صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

الطارمية بغدر ...تزّف للوطن...شهداء حزن الاعياد
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل ان الانامل تكتب؟ ام أزرارالكي بورد؟ ام خلايا الدماغ.. تأمر وأكره تسطير الآلية... لان ثقل الحزن ينوء بكاهلي... رسم ليوناردو دافنتشي للعالم، الموناليزا وابتسامتها الساحرة ببراعة.. هل انا بارع مثله بإن أريكم رسم إبتسامة الحزن العراقية على الشهداء الذين سقطوا يوم امس في الطارمية؟ قد أرسم بعض ملامح اللوحة! ولكنها ,غير مؤطرة! كيف يحتويها إطار! والحزن ريح عاتية تهبّ كل يوم على لوحة الشعب الصابر المسكين! حزن غير مؤطر! انا لاأملك لافرشاة ولا لوحة أصباغ...لان الحزن قطّع اناملي! ولان الدموع بهطولها لاترسم كل أبهّة الحزن الشاهق في المآقي! ماذا أفعل؟ الصمت؟ كيف أصمت وهناك أم فرحِت ان ولدها تخرّج ضابطا.. قبل اسابيع...وهذا اول إلتحاق له بالمهمة... بعد عناء تدرجّي دراسي معروف.. إن الاقدار وضعته في منطقة إسمها الطارمية يسكنها شعب عراقي أصيل! وإذا بلحظة تنتقل هذه الروح الطاهرة الى بارئها.. وهي لم تر بعد سعادة الرتبة ! نعم رأت بكاء عين الام فرحا بها! الان تغيّر طعم الدمع! من فرح الى تَرح! الان.. الام التي ترمي الماء عند وداع المسافر للموت أو حتى للنزهة ستحتفظ الى الابد بالآناء الذي كانت ترمي به الماء.. فلن يعود غائبها للابد ولن تعود بسمته ووداعته وستفتقد إحتضانه! وستبقى ملابسه وغرفته في كل حجر باك في الدار!

محمود.. الملازم من الدورة العراقية109... من احد شهداء غدر البعث! لاتذهب أفكاركم بعيدا.. البعث هنا في العراق هو داعش... بكل الصيغ الاجرامية المتفننة في القتل الذي لايمكن حتى لهوليوود بالخيال العلمي توصيفه.. ارتدى فقط الزي الاسلامي الكاذب خادعا الشيطان ومخادعا نفسه! محمود احد شهداء الطارمية يوم امس.. مع الكوكبة التي اعتذر جدا عن سرد بطولاتها...وذكرياتها.. ففي العراق أعمق الحزن هو الحزن قبل الاعيادّ ...انت تلهم الام والاب والزوجة والابن اليتيم.. أن يصبروا! لن تتوقف الدموع وسيولها .. في العراق... ولكن أقسى الحزن هو حزن الاعياد..تلك ترنيمة الالم العراقي... فالعيد في كل الاوطان فرصة للفرح المجاني الشاهق.. وللسرور النزر.. وإذا بلحظة تغادر كوكب الزمن... تجد أبوك او امك او اخوك أو بنتك بل وحتى صديقك يغادر بتراجيديا الى الابد..وانت ترسم بخيالك مجيء العيد فقط لتسمع نغمة.. فرح يتيم..... وتقول مع الراحل فؤاد سالم... باللهجة المحلية العراقية...(إجه العيد .. وماإجيتْ! وهم إجِه وماجابْ روحي... عايش بلاروح.... من يوم المشيت!!!!)

ودعّونه... وكالوا إسبوع ونرّد لعيونكم... وفاركونه.. وكالوا الدنيا غريبة بدونكم!

وإحنه بين الراح والجاي إنتظار! يكضي وحشَة الليل! وشيكضي النهار!

ودعونه .. ومن بعدهم ... عشنه بدروب البريد!! ننتظر منهم رسالة!لوبطاقة بيوم عيد!!ولكن الموتى الاحبّة.. لايبعثون رسائل! فقط صمتهم وغيابهم.. رسالة الدموع!

لقطتان لام محمود.. لن تنساها لاالدموع ولاالاحزان ولا كل ترنيمات موسيقى الترح في العالم.. قامت بنفسها بتلبيسه الرتبة العسكرية بعد تخرجه! وصوّرتها كاميرات الاحبة.. ولان هناك قفزة للثقة في الماء للضباط عند تخرجهم.. كانت ام محمود حاضرة القفزة مع كل العوائل.. وعندما خرج أبنها من الماء نشرت عبائتها العراقية منتشية.. محلّقة كفراّشة جذلى بين زهور وهي تقول.. البحر المايتكيش كيش بيه محمود! وهي متلازمة شعبية عراقية عن البطولة! والفديو ايضا موجود في محاجرالمآقي الآن الغائبة في تيه الالم!

بين لحظة وهجمة لحظة..أرتدتْ أم محمود...الملازم الذي لم يفرح برتبته..، السواد! وعند أمهاتنا العراقيات.. يبقى الملبس السوداوي يرافقهنْ حتى الموت! وإذا أستجابتْ للضغوط الإجتماعية.. وخلعتْ ملابس السواد، فسيبقى الترح في شفاهها وقلبها وكبدها وأجفانها وأحداقها حتى الموت!

لن تفرح ام محمود بعد الان بمقدمه لهم! لن تعانقه! لن تحتار بمراسيم زواجه! لن تفارق غرفته.. ولن تنسى إعداد ملابسه..ولن ولن ولن.. فقد قتل الموت الغادر كل الاحلام والخيال ورسوم التمنّي بحياة كريمة في الوطن الذبيح!

هذه المنطقة الطارمية.. خطرة جدا ... البعث فيها يصول ويجول يرتدى زي خديعة الناس..بتسمية داعش.. وكان يجب على الاهالي الكرام التعاون الكبير مع القوات الامنية! نحتاج ان يتعزز هناك الوجود العسكري ونحتاج وجود الحشد الشعبي لمؤازرة إخوانهم والاقتصاص من القتلة.... نحتاج دورا لطيران الجيش والاستمكان..إحرقوا الارض التي تأويهم..وأقطعو وصال الذين يمدوهم باللوجستيات والمعلومات..لاترحموهم أبدا.. دماء أبطالنا شهقت للخلود.. ومن حق عيد الفطر ان يحزن مع الاهالي...فقد أقتنص الغدر أرواحا طهور...لن تفرح بالعيد ، الامهات.... هن أول الاوطان... وهن إخر المنافي ..هن عبق الوطن وعطره...وهن أقسى القادرات على تحمّل حزن الفراق..اعانّهن الله ولهم الصبر والسلوان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/02



كتابة تعليق لموضوع : الطارمية بغدر ...تزّف للوطن...شهداء حزن الاعياد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : مهتدي رضا عباس الابيض
صفحة الكاتب :
  مهتدي رضا عباس الابيض


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net