لقد استطاعت السيّدة زينب (عليها السلام) برباطةِ جأشها أن تحفظ عهد الذر الذي قطعتهُ على نفسِها في عوالمِ النشأةِ الأولى، وأن تضربَ مثلاً حوائياً يُماثل ويتواصل في جوهره ِحمل الرسَالة البشرية في رحِم السيّدةِ الأُم ابتداءً، وهي تقطَعُ أشواطًا حياتية، ترعى كينونة هذا الكائِن المضطرِب في أطوار التغيير الداخلي؛ لتصلَ بهِ خط الشروع للانطلاق في فضاءات الحُرية وفكَ الأسر من ظُلمات الوهنِ والتقوقع في حدود الضيق .
ولا يُنكر الدور الذي تصدَّت لهُ السيّدةُ زينب (عليها السلام) في عالم الاختبار الحقيقي، حيثُ جابهَت هذا الاضطراب المُنفلت، وبطاقةٍ قُدِّرَ لها أن تكون مرآة فطرةٍ حقيقيةٍ صقيلة، تفرضُ وجودَها كراعيةٍ مُثلى، وخلفٍ كفء في تحمّلِها أعباءَ تلك الرسالة؛ كي تقومَ بتجديدِ وإصلاح المملكةِ البشرية التي وصلت حَدّاً في تشويهِ فطرتِها الإنسانيةِ السليمة المتكاملة ! فكانَ عصر قيامِها فرصةً سانحةً للأُمّةِ والناسِ أجمعين .
وما أحوجَهُم أن يقِفوا قبالةَ مرآتها النورانية؛ ليَروا جسامة الشرخ الحاصل في بناء الصورة الأصلية !وكانَ مِما حباها اللّهُ تعالى منَ القُدُرات التكوينيةِ وملَكة الفَهم اللدُني، أن تُعالجَ تصدُّعات أهلِ زمانِها بتلكَ النفحات القُدسية، وتفضحُ زيفَ الأصنام، فيعودُ الزمان بخيرِ نساء العالمين، وقد أطلّت كأمّها الزهراء (عليها السلام) فبانَ ذلكَ الامتداد النوراني، في وقتٍ عزّ على الأُمة أن تجِدَ كرمزِ وجودها الشريف .
فعبَّأت طاقاتها لتنهضَ بدورٍ رسالي، يُكمل مسيرة سيّد الحياة (السبط) (عليه السلام) نحو التغييرِ، لحياة أمثل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat