بين مدة ومدة كنا نستضيف الشيخ مدلول رجل خبير بأمور التاريخ ويروي لنا أشياء جميلة عن التاريخ الشعبي والعام، وكنا نحب تلك القصص، تحدث مرة عن أسواق كانت في زمن الجاهلية، أسواق كثيرة واسماء متعددة مثل: (سوق دومة الجندل) في الحجاز بحماية بني كنانة من قبيلة كلب، وقد جرت عادة القوم أن تُقام في أول شهر ربيع الأول حتى منتصف الشهر، وهي تقتصر على التجارة والمتعة، ولما جاء الاسلام حرّم البغاء.
وهناك سوق عكاظ في الحجاز خلف عرفة، لم تكون للسوق حدود وكانت تحميه هوازن، تُقام بين هلال ذي القعدة ومنتصف الشهر، وسوق المجنة، وسوق ذي المجاز، ولكل قوم نزلاء السوق، منازل يقيمون عليها راياتهم وتفض نزاعاتهم عبر قضاة كبار كانوا يحضرون السوق، أمثال: أكثم بن صيفي حكيم العرب، عامر بن الضرب من بني عدوان، وحاجب بن زرارة وآخرون.
وعكاظ من أعظم المنابر الادبية، و(سوق هجر) في البحرين، واتصال السوق ببلاد الهند وفارس، و(سوق مشقر) من أول جمادى الآخرة، وكانت لكسرى سطوة على هذا السوق، و(سوق عمان) كانت تخضع للنفوذ الفارسي، وكانت تقع على بحر اليمن، و(سوق صحار) بعمان، وسوق (دبي) وسوق (الشحر) وتقام في النصف من شعبان، وسوق المربد في البصرة، وكان السوق للإبل حتى صارت القبائل تعرض فيها شعرها ومفاخرها وتجارتها وعروضها، وسكت الشيخ مدلول ليكمل حديثه بعد الغداء .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat