صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

بلد السواد والنهرين يستورد الطماطة من بلدان بلا سواد ولانهرين
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعلم أغلب العراقيين ان بلدهم إسمها أرض السواد [لخصوبه ارضه الزراعية] أو [ بسبب كثافة الزراعة]أو[نتيجة لكثرة أشجار النخيل وشدة اخضرارها .. وكثافة زرعه
والأخضر عند العرب يأتي بمعنى الأسود عند العرب]وقبل الولوج في مبررات التسمية التاريخية والخوف من مقارنتها بالحال الزمني العراق من كثرة إتشاح السواد القماشي في ذاكرة الرؤية المجتمعية العراقية وهي عبارة عن لافتات سوداء فيها تعزية بموت على سبيل الإعلان ،اتسمت حقبة الحرب مع إيران ثم حقبة الحصار الديناصورية ثم مرحلة دخول القوات الإمريكية ثم القتل الطائفي المقيت ثم قتلى الإرهاب الاعمى اليومي لسنوات قاضما الالاف وقاصما ظهر العوائل الكريمة ليكون ملبسهم أسودا وعيشتهم بنفس الطول الموجي للاسف نعم قفزت ظاهرة إجتماعية بالإعلان عن الوفيات بقطع قماش أبيض ليس موضوع المقالة. لماذا بلد السواد؟كل هذه المقدمة لموضوع غذائي؟ ولكن من يهتم للغذاء الامني أو الإمن الغذائي؟ من هي الجهة التي تسهر ليل ونهار تفكر بغذاء الناس؟ ستجد مئات الإجوبة ولكنك في حسابات البيدر لاتجد للحقل وجود؟!
مع يقيني إن الحديث عن الزراعة في العراق هذه الإيام أشبه بحالة البطر لان غيوما ملّبدة في سماء الساحة العراقية تُنبيء عن تفاعلات سياسية لامُنتظرة التوقّع والتحسّب والحدس لا الحسدْ! لإنها ليست عن حالة الطقس والإنواء الجوية يُلقيها مذيع كتكملة لنشرة أخبار رتيبة...بل غلّفت الحالة المضطربة في واقعهم مرارات في نفس أغلب العراقيين لإن مشهدهم السياسي لم يصل النقاء المطلوب نصفه أو ربعه في الوقت الحاضر لتسكين النفوس التي لم تجد ملاذا للسكينة مع الإسف. لذا عندما اتكلم عن الزراعة أو عن الطماطة التي لايخلو منها مطبخا عراقيا يكون هذا الحديث أقرب للامبالاة أن يُورد في مقالة بينما مطابخ السياسة العراقية يقتنصها الغليان واقسى درجات الحرارة! مع الخوف من صبغتها الحمراء ..ورد إن كلية الزراعة في الديوانية، أفقر محافظات الوطن على مقياس ريختر للفقر ،أقامت معرضاً زراعياً لآخر المبتكرات العلمية والتكنولوجية في مجال الزراعة والثروة الحيوانية بمشاركة وزارات الزراعة والموارد المائية والبيئة والعلوم العراقية، المعرض شهد عرض التجارب الزراعية التي أثبتت نجاح استخدام صنوف جديدة مهجنة من البذور للمحاصيل الإستراتيجية ومكائن حديثة، وأساليب علمية في الري، ما يعد دعوة وتشجيعا للفلاحين والمزارعين إلى استخدام هذه الطرق"، والجميل إعلاميا وجود معرضا للكتاب الزراعي ضم نحو ثلاثة آلاف عنوان وعرض لأبقار تم تهجينها ومهور عربية أصيلة ومنتجات البيوت الزراعية المحمية في الديوانية التي تبعد(180 كم جنوب بغداد)، وهي من المحافظات الزراعية المهمة في العراق حيث تبلغ المساحات الزراعية فيها نحو ثلاثة ملايين و268 ألف دونم، منها مليون و420 ألف دونم صالحة للزراعة.وهذا الإيراد الإستدلالي هو لمعرفة كيف إننا نهتم نظريا ونغفل عمليا قوت الشعب الذي تعلّم الإستيراد الزراعي في كل موسم وهنا ألج لذكر سيدة المائدة الطماطة حيث نسينا وجود طماطة عراقية من المعروض السلعي الإستيرادي في الاسواق! الفا دينار عراقي سعر الكغم منها؟ ونحن بلد دجلة والفرات ؟ هل نصدّق أن المملكة الأردنية تصدر 1000 طن من الخضار إلى العراق يوميا !! تشكل البندورة ( الطماطة ) أبرز الأصناف المصدرة إلىنا؟ يعلم الكثيرون من العراقيين كانوا يعرفون عن تراثهم الوطني ان العراق بلد السواد.. اكرر ليس هذا تلميحا او تصريحا بسواد اللافتات التي أشتهر العراقي بكتابتها وتعليقها في الشوارع لدلالات العزاء بوفيات مجتمعية وخاصة مع حصاد الإرواح المعروف منذ الحرب مع إيران ثم ماحصده الحصار ثم دخول القوات الإمريكية ثم القتل الطائفي ثم قتلى الارهاب الاعمى لتكون صفة السوداوية معلّقة أكثر بالعراقيين مع تنوع ظاهر للعيان بكتابة الوفاة على لافتة بيضاء؟! لاأدخل بتفاصيل الالم فقط رايت في سنوات النظام الممحوق تجربة زراعية انضمرت؟ إندثرت؟..أن الصحراء بين كربلاء والنجف وبمياه جوفية للسقي كانت تدّر على كل الوطن طماطما ذات طعم خاص بمئات المزارع وبتكنلوجيا بدائية التصنيع المحلي وشغلّت الالاف من العاطلين في محافظات الجنوب ولكن اليوم؟ مع كل التكنلوجيا الزراعية المتطورة المتاحة اهليا وحكوميا يوجد بطر زراعي..يوجد إهمال.. يوجد تسهيل للاستيراد الغذائي بغرابة مستحيلة التصديق دون حماية المنتوج الوطني والتشجيع على ديمومته كإمن غذائي على الاقل ولكن دون جدوى! ليس هذا تسطيرا للالم بل تسطير لواقع مرير في كل جوانب الحياة الاجتماعية للعراقي فمن يهتم ويناقش ويعيد الهيبة للزراعة التنموية في العراق ونحن نستورد الطماطم من دول الجوار؟
اترك الإجابة لصمتي وفطنتكم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/17



كتابة تعليق لموضوع : بلد السواد والنهرين يستورد الطماطة من بلدان بلا سواد ولانهرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 6)


• (1) - كتب : عزيز الحافظ ، في 2012/05/18 .

الاستاذ الخبير الزراعي
شكرا جزيلا على هذه الكلمات النابعة من قلب متشوق لتقدم وطنه ولكن؟ من يسمع؟ من يبادر هل سمعت دورا معلنا للسيد وزير زراعتنا؟ هل له دور في منع الاستيراد الغذائي وتوفير البديل؟ هذه خطواتك الطيبة تحتاج لمعاينة ودراسة ونوايا طيبة للتنفيذ ولكن كتبت علينا الاقدار فقط ان نكتب كتابة صراخ ولايسمعنا احد وهنا مواطن الالم كلها! شكرا لملاحظاتك وعسى يخطأ مسؤول ما عراقي !!ويقرأ ويستجيب.



• (2) - كتب : عزيز الحافظ ، في 2012/05/18 .

الاستاذ الفاضل جلال حميد
شكرا على هذه الاضافات التي هي آهات حقيقية من نفس وطني تحمله بنقاء وأصالة كل شيء ليس غريب في الوطن ابدا وهذه الاشارة لصحراء النجف حقيقية لاني عشت في زمن النظام السابق حيثيات زراعتها مع اقارب واصدقاء وكانت تدر نقودا مناسبة والغريب ماذكرت من استيراد الفسائل! لان كل شيء في الوطن يعيش مقلوبا وكتبت اليوم مقالة عن استيراد الحنطة بتألم ستقرأه شكرا لكلماتك واهتمامك وكثر الله من امثالكم الطيبين صرخة غير مسموعة في ارض الوطن وفضائه


• (3) - كتب : خبير زراعي ، في 2012/05/17 .

ﻻجل النھوض بالواقع الزراعي ھناك عدة حلول منھا :
1_تنظﯾم أتفاقﯾات جدﯾدة مع الدول المتشاطئة مع العراق بالنھرﯾن, وحسب النسبة السكانﯾة لكل بلد, والعمل على انشاء
السدود والخزانات للتحكم بكمﯾات المﯾاه الواصلة للقطر وكذلك اﻻستفادة من مﯾاه اﻻمطار , وتقلﯾل نسبة الھدر بقدر
الممكن.
2_ العمل على أستصﻼح اﻻراضي الزراعﯾة من خﻼل مشارﯾع حقﯾقﯾة من خﻼل أنشاء شبكة من المبازل الحدﯾثة.
3_أستﯾراد وسائل المكننة الحدﯾثة وأدخالھا في المجال الزراعي.
4_التركﯾز في خطط اﻻعمار على تطوﯾر الرﯾف العراقي وأنشاء شبكة طرق معبدة وتقدﯾم كافة الخدمات المقدمة للمدﯾنة
من شبكة ماء وكھرباء ومستشفﯾات ومدارس وجسور وقناطر وغﯾرھا من الخدمات اﻻساسﯾة والضرورﯾة, حتى نضمن
عدم ھجرة الفﻼحﯾن والبدء بالھجرة المعاكسة وھذا ﯾتطلب جھد الدولة بكل وزاراتھا ﻻن وزارة الزراعة ﻻ تستطﯾع فعلھ
بمفردھا.
5_ التوسع في حفر اﻻبار اﻻرتوازﯾة في الصحراء الغربﯾة لضمان زﯾادة الرقعة الزراعﯾة من خﻼل استحداث أراضي
جدﯾدة .
6_ العمل بمبدأ اﻻرض لمن ﯾزرعھا وﯾستثمرھا وألغاء النظام اﻻقطاعي المسترجع بعد سقوط النظام, حتى ﻻ تكون ھناك
اراضي جرداء وفي نفس الوقت نقلص حجم البطالة وضمان تشغﯾلھم في المجال الزراعي.
7_ العمل على انشاء مزارع كبﯾرة وحدﯾثة من خﻼل عقود مع افواج المھندسﯾن الزراعﯾﯾن العاطلﯾن عن العمل وتوفﯾر كل مستلزمات النجاح لھم من خﻼل تقدﯾم القروض المالﯾة المﯾسرة والبذور المعفرة واﻻﻻت الزراعﯾة لضمان نسب النجاح؟؟؟ وتطوﯾره.
8_ العمل على انشاء محطات بحوث حدﯾثة ومتطورة لتربﯾة اﻻصناف وتھجﯾنھا بما ﯾتﻼئم والظروف البﯾئﯾة والمناخﯾة
للعراق لغرض ضمان زﯾادة الغلة اﻻنتاجﯾة للدونم الواحد.
9_ العمل على أنشاء محاجر زراعﯾة حدودﯾة للتأكد من سﻼمة المواد والبذور الداخلة للعراق والتأكد من خلوھا من الامراض

• (4) - كتب : جلال حميد ، في 2012/05/17 .

السلام عليكم ...
الاخ الكاتب عزيز الحافظ ... شدني الى مقال وما تفضلتم به تقرير قراته منذ زمن يتجه بصوب نقطتين مهمتين
1- ان العراق بدا يستورد فسائل النخيل بينما كان يعتبر المصدر الرئيسي لهذه الفسائل وبكافة انواعها النادرة والشائعة
2- ان السعودية بدات تنتبه لمسالة مهمة وهي ان العراق يحتوي على اكبر احتياطي للمياه الجوفية في العالم وبما ان السعودية اوطا من العراق فانها استغلت تلك المياه في الزراعة وبدأت تصدر الحنطة والشعير والخضروات والتي كانت على عهد قريب تستورد هذه المواد
3- ان احد المستثمرين عرض استغلال الصحراء بين كربلاء والنجف لمدة عشرين سنة بحيث اعطى تعهد بان يكتفي العراق من الخضروات والفواكه خلال ثلاث سنوات من تاريخ التسليم والتصدير باسم العراق مع تسليم كافة المنشات والمزارع الى العراق بعد انقضاء هذه المدة وهذا المشروع له عدة ايجابيات
أ- امتصاص البطالة بين خريجي كلية الزراعة ومعاهدها
ب- فتح سوق جديد في الشرق الاوسط والتحكم بمصدر الغذاء
ج_ زيادة واردات العراق من العملة الصعبة

الناتج النهائي ان المستثمر رجع الى بلده بعد ان طولب بمبالغ خيالية لكي يتم المصادقة على مشروعه


• (5) - كتب : عزيز الحافظ ، في 2012/05/17 .

الاستاذ ناصر عباس
شكرا لكلماتك الوطنية النقاء هذا شعور كل وطني شريف يجد أمنه الغذائي مهدد بالاستيرادات العشوائية في وقت نحن بحاجة لتحفيز الطاقات الوطنية ولكن لاحياة لمن تنادي شكرا لمرورك الطيب.

• (6) - كتب : ناصر عباس ، في 2012/05/17 .

الاستاذ الحافظ ...
مقال رائع ينم على دراية بمعاناة المواطن العراقي الذي لن يجد ما يؤكله بعد سنوات طالما مازالنا نعاني من المحسوبيات في كل شيء
سوف ينتهي النفط يوما ما ولن تجد الخضار الاردنية تدخل الى العراق ...

تقبل مروري




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net