المهدي ( المعتقد والمستند ) / ٣
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

[ ولولا ثبوت فكرة المهدي عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين وتشبعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكن مدّعو المهدية في القرون الأولى كالكيسانية والعباسيين وجملة من العلويين وغيرهم ، من خدعة الناس واستغلال هذه العقيدة فيهم طلباً للملك والسلطان ، فجعلوا ادعاءهم المهدية الكاذبة طريقاً للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليه ] عقائد الامامية ص٧٦
كما أن القِدَم في ادّعاء المهدوية يمكن توظيفه من خلال اثبات تاريخية المسألة وتأصلها في وجدان الأمّة ، وأنها ليست فكرة طارئة على المجتمع المسلم ، وهذا ما فعله الشيخ الماتن قدس سره .. فإنه لابد من القول أن ادّعاء المهدوية ظاهرة متجدّدة كذلك عاشتها أجيال المسلمين المتعاقبة وإلى يومنا هذا ، وهي تستحق الإهتمام والدراسة لما فيها من ضلال وضرب للقضية من ناحية اجتماعية وربما تسبب آثاراً سلبية على مجمل ملفات الغيبة والانتظار والظهور ..الخ .
وأن أخطر ما فيها - بحسب ما أعتقد - هو ليس ادّعاء الشخص لنفسه ، وإنما اعتقاد ثلّة من الناس بأن الشخصية الفلانية هي المهدي المنتظر وإن لم يقل هو ذلك .. فالأوّل يمكن أن يفشل بأقرب اختبار أو موقف ، أو يتكفل به الزمن بأقل فترة ممكنة ، وإنما الخطر الأكبر يكمن في الجماعة التي تدّعي ما تدّعي وتعيث ما تعيث تحت هذا العنوان والانتماء ..! فيتشضّى بسببها جسد الأمّة ويضعّف من عزمها وقوتها في مواجهة الأخطار فضلاً عن تحقيق الاهداف ..!
فالكيسانية إدّعت المهدوية لمحمّد بن الحنفية وانفردت كفرقة في زمنٍ ما ، وكذلك الزيدية والواقفة الذين ادّعوا المهدوية للإمام الكاظم عليه السلام .. فضلاّ عن ادّعاءات السفارة والبابية ..الخ .
وينبغي القول أنّ من أكثر الملفاّت التي يمكن أن تُتهم بنظرية المؤامرة هو ملفّ ادعاء المهدوية أو البابية أو السفارة ، فوراء الكثير منها أصابع سياسية تتبناها دول استكبارية أو منظمات يهودية أو حتى الطغاة من حكام المجتمعات الاسلامية .. وهذا جزء من الحرب السرية اتجاه القضية المهدوية كمعتقد أو ثورة مرتقبة .
وهذا الموضوع أوسع من أن يُذكر هنا ، ولكن لابد أن نذكر نقطة مهمّة : عندما يقوم الإمام المهدي عليه السلام فإن قيامه غير قابل للقعود مرة أخرى ولا للفشل ، وإنما سيمضي بمهمّته حتى النهاية وتحقيق النصر التام والكامل .. كما أنّه سيقيم الحجّة الدامغة على البشرية بأنه هو المهدي الموعود ( لِّيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيم ) . عن الإمام علي عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) . مسند أحمد ١ / ٨٤ .. يتبع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat