صفحة الكاتب : منتظر العلي

من أدب فتوى الدفاع المقدسة: حشد أمّ البنين (عليها السلام)
منتظر العلي

  لقد وصفه أحد المقاتلين بأنه كان نورس الجبهة ينظر الى صورته بحيرة من أمره، يريد أن يقول: ابنك استشهد قبل أيام، لكنه لا يستطيع أن يخبرني بذلك، قلت له: يا بني، أنا أعرف أن ابني استشهد قبل أيام، وأنا دفنته بيدي، وجئت أحمل معي ملابسه وسلاحه.

قال احد الضباط وهو يرحب بي: نحن بالخدمة ماما، قلت له: جئت لأضع صورة ابني على أعلى حجاب في الميدان، ويعني أني قررت أن أشغل مكانه، أن أقاتل بسلاحه وملابسه، أنا أمّ (قصي جمعة سهران)، نعم أنا، ينظرون اليّ بدموعهم وبعضهم لم يتحمل الموقف، أمٌّ تريد أن تقاتل مكان ابنها، وبكى كل من كان يشهد بالمحادثة.
 قال ضابطهم: عمة من اتى بك الى هنا؟ كيف وصلت ونحن في اوج المواجهة؟ قلت: عندما تخرج ابني من كلية العلوم، رسمت في بالي أشياء جميلة رسمت له مستقبلًا أبيض، زوجة، وأطفالًا، ووظيفة، وأنا أصيح ابني عالم، أفتخر بأني ربيت عالما.
 يسألني: وما فائدة عالم في وطن مخذول يا أمي؟ كنت اشعر اني لو منعته من الذهاب الى الجبهة سأندم طوال حياتي، سأخسر ابني، لذلك حملته شهيدا، وأنا جئت اليوم؛ كي لا اخسر نفسي، سأقاتل كما قاتلت الأمهات خلف ابنائهن في الطف الحسيني.
 قال لي الضابط: عمة، ليس في قانوننا امرأة تقاتل، قلت له: اجعلوه، نحن لا نضحي بقانون، نحن نضحي بغيرة، هل هناك قانون كان يحتم على الأنصار أن يقاتلوا والحسين سرحهم من القتال، وخيّرهم أن ينجو بأنفسهم لكن عزة النفس لا تسمح لهم أن يتركوا الحسين وحيدا.
 احتار الجميع في أمري، حتى صرّح احدهم، وكأنه عثر على الحل: ستديرين شؤون المطبخ يا عمة؟ قلت: عمة، انا جئتكم لأقاتل ما جئت لأعيش البيت هنا، أنا جئتكم المقاتل (قصي جمعة سهران) وليس أمّه، أريد أن أقاتل يا عمة.
 كان قصي يحب السهر، لذلك انا سأقاتل الليل كله، تضامن الجميع معي وانا عاندت وصممت أن أقاتل.
:ــ بسيطة يا عمة، اكتبوا قانونا يجيز للأمهات القتال. 
سألني احدهم من اجل ان يمسح الدمع عن هذا الموقف: هل تعرفين الرمي يا عمة؟ قلت له: دعني معهم وسترى، الفكرة يبدو انهم قبلوها على مضض، وفي اليوم الثاني التحقت بي أمّ اعترضوها فتحججت بي، أليست تلك هي امّ قصي على الجبهة؟ احتاروا من ابلغهن، واذا بعد أيام الجبهة تشهد قتال الأمهات، حشد أمّ البنين (عليها السلام).
 لماذا لا يذكر الرجال هذه الوقفة؟ لماذا يخشون؟ ومن أي شيء؟ والله ما وقع حجاب لأمّ على الجبهات، والله ما كشفت شعرة من رأس أمّ وبعدما امتلأ الحجابات بالأمهات، انتهت الحرب واندحر الدواعش وظهرت الداعشيات على خزي، سألني صحفي: أمّ قصي كم شهيدة اعطيتن في المواجهة؟ أجبته: ألا تدري ان الرصاص يخاف من أمهات الشهداء؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/03



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة: حشد أمّ البنين (عليها السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net