائِـحاً
عُرسُ الحـياةِ أتـى فلا تُخفـوها

فهيَ الحبـيـبُ وقـد أحبَّت ربـَّها
وأنا المـَمات وسِيـطُـها فدعـوها

هـذي الأمـانـةُ كي تـعـودَ لـربـِّها
لا بـُدَّ مِـن مَـوتٍ بـفـقـدِ بـنـيـهـا

فالأهـلُ ينتـظِـرونَها فـي بيـتِـهِم 
قوموا الى التـَّوديـعِ كـي نُهـديها

سكنوا جِنانَ الخُلدِ حينَ رحيلِهم
وهـيَ العـرُوسُ أمـانـتي أُعـطيها

فـتـفـكّـروا وتـدبـّروا وتـهـيّـؤوا
وقـل إعملـوا طِيـباً ولا تُـؤذوها
 
فمَصـيرُكم نَفسُ المصـيرِ بِعينِهِ
والـلّـهُ يـأمـُرنـــي لـكـي آتـيـهـا

إنَّ الحياةَ كـغيـمِ صَيـفٍ مُسرِعٍ
وأنـا المـَمـَاتُ برَمـشـةٍ أُطـفيـها

ذي سُنَّةٌ في الكونِ مُنذُ حُدوثِهِ
والرَّاحـِلـونَ كغـيـرِهـِمْ لَمَسـوها

ماتـوا وأصبـَحـَتِ الأمُورُ جلـيّةً
بـَصَـرٌ حـَديــدِيٌّ إذا وَصَـفـوهـا

كُشِفَ الغِـطاءُ فما رَأَوهُ حقيقةٌ
وتـَدومَ بَعـدَهـُمُ فـلا تـنسـوها

فالمـوتُ حـَقٌّ بانتـقالِ حَياتِـنا
والـعـُرسُ آتٍ فـارتـقِـبهُ نَبـيـها

لا لَـبـسَ فيهِ بِخـَيـرِهِ أو شـَرِّهِ
( ربّ ارجِعونِ عامِلاً ) ما فيها

للهِ مـَرجـِعُنا فـأيـنَ مـَصـيـرُنا
أينَ الحَقيقةُ مَن تُرى يُخفيها؟

قالَ الوَصِـيُّ لِحـارِثٍ ولأصبَغٍ
أبشـِر فـإنـي حـاضِـرٌ أكـفـيـها

مَوتٌ صِراطٌ ثُمَّ حَوضٌ حاضِرٌ
هل أُنطِقُ النِّيـرانَ كي تَحكيها

إنـّي القَسـيـمُ لهـا وإنـي آمـِرٌ
بالعدلِ أحكـامي غداً أَقضيها

هـذا ولـيـِّي فـاتـرُكِـيـهِ فـإنـَّهُ
عـَبـَدَ الإلـهَ بأحـرُفٍ يـَرويـهـا

هذا عدوّي فأخـُذيهِ ولَوِّعـي
وذنـوبـهُ لا تكـتُمـي قـُولـيـها

خُذها إليكَ قصيرةً يا حارِثٌ
ومِنَ الطَّـويلةِ إنـَّني أُقصـيها 

أحبِب تَكُن مَع مَن تُحِبُّ وإنَّهُ
لكَ ما كَسـَبتَ وإنـَّني أُفتـيـها

المهندس_العاملي مهدي مصطفى مصري
حين كانت زيارةُ الموتِ قاسيةً لبعضِ الأحبّة
فجر يوم الخميس الموافق ١١ آذار ٢٠٢١ ميلادي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي مصطفى العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/11



كتابة تعليق لموضوع : عـُرسُ المَوتِ و الحَياة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net