صفحة الكاتب : عادل الموسوي

"خُوارٌ جديدٌ".. برامجُ إلْحاديّة بطرقٍ فنيّة!!
عادل الموسوي

 

رغم أنَّ عجلَ السامري حُرِّقَ ونُسِفَ في اليَمِ نسفاً، إلاّ أنَّ خُواراً مشابهاً لا زال يصدرُ ويخفتُ تارةً وأُخرى، ولا تزالُ هناك بقيّة من عجولٍ كثيرةٍ لكل منها خُوارٌ مميز يُروِّجُ لأجنداتٍ سامريّة!!

في آونةٍ ليست ببعيدة تمَّ تمييز أحّد النماذج المروّجة لنشر الكراهيّة بين المسلمين والتشجيع على أعمال العنف والعمليات الإرهابيّة ضدَّ الشيعة في العراق وبلدانٍ أخرى.

ثلاثيني بلحيَّةٍ كثَّةٍ سوداء، ينتحل عمامةً شيعيَّةً بيضاء، منحرفٌ منشقٌ عن خطٍ "لندنيّ" منحرف؛ سليط اللسان، فحّاش، سبّاب، لعّان، بذيء، مبتذل.. بالقول والإشارة والإيماء والتصريح مع تنميق وكناية، لقّبه كهنةُ المعبد بـ "المجدد"!

من محاور دينه الجديد: عائشة، قرآن عثمان، محمد وعلي خالقان رازقان، والخمس الممنوع!!

وفي هامش لغة الجسد وفلتات اللسان؛ هوىً إلى تلك الدويلة!! وبين طيّات الكلام وما بين السطور مغازلة! متبادلة مع كيانها!!
تطاولٌ على العلماء وكفرٌ صريحٌ وإهانةٌ للمقدسات الإسلاميّة! ومنصّةٌ لطرح الكفر والإلحاد بطريقةٍ فنيّة!! 

المقر لندن، ووسيلة الدعوة؛ قناةٌ ذات محتوى سامٍّ يُبلِّغ بها رسالة دينه الجديد..

له عقدة؛ من اللغة، وعلم الرجال، وأصول الإستنباط والأصوليين.. من المفترض أنْ يكون أخباريّاً كما هو الظاهر من منهجه في إعتماد الرواية، بل كما صرّح هو بذلك.

أدّلة غير ناهضة عمدتها المغالطة، تكشف عن جهلٍ في اللغة ومقدمات الإستدلال.. يسوق الأدلة الملائمة لمطابقة أحكامه المسبقة.. ضَعفٌ في بعض المحاورين يدل على إختيار مقصود، ومسرحيّات حواريَّة مع بعض أو كثير من المتصلين!!

فيما مضى شكّل مع جماعة ما أسموه بالمؤتمر الرافضي، ونظَّموا مسيرات في الأعظميّة وسامراء وكربلاء تلعنُ رموز القوم، مما تَسَبَبَ بإحتقانٍ طائفيٍّ كبير.. تم إعتقاله ومجموعته عدّة مرات، تعرَّض فيها لتعذيبٍ شديد.. أُفرج عنه بكفالة.. سافر إلى تركيا ثم إلى لندن، ولازال مقيماً فيها، ومنها يَنفخُ في بوقِ الحربِ على المسلمين..

تدريبٌ متقنٌ من جهةٍ ما لفن الحوار (الخوار)، مع قابليّة عدائيّة مُفرطة، وإستعدادٌ للإنتقام من كل ما هو إسلامي، يصل أو وصل فعلاً الى حدِّ الكفر والإلحاد، بغطاءٍ من تشبثات مموهة بمعرفة مقامات أهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم. 

ضَيَّقَ من دائرة الناجين من عقاب اليوم الموعود على يد المنتقم، حتى لم تعد تتسع دائرة الرحمة إلاّ له ولأتباعه الذين لا نعلم إنْ تجاوزوا عدد الأصابع!

"المجدد" المزعوم -كشخص- ليس محوراً للحديث في هذا المقام، لذا لم نذكره بالإسم لتفاهة شخصه، وما تقدّم ليس سرداً لسيرته الذاتيّة، بل؛ هو خلاصة وصفٍ لإنموذج مسلّطٍ مطوّرٍ من وسائل هدم الدين والوقيعة بين المسلمين.

المحور الاول: 
عائشة!! 
وتصريحٌ بالقتل..
برع أعداء التشيُّع في تصنيع أدلة الإدانة وذرائع القتل، ومن خلاصة التاريخ بين أتباع مدرسة أهل البيت وأتباع مدرسة أعدائهم، مثالاً؛ واقعة "سبايكر"؛ التي شَهِدْنا الذكرى العاشرة لمجزرتها بتاريخها الهجري قبل أسابيع..

وقفة..
ما الموقف من عائشة؟!
مَن هو المدان بالطعن بعائشة؟!!

خرجت عائشة إلى حرب أمير المؤمنين في البصرة، وما دون ذلك ليس له قيمة أو أهميّة، والطعن بالأعراض مما لا تقول به الشيعة، ولا يعنيهم الخوض فيه، وليس هو من عقيدتهم بشيء، ولا يقولون إلاّ: {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ..}، هي قوله عزَّ من قائل: {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ ٱمْرِئٍۢ مِّنْهُم مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلْإِثْمِ ۚ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُۥ مِنْهُمْ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، على إختلافٍ فيمن نزلت بها الآية، والجامع أنَّها نزلت في براءة زوجٍ من أزواجِ الرسول صلى الله عليه وآله..

لم ترد روايات إرضاع الكبير في كتب الشيعة، ولا روايات تعليم الرجال غسل الجنابة، ولا غير ذلك من مواطن الشبهات التي وضع القوم أنفسهم فيها، فقد ورد جميع ذلك في الصحاح التي طوقوا بها أعناقهم، فباتوا يتأوّلونها بوجوهٍ غير وجيهة، وما أيسر لهم عدم إعتبار تلك الأحاديث التي رويّ الكثير منها عن الزبيريين، تعظيماً لخالتهم ورفعةً لشأنِهم بها، ثم أبرزوها لحرب أمير المؤمنين.

سبَّ بنو أُميَّة عائشة، وقتلوا أخاها عبد الرحمن، وأحرقوا أخاها محمد، ودبَّروا لها قتلة غادرة!! 
وهُدرت كرامتها بين غلو بني الزبير وعداوة بني أُميَّة!!
فكان الترضي من نصيب بني الزبير وبني مروان ومعاوية!! 
وكان نصيب الشيعة التهمة والقتل والتشريد والتنكيل!!

إنّ الشيعة وتبعاً لأكابر علمائهم لا يطعنون بعرض عائشة، إلاّ أنّ القومَ يصرّون على التهمة بذلك تبريراً وذريعةً للقتل!

لذا وإكمالاً لمسلسل صناعة الموت ينتحل مثل "المجدد" لباس التشيُّع، ويعزف بمزامير الشيطان ليل نهار معزوفة؛ الفاحشة!! توكيداً وتثبيتاً للتهمة، وهو قدرٌ كاف للإدانة والحكم بالإعدام، وهو عينُ فكرة مشروع "المجدد".

المحور الثاني:
قرآن عثمان!!
ذُكر من الأقوال في جمع القرآن أنّه؛ كان مجموعاً في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، وذُكر أنّ أمير المؤمنين عليه السلام جمعه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن الأقوال أيضاً: أنّه جُمع في عهد أبي بكر، وآخر أنّه جُمع في عهد عثمان.

وأعتقد أنّ مجمل هذه الأقوال صحيح، ولكن من زوايا مختلفة:

فما كان في آواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وآله؛ فهو القرآن المكتوب في الصحاف والرقاع المتفرقة عند الصحابة عامة، وما هو مكتوب ومحفوظ بهوامش التأويل وملاحظات التدوين والترتيب عند أمير المؤمنين عليه السلام خاصة، والذي آل على نفسه إلاّ يضع على عاتقه رداءً إلاّ إلى صلاة، حتى يؤلّفه كما ورد في كيفيّة الترتيب عند النزول، فجمعه ثم عرضه على القوم فردوه عليه، فلم يزل عند أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

وما جُمع في عهد أبي بكر؛ هو مما كان موجوداً عند عامة الصحابة وجمع موحّداً، ولكن من غير ترتيب جامع لآيات كل سورة، فنزول آيات كل سورة لم يكن متسلسلاً.

أمّا ما جُمع في عهد عثمان؛ فهو كالمجموع في عهد أبي بكر، ولكن مع ترتيب آيات كل سورة في سورتها، بإجتهاد من القائمين بالجمع في بعضٍ من تسلسل السور ومواضع بعض الآيات، فتم تأليفه في مصحف، ونسخ منه ستة مصاحف، وأُحرِق ما دونها مما كان محفوظاً عند المسلمين.

إنّ عقيدة الشيعة في القرآن الموجود بين أيدي المسلمين؛ هي أنّ الأئمة عليهم السلام أقرّوا التعبد بهذا القرآن، والقراءة فيه، والأخذ عنه، وتقديسه، وتحريم مس آياته على المُحدِث. وهو القرآن المنزل على رسوله، والمنزّه عن الزلل والخطأ والتحريف، بدلالة آية الحفظ وحديث الثقلين.

ولا يختلف عموم المسلمين في ذلك، وإنّ نُسِب إلى بعض مَن شذَّ الخلاف، إلاّ أنّ أتباع كلا المدرستين؛ يتهم بعضهم بعضاً بالقول بالتحريف، وذلك لورود روايات في تراث الفريقين، توحي بالقول بذلك، إلاّ أنّ شيئاً من ذلك لا يتم ولا يعمم، بدليل تبادل التهمة والإنكار، فلا يُلزَم أحدٌ بإنكاره إن كان لا يُرَتِّب أثراً على القول بخلاف إنكاره، مع تأويله لما ورد من روايات في تراثه وصَرَفَها عن ظاهر ما دلت عليه، وإنْ حُمِّلت تلك الروايات وجوهاً غير وجيهة، خاصةً عند من يقول بإعتبارها لورودها في الصحاح، ولا يستقيم شيء من ذلك إلاّ بالأسقاط عن الإعتبار أو الأذعان بالدلالة، لكن مما يهوّن الخطب؛ أنّ الخلاصة والنتيجة تحكم؛ بإجماع الأمة على صحة ما بين الدفتين.

إنّ أتباع مدرسة أهل البيت لا يركّزون على توجيه التهمة للمخالفين لهم، ولا يرتّبون على ذلك تَبِعة، أمّا أعدائهم فيصرّون على إخراجهم من إجماع الأمّة، وذلك للحكم بكفرهم مقدمة لتحليل سفك دمائهم.

من هنا يبرز دور "المجدد" في تأكيد الفرية ويُقرُّ -بإعتباره شيعيّاً- ويُصرُّ على القول بالتحريف، ويسوق لذلك الأدلّة، مستنداً إلى روايات ضعيفة السند أو قاصرة الدلالة، فيدعي ضياع ثلثي القرآن، وأنّ أسماء أئمّة أهل البيت عليهم السلام قد حذفت.. ولقصوره في اللغة عندما يعييه معنى أو تركيب آية؛ يعمد إلى القول بالتحريف في ذلك الموضع للتخلص من صداع؛ شرح النكتة، أو توجيه الإشكال، أو تفنيد الشبهة. 

يذكر "المجدد" المزعوم: إنّ هذا القرآن هو قرآن عثمان، وهو قرآن محرّف، وإنّما يؤخذ منه تعبداً وتشريعاً، بمعنى؛ أنّ الأئمّة عليهم السلام أمروا بالأخذ منه والتعبد به على علّاته وتحريفه -كما يدعي- مع العمل بأحاديث أهل البيت معه.

إنْ كان الأمر صحيحاً في الواقع وكما يدعي الزاعم، فلا مناص له من معاملة الكتاب معاملة الكتاب الصحيح المنزّه المنزل من الله على رسوله، إلاّ أنّ شيئاً من ذلك أو جزءً منه ليس من أدبيات الزاعم وأخلاقه في التعامل مع كتاب الله، فهو لا يتورع عن إهانته والطعن فيه والتقليل من شأنه وإنتهاك قدسيّته!!

فهو ينتقد ويتحامل على المستنكرين لإحراق القرآن الكريم، ويرميهم بالسفاهة لحدّة إنفعالاتهم، فيرى أن لا داعي لذلك الضجيج وتلك الزمجرة، لأن التعبير عن الرأي حق مكفول، وهو يدين ردود أفعال المسلمين لأنّها تؤثر على أمثاله من القابعين في لندن، وعلى علاقته بالمجتمع اللندني، فهو يخشى على نفسه من مجتمع يفترض أنّه مُتحضِر، في الوقت نفسه؛ لا يتورَّع عن التعريض بدماءِ الشيعة عند طرحه لأفكاره المكفِّرة لهم والمحرِّضة على قتلهم، ومنهم من يعيش بين مجتمعات تكفيريّة..

إنّ القول بتحريف القرآن؛ هو محور إستماتة الملحدين والمنكرين للرسالة، فهم يطعنون في نسبة القرآن الكريم إلى الله سبحانه، ويعتبرونه جهداً بشريّاً، وقد حقق لهم "المجدد" الهدف بكل يسر وسهولة، بأدلّة من الممكن أنْ يجنح لها الكثير من ضِعاف الإيمان وأصحاب العواطف المرهفة ممن لم يتسلحوا بسلاح الوعي.

المحور الثالث: 
محمّد وعلي خالقان رازقان!!
ساق المدعو في الغلو أدلّة كخيوط بيت العنكبوت، يستميل بها المحبّين للائمّة عليهم السلام ويدسَّ لهم أنواع السموم في أنواع العسل! 

شعار "المجدد": محمّد وعلي خالقان رازقان؛ يستدل بقاعدة: حكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد، فيسوق آية: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ }.

إنّ الشيعة تعتقد بمقامات المعصومين عليهم السلام، وأنّهم أعلى منزلة ممن سبقهم من الأنبياء والمرسلين والأولياء والأوصياء، وإنّ الله عزّ وجلّ قادرٌ على أنْ يجعلَهم خالقين رازقين، لكن ليس كما يذهب إليه المدعي، فالله جلّ جلاله يخلق الأشياء لا من شيء كان قبلها، وموسى عليه السلام يخلق من الطين كهيئة الطير، اي؛ يخلق من شيء لا من لا شيء!! أمّا أنْ يكون محمّدٌ وعليٌّ صلوات الله عليهما وآلهما قد خلقا الكون فهذا مما لا يقول به شيعي موحِّد، لا تنزيلاً لهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها، بل خوفاً من لعنة الغلو التي حذّروا منها عليهم السلام.

ليس ما يقول به المدعو وما يُظن أنّه مغالاة منه حقيقةً، ولا يمكن أن يصدر أو يجتمع مع النيل من المقدسات وتسفيهها وإمتهانها وإن إدعى أنّها من القسم الذي يؤمن به المخالفون..

إنّ ما يفتريه المدعي على المعصومين ما هو إلاّ معاضدةً وتاكيداً لما يُتهم به الشيعة من الغلو، إنّ ما يعتقدونه من علو مقامات المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم، لا يرضي من ساواهم بمن ناواهم حتى قالوا عليّ ومعاوية، لذا أنكروا فضائلهم وإتهموا المعتقد بها بالغلو..

إنّ "المجدد" جاء ليؤكد ذلك عمليّاً، ليس في نسبة الغلو إليه بل بإدعاء لوازمه، فيُنَفِر المسلمين من مذهب الحق، ويبيح دماء الشيعة لإدعائه الكفر نيابةً عنهم.

المحور الرابع:
الخمس الممنوع؛
أنكر "المجدد" وجوب الخمس، وقد يظن البعض أنّ المدعو شذَّ وخرج عن سياق ما يريد إثباته من عقائد الإماميّة، وهذا غير صحيح، فإنّ إنكار الخمس هو مطابق لما يقول به المخالفون من الإنكار، كما أنّ ما أراد إثباته هو ليس من معتقدات الشيعة كما أسلفنا، وإنّما هي من المفتريات عليهم، للنيل منهم والتشنيع عليهم وعلى علمائهم.

إنّ الإستقلال المالي الذي تفرَّد به الشيعة ومرجعيتهم الدينيّة يقضُّ مضاجع المناوئين ويؤرّقهم، ولم أجد من هو أشدُّ تحاملاً على الخمس غير المدعومين بأموال العمالة..

إنّ وجوب الخمس وأصل التشريع ثابت في الكتاب والسنّة، ولا ينكره إلاّ مُتجانفاً لإثمٍ أو متحيّزاً إلى فئة، والبحث فيه مستفيض في كتب الإستدلال الفقهيّة، لا الأقوال المبعثرة في الشبكة العنكبوتية التي يرجع إليها "المجدد" المزعوم.

