صفحة الكاتب : صفية الجيزاني

مفكرة ما قبل وما بعد الحياة
صفية الجيزاني

اكيد سيأتي  الزمن الذي  اخترته انا ، لأقف بين يديك  سيدي ، كتبها في دفتر مذكراته  ، وكتب أشياء  أخرى ، وانا  اتصفح  دفتر مذكراته  ، أرى أشياء فلتت من ازمة  التواريخ ، طوال حياتي  احلم  بان أكون جنديا افتديك بروحي ، وكتب في صفحة  أخرى  كلما انظر لصورة  من صور الطف  أرى نفسي  فيها ، ويذيل كل صفحة  باسمه وكنيته ولقبه  ( الشهيد كاظم اليساري )  ويعني ان هذا الرجل  كان يتنبأ بالشهادة  ، او يتمناها  لدرجة ان يحملها حقيقة من حقائق الحياة ،( ليس من الصعب  ان اقاتل  لكن من الصعب ان انتظر المواجهة ، انتظر الطف الذي سبقني بقرون وانتظر مولاي الحجة الذي  سيظهر  بعدي بما لا اعلم  وانتظر  الشمر ، الذي سابارز ، كل شيء في الحياة انتظار، الولادة انتظار  الموت  انتظار  وفي الجبهة  لاتمتلك  سوى الانتظار ،)و كتب  في احدى صفحات مفكرته لدي علاقة  روحية  صميمية  مع مولاي  القاسم  بن الامام موسى بن جعفر  كوني احد أبناء مدينة القاسم ، هو شعور صميمي  يقرب المسافة  شعوريا  بيني وبين  الطف ـ كان  الانتظار  لليلة العاشر  من محرم اصعب من الموت نفسه ، لذلك كنا نقرأ القرآن بصوت مرتفع  كي لانترك  للوسوسة مكان للتوق الدنيوي  ، يبدو الشعور كما لو ان ادراكك للقضية  هو نوع من أنواع  الانتظار  ، تفكيرك بالنجاة ساعة الحرب عنوان من عناوين الحرص لذلك كانت  الشهادة ترى الالتحاق بالرحب الحسيني امنية كل مقاتل  القضية  هي النظر  باتجاه  المواجهة في القتال  ، الحرب بمنطق الايمان  وهذه ليست فلسفة بل هي الحال الذي جعلنا نلتزم  الجبهات  ، هذا يسمونه  الايمان الراسخ  بالقضية  ، وكتب في صفحة أخرى  مقاتل  ينتمي  لجيش عدده 72 فدائي  يواجه 30 الف مقاتل  أو اكثر  هل فيهم  من يؤمن فعلا  انه سيخرج  من بين تلك السيوف  بلا قتل ؟، اذن  لمّ يصر  على البقاء امام الموت ؟ لماذا انتظروا الموت ، القضية  بوجهة نظر  أخرى  انهم يريدون  البقاء  ما بعد الحياة  ، انهم نظروا  الى النصر  بعمقه الدلالي  ، الكثير من المقاتلين  يحاربون بلا مرتب  ، لم يأخذوا من احد  شيئا  ،  البعض منهم كان يعمل  في اجازاته كي يعيش ، وفيهم المتمكن  ماديا  الذي لايحتاج المرتب  ، ما الذي تحتاجه  ، أيام كنت  في الطف كنت احتاج  ان اقتل بين يديه  وايام الحشد احلم بالالتحاق بركبه الميمون  ومنه سالتحق  بركب المهدي عجل الله فرجه  الشريف  ، من لايؤمن بهذا  الكلام ليترك  الجبهة ويرحل عن ذاكرتي ، كنا أيام الطف  نجلي السيوف  كي  نتخلص من أي ضغط نفسي  ، اليوم في الحشد  قررت ان اصنع بنفسي  عبوات ناسفة ، لهذا اغلب  الأحيان  أقتحم  وحدي ادخل  العمق  المجابة  ليزرع  بينهم الموت  ، كتب  في احدى  صفحاته الأخيرة  احتشموا عند المنام واستعدوا دائما للالتحاق بالركب الحسيني وفي الصفحات الأخيرة كان يكتب لبيك يا حسين ، حين استشهدت  ادركت ان الموت سعادة ، مفكرة فيها ماقبل ومابعد الحياة  مفكرة عجيبة كتب فيها اني فعلا عشت مراسيم التحاقي  بالركب الحسيني  ، أجواء الفرح  التي اعيشها تتوج عند الاهل بالنحيب ، ما يفرحني  ان اهالي كربلاء  شيعوني  وأهالي مدينة القاسم  وأهالي النجف الاشرف  وأقيم لي مجلس كبير في العتبة الحسينية ، رحلت وفي قلبي امنية  لم تتحقق  حصلت على كل ما اريد  الا هذه  ، كنت على موعد  للقاء  سيد الحشد  السيد السيستاني  ، لكني  لم اوفق  للأسف  ووفقت لما هو اكبر  انا الان عند الحسين عليه السلام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفية الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/04



كتابة تعليق لموضوع : مفكرة ما قبل وما بعد الحياة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net