صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

مقتلهم أعطى الإسلام الحياة. شهادة الإمام علي عليه السلام .
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


قتل الصالحين عبر التاريخ مسلسل ابتدأت حلقاته من يوم الخلق الأول على يد مخلوق استثنائي امتلك قدرات متفوقة وتميز بالشر والخداع والاحتيال وسوف يستمر خداع هذا المخلوق إلى يوم القيامة. (فأنظرني إلى يوم يبعثون .. بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين).(1) فلم يهدأ لإبليس بال ولم يستقر به حال حتى تسبب بإخراج أبوينا من الجنة وشحن قلب الأخ على أخيه بالبغضاء فقتل قابيل أخاه فسنّ بذلك أول جريمة قتل فتحقق قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).(2)
ثم استمر مسلسل قتل الأنبياء والصالحين والمؤمنين وبتحريض من إبليس ووساوسه. حتى مجيء الدين الخاتم فحصل فيه ما حصل مع الأنبياء السابقين، فكان مقتل ــ النبي مسموما ــ ثم الإمام علي عليه السلام وأبناءه البررة الكرام فكانت دمائهم بمثابة المعين الذي سقى شجرة الإسلام. ولولا مقتل الإمام علي وأبنائه الميامين عليهم السلام لما قام للدين عود.
دمائهم هي التي روّت نبتة الإسلام ولولا ذلك لما كنّا نرى إسلاما محمديا أصيلا ، بل لرأينا إسلاما إبليسيا سفيانيا مسخا لازالت بقاياه تعيش بيننا اليوم تطارد الصالحين. ثم يأتيك متنطع ينتقد غياب صاحب الأمر عليه السلام ويُغمض عينيه عمّا جرى لألوف الأنبياء وحوارييهم وأسباطهم ، والصالحين من أتباعهم.
الله تعالى بعث عشرات الألوف من الأنبياء حسبما يُروى اكثر من (مائة وعشرين ألف نبي).(3) ، كلهم ما بين شريد وطريد وقتيل . امعن فيهم من يزعمون أنهم أتباعهم قتلا وتكذيبا وطردا والسبب أن أممهم لم تكن مستعدة للدفاع عنهم . أممهم غدرت بهم لأنهم كانوا يُدارون مصالحهم لا دينهم. إلا الفئة المؤمنة الصالحة وما أقلهم وهؤلاء أيضا لم يسلموا من بطش الظالمين، وسوف يستمر مسلسل الخيانة والغدر بالصالحين كما حصل للأنبياء من قبل وكما سيحصل للمهدي (ع) فيما لو ظهر، فمن اجترأ على الله وكتبه وأنبياءه وسفك دمائهم ، هل يجد حرمة للمهدي او أي مصلح مؤمن يخرج للإصلاح. (إنما خرجت للإصلاح في أمة جدي).(4) فتناوشته السيوف من كل جانب ومكان. وقطّعوه إربا إربا وداسوا صدره بسنابك الخيل وحملوا رأسه يطوفون به الوديان ويعرضونه في الأمصار والبلدان. ومن هنا ورد أن المهدي (خائف يترقب). خائف على أمة جده ، يترقب ظهوره بين لحظة وأخرى.
اليوم نحن نمر بفترة التمحيص والغربلة حيث بدأت بوادر صحوة إيمانية تدب في أوصال الأمة الإسلامية فأين محلنا منها.
(لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين).(5)
المصادر :
1- سورة الحجر آية : 36.
2- سورة البقرة آية : 30.
3- سأل أبو ذر النبي عن عدة الأنبياء فقال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله عز وجل مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي، فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم). الخصال ج13 ص : 524. و : أمالي الصدوق ج11 ص : 196.
4- أحد شعارات الإمام الحسين عليه السلام قبل ملحمة كربلاء. بحار الأنوار العلامة المجلسي ج44 ص : 329.
5- سورة الأعراف آية : 16


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/04/04



كتابة تعليق لموضوع : مقتلهم أعطى الإسلام الحياة. شهادة الإمام علي عليه السلام .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net