هذه محاور أربعة رئيسة هي من متبنيات "المجدد" المزعوم، وعلى هامشها بعض عناوين فرعية تؤدي الأغراض نفسها، وتهدف جميعها بإسلوب مميّزٍ مطوّرٍ إلى هدم الدين والوقيعة بين المسلمين، رسمها وأعد خطتها "السامريون" ونفّذها "العجل" وأصحابه.

وعلى الهامش..

- مغازلةٌ متبادلةٌ مع كيان تلك الدويلة؛ 
تباينت المواقف من هجوم حماس والحرب على غزة؛ بين الإشادة والتنديد أو السكوت والتحفظ، مع وجهة نظر ناقدة -غير منددة- لهجوم حماس لعدم تقدير العواقب الكارثيّة التي حلَّت بغزة، ومن بين المواقف كان لـ"المجدد" موقفاً مندداً أشاد به إعلام الكيان، وكان المنددُ منتشياً بتلك الإشادة.

لا تخفى على مدركٍ إمكانات العدو وقدراته، لكن لا يعني ذلك بحال ترك مقارعة الإحتلال والظلم بالأساليبِ المشروعة والإمكانات المتاحة، لقد كان "المجدد" ناقماً مخذِّلاً مثبِّطاً شامتاً مستهزءً، يحرّض على السكوت وعدم تحريك الساكن ولو بفتح الفم وتحريك اللسان، يعكس ذلك مدى الميول المشبوهة لديه، ويفضح إعجابه الشديد باليهود وحبه لهم، فهو يسبح بحمدهم وبقدراتهم، وبـ "أفّات" طائراتهم الـ١٦ والـ٣٥، ويعكس مدى تحامله على المسلمين والتشفّي بمآسيهم، ويهين مقدساتهم، فهو يتلذذ بشتم القدس وإهانتها بأقسى العبارات بدعوى أنّها يهودية!

- تطاولٌ على العلماء وكفرٌ صريح وإهانةٌ للمقدسات الإسلاميّة!

إستهزاءٌ وتجاوزٌ على علماء الدين ومراجع التقليد المتقدمين منهم والمتأخرين، ولم يَسْلَم من لسانه السليط حتى مَنْ ألبسه العمامة، وسبٌّ وتطاولٌ على الذات الإلهيَّة ورسول الله والقرآنِ والكعبةِ ومراسم الحج ورمي الجمرات.. بحجَّة أنّها النسخة الثانية التي يعتقد بها المخالفون، وبمعنى: أنّه يسبُّ ربَّ المخالفين ورسولَهم وقرآنَهم وكعبتَهم.. وتطاولٌ أيضاً على المواكبِ والشعائرِ والتعزيّات، وتسفيهٌ لكل فعاليّاتهم الدينيّة بإعتبارها النسخة الصادرة عن الشيعة الذين لا يدينون بدينه الجديد، والتي تختلف -بحسب زعمه- عن الشعائر والمراسم الحقيقيّة الواقعيّة الصحيحة التي يمثلها هو!!

ما أودُّ الإلفات إليه أنّ الله ورسوله وسائر المقدسات التي يتطاول عليها المدعي لا تختلف ولا تتعدد في الواقع بإختلاف تصورات العباد، وما يدعيه المدعي؛ هي مجرد دعوى لإباحة السبِّ والإهانة، ووفقاً لقياس المدعي؛ يكون الإله الذي يعبده الشيعة وسائر الناس يختلف عن الإله الذي يعبده رسول الله والأئمّة صلوات الله عليه وعليهم، لقصور الجميع عن معرفته عزّ وجلّ حق معرفته، وكذلك عن معرفة رسوله ووصيه حق معرفتهما، فلا سبيل إلى تبرير سبِّ الذات المقدسة والرسول الكريم والقرآن المجيد والكعبة المشرّفة.. بحجّة أنّها غير المقصودة!!

مغالطٌ، مفترٍ كذّاب، فلو تنزّلنا وقبلنا ما يدعيه من سبٍّ لربِّ المخالفين، فهل علينا قبول سبّه لفظ الجلالة؟! فقد تطاول وسبّ الله بعين لفظه!! وسبَّ رسول الله بعين هذا اللفظ!! وقد حشا ذلك السبّ المباشر بين طيّات سبّه المعتاد أي؛ ما يسميه: "ربّ السُنّة ونبي السُنّة.."، فلو فرضنا؛ أنْ كتب المؤالف لفظ الجلالة وكتب المخالف مثلها، فهل يجوز مس لفظ الجلالة التي كتبها المخالف دون طهارة؟! بحجّة أنّ الإله الذي يعبده المؤالف غير الإله الذي يعبده المخالف؟!

إنّ المدعو البائس يتعرّض لله جلّ إسمه ولرسوله صلى الله عليه وآله، وكذلك القرآن والكعبة والمراسم والشعائر بطريقة ابليسيّة دنيئة بإشدّ عبارات الإهانة والتدنيس قساوة نيابة عن الكفّار والملحدين!!

- منصّة لطرح الكفر والإلحاد بطريقة فنيّة!! 
حوارٌ مميزٌ منقولٌ بالصوت والصورة مع أحد الملحدين من اليمن، كان فيه أسلوب "عجل السامري" غير معهود، فلا سُباب ولافُحش ولا بذاءة، كان يتحدث بمنتهى اللطافة والأدب، لقد كانت مسرحيّة للمناظرة بين مسلم وملحد، وفي الواقع كانت قناته في ذلك الحوار منصّة لأفكار ذلك الملحد، وهذه هي؛ خلاصة مشروع "المنتقم"، "الملحد"، "المجدد"!!

إنّ تلك المنصّة وذلك "الخُوار"؛ هي دعوى لهدم الدين بأساليب شيطانيّة ملتويّة حديثة مطوّرة، من غير الممكن أنْ تكون بإدارة فرديّة غير مدعومة من جهات معاديّة..

من المعتاد أن يكون الختام مسكاً، إلاّ أننا سنختم بالاشارة والتنويه الى: 

قليلٌ من السُم!!
كان "المجدد" منشرح الصدر ومسروراً بأشدِّ ما يكون الإنشراح والسرور..
تسائل إنْ كان محاوره اليمني قد حضر "الخوار" وقد إحتسى شيئاً..
- الملحد: نعم شيئاً من نبيذ!  
- "المجدد"، منتشياً، مقهقهاً: أنت سكران؟!
ويتم الحوار بأريحيّةٍ تامة..
أراد أن يرسم "صورةً لشخص حضاري منفتح"!!

سمٌّ قليلٌ آخر..
يفسح "المجددُ" المساحة في الوقت للملحد للتعبير عن أفكاره الالحاديّة، مع إفتعالات يسيرة ومداخلات تمثيليّة، وإعتراضات كاذبة، فيجعل من قناته منصّة لتصدير الكفر والإلحاد، ممزوجاً بمَسَحات مختلفة، كإن تكون عاطفيّة، إنسانيّة، فمثلاً:
يصلى الملحد على محمد وآل محمد، فيفتعل "المجدد" الدهشة، فيكرر الملحدُ مؤكداً: نحن نصلي على آل محمد ولا نصلي الصلاة البتراء!
ويضيف: أنا أسمع قراءة المصيبة على الحسين عليه السلام، لا بإعتباره مسلماً وأنّه إبن رسول الله، بل بإعتباره رجلاً ثائراً شجاعاً كـ "جيفارا"، أنا أسمع قصته بإستمرار وأبكي كثيراً، نعم!
رسمٌ لـ"صورة الإنسان المرهف المشاعر المحب لرسول الله وأهل بيته، المتأثر المتعاطف مع مصيبة المولى أبي عبد الله عليه السلام، الذي سيكون شفيعاً له يوم القيامة..".
عجباً.. لمَ لم يكفر "المجدد" بما يعتقد به ذلك الملحد!

أنه يقدّم "صورة رائعة للحسيني الملحد"!!، يرسمها "عجل السامري" بريشةٍ بلهاء.. أو خبيثة..
كان هذا أنموذجاً من مخرجات مشروع المجدد الملحد!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/14



كتابة تعليق لموضوع : "خُوارٌ جديدٌ".. برامجُ إلْحاديّة بطرقٍ فنيّة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net