الأسرة بين الحرية والاستبداد
اسيل القندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسيل القندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تخضع نفسيات الأفراد في ظل بعض الأسر إلى سايكولوجية تُعرف بحكومة الآباء، وهذا ما يلاحظ من خلال بعض الدراسات التي تمت على بعض الاسر، فالأب الذي يتحدث إلى أبنائه بلسان التهديد والعقاب فقط، غالبا ما تكون إطاعة ابنائه قائمة على أساس الخوف منه، وبذلك ينعدم حب التقدم والنجاح والرقي من نفوس الأطفال، ولا تظهر استعداداتهم الخفيَّة للقيام ببعض الامور التي من الممكن ان تخلق لهم شخصية متميزة عن الاخرين، ولا يفكرون في تحصيل الكفاءات لأنفسهم، وبصورة أساسية، فإن الأطفال في أمثال هذه الأُسَر لا يدركون أنفسهم، ولا يلتفتون إلى وجودهم بين ظهراني المجتمع، لأنهم لم يسمعوا كلاماً من رب الأسرة حول إظهار شخصياتهم، وهذا ما يثبت غلط النظرية القائمة على تربية الاطفال بِلُغة السوط والعصا فقط، أما في الأسر التي تقوم على أساس اسلامي صحيح، نجدها تحافظ على معدل الرقي النفسي، وحُبّ التكامل، وتهدف التربية فيها إلى إيجاد الكفاءة والفضيلة، والصلاحية في نفوس الأفراد، وتنعدم لغة التهديد والعقوبة بل يستند المُربِّي حينئذ إلى شخصية الأطفال، ويستفيد من غريزة حبهم للكمال في تشجيعهم على العمل المثمر الحُر وهذا ما يبين صحة النظرية الاسلامية التي تنص على إن التربية في ظل النظام الإسلامي تقوم على العدل والحرية، وتنمية حب الرقي والتكامل في نفوس الأطفال ينتج مجتمعا متكاملا وصالحا يقوم على اساس النظرة الاسلامية الشمولية، فكما يقول الإمام علي (عليه السلام) لولده الحسن(عليه السلام): (ولا تكن عَبدَ غيرك، وقد جعلك الله حراً) بهذه الجملة القصيرة يزرع الأب العظيم أعظم ثروة للشخصية في نفس ولده، ويعوده على الحرية الفكرية، وبالنسبة إلى تَعلُّم الأطفال فقد قال (عليه السلام): (من لم يتعلَّم في الصِّغَر، لَم يتقدَّم في الكِبَر) لذلك نجد إن المربي القدير هو الذي يستفيد ويقيم قسماً كبيراً من أساليبه التربوية على هذا الأساس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat